الصورة تعبيرية (من الأرشيف) |
ووقع الانفجار في مسجد "حاجي بخشي"، بمنطقة "قلعة مراد بك"، في منطقة "شاكاردارا"، في كابول. وبحسب بعض المصادر التي نقلتها صحيفة "طلوع نيوز" المحلية، فقد جرى وضع القنبلة داخل المبنى.
وأكدت الشرطة أن المفتي «نعمان»، إمام المسجد، كان بين الضحايا أيضا. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم ونفت طالبان أي نوع من تورطها.
وتأتي أعمال العنف الأخيرة خلال اليوم الثاني من وقف إطلاق النار، الذي بدأ أمس الخميس، بمناسبة عيد الفطر.
في هذا السياق، لم يسجل القتال المباشر بين طالبان والقوات الحكومية في هذين اليومين أي ضحايا، لكن ما لا يقل عن 11 مدنياً قتلوا في تفجيرات 4 قنابل، أمس، في منطقتي "بانجواي ومايواند"، بإقليم "قندهار" الجنوبي.
ومع ذلك، فإن التوتر مرتفع أيضًا في كابول بالنظر إلى أنه في 27 أبريل، نشرت وزارة الخارجية الأمريكية إشعارًا تبلغ فيه حالة التأهب وتطلب من المواطنين الأمريكيين مغادرة البلاد في أقرب وقت ممكن. ومن بين التهديدات المكتشفة نقرأ: "تواصل الجماعات الإرهابية والمتمردة تخطيط وتنفيذ هجمات في أفغانستان".
بالإضافة إلى ذلك، فإن طالبان تقترب أكثر فأكثر من العاصمة. في 12 مايو، أكد مسؤولون أفغان أن طالبان سيطرت على منطقة "نيرخ" الاستراتيجية، على بعد حوالي 40 كيلومترًا من كابول. كما توجد منطقة برقة الواقعة في إقليم بغلان المحاذية لكابول من الشمال أيضا في أيدي المسلحين الأفغان. أخيرًا، في مقاطعة "لوغار" المجاورة، جنوب كابول مباشرة، دقت السلطات المحلية ناقوس الخطر بعد تدهور الوضع الأمني في بعض المناطق، حيث قُتلت السلطات السياسية والعسكرية في هجمات مستهدفة.
على الرغم من الوضع غير المستقر بشكل خاص في أفغانستان، قررت الولايات المتحدة مع ذلك استكمال انسحاب قواتها بحلول سبتمبر. في هذا الصدد، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الجمعة، أن وكالات المخابرات الغربية تقوم بتقييم والاتصال ببعض القادة الأفغان المحليين، غير المرتبطين بالسلطة التنفيذية في كابول، والذين قد يكونون قادرين على تقديم معلومات حول مستوى التهديد الإرهابي في البلاد، بعد انسحاب الجيش الأمريكي.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن هذه الخطوة تشير إلى أن وكالات الاستخبارات الغربية "تستعد لانهيار متوقع - أو حتى محتمل - للحكومة المركزية وعودة حتمية إلى حرب أهلية".
واستخدمت الولايات المتحدة تكتيكا مماثلا - الاتصال ببعض القادة الأفغان المحليين معلومات حول مستوى التهديد الإرهابي في الثمانينيات والتسعينيات في أفغانستان - عندما كان الاتحاد السوفيتي يسيطر على البلاد وتحدثت المخابرات الغربية مع القادة المحليين وأمراء الحرب مقابل الدعم الاقتصادي.