الإيطالية نيوز، الأربعاء 12 مايو 2021 ـ زار أمير قطر، «تميم بن حمد آل ثاني»، السعودية لأول مرة منذ إعلان العلا، الذي أنهى رسميًا ما يسمى بأزمة الخليج.
على وجه الخصوص، استُقبل أمير قطر في جدة، مساء يوم 10 مايو، من طرف ولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان»، وأجرى معه محادثات في قصر السلام، لبحث العلاقات الثنائية بين الدوحة والرياض وكيفية تعزيزها وتطورات بعض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وحتى الآن لم يتم الكشف عن تفاصيل محددة بشأن الاجتماع. على أي حال، هذا جزء من التقارب التدريجي بين قطر ودول الخليج الأخرى، المملكة العربية السعودية في المقام الأول، الذي أعقب إعلان العلا في 5 يناير.
في هذا الصدد، فضلت السعودية تذويب جليد الخلافات بعد الأزمة التي اندلعت في 5 يونيو 2017، عندما فرضت مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين حظرًا دبلوماسيًا واقتصاديًا ولوجستيًا على قطر. جاء القرار في أعقاب الاتهامات الموجهة إلى الدوحة بشأن دعمها وتمويلها للجماعات الإرهابية، بما في ذلك حماس وحزب الله، ودعمها لإيران، الخصم الرئيسي للرياض في المنطقة. ومنذ ذلك الحين، أغلقت الدول الأربع حدودها البحرية والبرية والجوية مع قطر. وقد نفت الدوحة مرارًا وتكرارًا المزاعم الموجهة ضده وكررت مرارًا وتكرارًا أنه "لا يوجد مبرر شرعي لقطع العلاقات".
بعد ذلك، في 5 يناير، قررت ما يسمى بـ "الرباعية" إنهاء الأزمة رسميًا، وفي إعلان العلا الختامي، ورد أنها تريد توحيد الجهود لمواجهة التهديدات المشتركة، وفي مقدمتها إيران. وفي الأسابيع التالية، فتحت الدول المعنية حدودها تدريجياً أمام قطر. في هذا الصدد، استقبلت الرياض منذ 11 يناير أول طائرة من قطر ، بينما أقلعت في نفس اليوم طائرة تابعة للخطوط الجوية السعودية باتجاه الدوحة.
كما أبرزت صحيفة "العرب"، جاءت زيارة أمير قطر للسعودية بالتزامن مع حلقات أخرى أبرزت رغبة الرياض في الانفتاح على الخارج وإجراء تغييرات على علاقاتها على المستوى الإقليمي. وتشير الصحيفة في هذا الصدد إلى زيارة وزير الخارجية التركي، «مولود جاويش أوغلو»، الذي وصل إلى المملكة في 10 مايو نفسها، لأول لقاء منذ مقتل الصحفي السعودي «جمال خاشقجي»، في 2 أكتوبر 2018، يعتقد أن أن تكون حلقة أبعدت دولتي الشرق الأوسط. في الوقت نفسه، في 8 مايو، حاولت الرياض إعادة العلاقات مع باكستان أيضًا، متجنبة فرضية وجود اتفاق بين إسلام أباد ودول أخرى يمكن أن يقوّض المصالح السعودية.
قد يكون التغيير الحاصل الآن في السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية راجعاً، من ناحية، إلى الافتقار الواضح للحماس من جانب إدارة «جو بايدن» الأمريكية في رغبتها في الحفاظ على علاقة مميزة مع الرياض. من ناحية أخرى، ترغب الدولة الخليجية في إقامة تحالفات تسمح لها بالمشاركة في أي حوار يتعلق بإيران وملء الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة، والذي يبدو أنه بعيد بشكل متزايد عن ملفات منطقة الشرق الأوسط. أخيرًا، يعتقد البعض أن الأزمة اليمنية أيضًا هي التي دفعت الرياض إلى إعادة تشكيل علاقاتها الخارجية. في هذه الحالة، يمكن للحوار مع طهران أن يلعب دورًا مهمًا.