وبحسب ما ورد في الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الإيطالية، فقد جدد «لورينسو غويريني» عزم إيطاليا على "تعزيز وجودها في منطقة الساحل"، مؤكدا أن المنطقة تتميز بوجود مجموعات إرهابية تدعم نفسها اقتصاديًا من خلال إدارة الاتجار غير المشروع في المخدرات والأسلحة والبشر. ثم أكد الوزير الإيطالي أن هذه التداولات موجهة بشكل أساسي نحو أوروبا. لذلك فإن استقرار منطقة الساحل الصحراوية، التي تضم موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر ونيجيريا وتشاد، يعد أمرًا حاسمًا ليس فقط لاستقرار المنطقة، ولكن أيضًا لعواقبه على أمن أوروبا نفسها.
وصرح الوزير الإيطالي أن "العمل التآزري من قبل تحالف منطقة الساحل والاتحاد الأوروبي وتلك الدول الأوروبية وغير الأوروبية المنخرطة في هذه المنطقة ضروري للغاية لتحقيق تلك الأهداف الأمنية اللازمة لحماية مصالحنا المشتركة".
وأضاف «غويريني»: "الاتحاد الأوروبي هو أحد المروجين الرئيسيين لاستقرار وأمن منطقة الساحل بأسرها، لكن التزامه يمكن ويجب أن يحدث نقلة نوعية، حيث يدمج الجهد في قطاع الأمن مع قدراته الداعمة اقتصاديًا واجتماعيًا وداعمًا التعاون من أجل التنمية. ومشيرا إلى "التأكيد على أن النهج المتكامل أمر أساسي والحاجة إلى استراتيجية دولية تأخذ في الاعتبار الترابط الوثيق لظواهر عدم الاستقرار التي تتخطى تلك الأرباع. استراتيجية تشمل جميع مناطق الأزمات التي تؤثر على شمال أفريقيا وحزام جنوب الصحراء الكبرى."
وحدد الوزير: "إن استراتيجيتنا لهذا الجزء من القارة الأفريقية تتطور داخل مثلث وهمي، تلتقي رؤوسه بأرباع بعيدة ولكنها مترابطة: يوجد في الجنوب الغربي خليج غينيا، وجنوب شرق القرن الأفريقي، و الشمال، على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ليبيا".
في صباح يوم 20 مايو في نيامي، النيجر، استقبل الوزير السفير الإيطالي لدى هذا البلد الإفريقي «ماركو برينتشيبي» (Marco Prencipe)، والتقى وزير الدفاع النيجيري «الكاسوم إنداتو» (Alkassoum Indatou). كان الاجتماع الثنائي فرصة لمناقشة إطار الأمن الإقليمي وإعادة تأكيد التزام الدفاع الإيطالي في سياق مبادرات التحالف من أجل منطقة الساحل والبعد الثنائي.
وأعلن الوزير الإيطالي "أنا متأكد من أن العلاقات الثنائية بين بلدينا يمكن أن تكون عاملا قويا لأمن الساحل وأوروبا نفسها، وأن مستوى تعاوننا الفني العسكري سيسمح لنا بتحقيق نتائج ملموسة". وأراد «غويريني» أيضًا أن يعرب إلى نظيره النيجيري عن قربه من الضحايا العسكريين والمدنيين للهجمات الإرهابية في منطقتي تاهوا وتيلابري: "تذكّرنا الأحداث بهذه الخطورة مرة أخرى بمدى أهمية مكافحة الإرهاب الدولي بجميع أشكاله."
بعد ذلك، التقى «غويريني» بالوحدة الوطنية المستخدمة في بعثة (MISIN)، بعثة الدعم الثنائية في النيجر، ثم ذهب إلى "غاو"، أيضًا في مالي، حيث رحب به قائد "فرقة عمل تاكوبا"، الجنرال «فيليب لانديشيف» (Philippe Landicheff)، الذي قدم تحديثا عن الأنشطة الجارية هناك.