نفاق السياسة الإيطالية التي تدعم إسرائيل كيفما تكون ولا ترى المأساة الفلسطينية - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

نفاق السياسة الإيطالية التي تدعم إسرائيل كيفما تكون ولا ترى المأساة الفلسطينية

صورة ملتقطة من اجتماع الخميس، في روما، تضامنا مع الشعب الإسرائيلي
 الكاتب: حسن أمحاش

الإيطالية نيوز، السبت 15 مايو 2021 - بالكلمات، تبدو المواقف متشابهة تماما، فالجميع يرددون عبارة "شعبان ودولتان"، هنا تتغير فقط النغمة، طبعا مع بعض الفوارق الدقيقة، لكن في ظاهر الأمر، فإن الجدل السياسي بشأن الصراع التاريخي بين فلسطين وإسرائيل من أجل الأرض وحول الحرب، التي سمحت بفتح أفواه الأسلحة القاتلة في الأيام الأخيرة، ما هو إلا لعبة أكروباتية، لعبة يلتزم فيها السياسيون الأوروبيون بالظهور كقضاة عادلين، يفيضون بالأخلاق الحميدة التي تخفي النفاق الكامن بداخلهم بشكل سيء.


هذه الحالة من النفاق السياسي، التي، طبعا، تعكس الميول الطبيعي عند الشخص نفسه، صوّرها بنفسه النائب البرلماني عن الحزب الديمقراطي، إيمانويلي فيانو، وهو إبن يهودي كان قد رحل إلى معسكر الإبادة في النمسا، "أوشفيتز"، في تدوينة على حسابه في فايسبوك: "إذا أراد شخص في إيطاليا، من الأحزاب اليسارية، الدفاع عن إسرائيل […] يريد في الوقت نفسه الحفاظ، قدر الإمكان، على حق الفلسطينيين في أن تكون لديهم دولة، ما يجعل، في الوقت نفسه، إصدقاء إسرائيل يتهمونه بأنه صديق لأعداء إسرائيل، بينما يتهمه أصدقاء الفلسطينيين بكونه صديق أعداء الفلسطينيين. […] هكذا، لن يكون لهذا الشخص أبدا الحق في تقييم الأمور باستخدام عقل مدرك لحيثيات المسألة  وعادل في اتخاذ قراراته، لماذا؟ لأن هناك قوة أكبر تضغط بتأثير ملموس على  فضاء الحرية التي يؤمن بها، فقط إذا كان فكره يتعارض مع يتحكم في هذه الحرية ويضع لها قوانينها وحجمها طبيعتها."


في هذه النقطة بالتحديد عزيزي القارىء، ما عليك إلا سوى خدش طلاء النفاق لاكتشاف أن العديد من السياسيين الغربيين يوجدون على مسافة متساوية أقرب إلى "هَتِكْڤاه" من "حنظلة"، لأنهم ملتزمون ببساطة بعد الوقوع في إبداء ما يعتقدونه بصراحة ويتخيلون فلسطين كضيف غير مرغوب فيه ينبغي محوه شيئا فشيئا، كما يحدث الآن.


في المقابل، يقول «موني عوفاديا»، أحد أفضل المغنيين المروجين للثقافة اليهودية، في لقاء مع وكالة الأنباء "أدينكرونوس" بكلمات واضحة: "يوجد استغلال مستمر للمحرقة التي يحدث التلويح بها في كل مرة لإخفاء أي تحليل أو ملاحظة قد تؤدي إلى كشف حقيقة سياسة معاداة السامية. وليس للمرء نظرة ليرى أن حالة الشعب الفلسطيني هي حالة أكثر الناس عزلة وهجرا على وجه الأرض. الجميع يستسلم لمصيدة المحرقة المستغلَّة بطريقة شائنة".


وأضاف المغني اليهودي: "كل هذا لا علاقة له بإبادة اليهود، إنه استغلال محض. إن إسرائيل اليوم دولة قوية للغاية ومسلحة للغاية، وحلفاءها من أقوى الدول على وجه الأرض، والتي بمجرد قيامها باحتجاج صغير تنحني جميع الدول، بدءًا من ألمانيا، مهد النازية التي تفننت في تدمير اليهود  وإقرارها بالذنب".


وقال «موني عوفاديا» أيضا في تعليقه على تصاعد العنف في الشرق الأوسط الذي أدى إلى ليلة طويلة من القصف بين إسرائيل وقطاع غزة: "إن سياسة هذه الحكومة الإسرائيلية هي أسوأ الأسوأ. ليس لها أي مبرر، إنها سيئة السمعة ولا مثيل لها. يريدون إخراج الفلسطينيين من القدس الشرقية، يحاولون بكل الطرق وبكل أنواع الحيل، التعسف، والتلاعب والمضايقات المستمرة، التي تؤدي أحيانًا إلى تفجير احتجاج الفلسطينيين، الذين يشكلون الضحايا بأغلبية ساحقة، لأنهم بعد ذلك يُقتَلون أو يُدبَحون". 


وربما لم يكن من قبيل الصدفة بقاء السياسيين الإيطاليين على "مسافة متساوية"، في اجتماع الخميس، في روما، حيث رُفعت السرية عن أحداث هذه الأيام إلى هجوم أخر في اتجاه واحد، يلقون اللوم على الفلسطينيين ويتهمون حماس بإرهاب الإسرائيليين الآمنين في بلدهم المفترض، في الوقت نفسه، يضعون أيديهم أمام أعينهم لكي لا يروا التنكيل بالفلسطينيين داخل المسجد الأقصى المبارك، ويضعون أصابعهم في آذانهم لكي لا يسمعوا أو يتحدثوا عن مقتل أكثر من 130 مواطن فلسطيني، بينهم عشرات الضحايا الأطفال، وإصابة بضعة المئات بجروح، بينهم أكثر من 11 طفلا. وحتى إن تطرق لها مجبرا، سيقول "أنها أضرار جانبية حتمية من دفاع شرعي عن النفس".


أخيرا، أختم بتصريح المغني اليهودي «موني عوفاديا»: "السلام يكون بين الأنداد، ليس إملاء ات كما يريد الإسرائيليون. وأنا لست على طرف أي شخص، أنا أمثل نفسي وأقاتل ضد أي شكل من أشكال الاضطهاد، هذه هي السلطة التعليمية الصغيرة الخاصة بي. أنا مع كل الذين يعانون من الإساءة والقمع والاضطهاد، لأن هذا ما علمنيَه تاريخ اليهود. أنا يهودي جدا، لكنني لست صهيونيا على الإطلاق".