كما يمثل إرسال هذه المساعدات المهمة بأمر من العاهل المغربي، والتي تتكون من 40 طنا من المواد الغذائية الأساسية والأدوية للعلاجات الطارئة والأغطية، تعبيرا، مرة أخرى، عن تضامن المملكة، الفعال والعملي، مع الشعب الفلسطيني.
ويأتي القرار الملكي، والذي يحمل بعدا رمزيا قويا، مع تواصل الاعتداءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في القدس الشريف، وغزة والضفة الغربية المحتلة.
كما يأتي ليجسد، بشكل ملموس، مقتضيات قرار وزراء الشؤون الخارجية العرب، الذي أشاد، يوم الثلاثاء الماضي، بالدور الذي تضطلع به لجنة القدس، برئاسة جلالة الملك، في حماية المدينة المقدسة، ودعم صمود الشعب الفلسطيني، مبرزا أهمية الجهود التي تبذلها وكالة بيت مال القدس الشريف لهذه الغاية.
وتعكس هذه المساعدات الإنسانية، التي سيتم نقلها بواسطة طائرات للقوات المسلحة الملكية، أيضا، الدور المحوري والرائد الذي تضطلع به المملكة في الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية لمدينة القدس الشريف، والبحث عن حل سلمي لهذا النزاع.
وكان المغرب قد أدان، بأشد العبارات، أعمال العنف المُرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي لا يؤدي استمرارها سوى إلى تعميق الهوة، وتأجيج الأحقاد وإبعاد فرص السلام أكثر في المنطقة.
وأكد بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن المملكة المغربية، التي تضع القضية الفلسطينية في مقدمة انشغالاتها، تظل وفية لتمسكها بتحقيق حل دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن، من خلال إقامة دولة فلسطينية داخل حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
يذكر، في هذا الصدد، أن وزراء الخارجية العرب قرروا تشكيل لجنة وزارية تضم المغرب، للتحرك والتواصل مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وغيرها من الدول المؤثرة دوليا، لحثها على اتخاذ خطوات عملية لوقف السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة.
وكانت المملكة المغربية قد جددت رفضها القاطع لجميع الانتهاكات والإجراءات أحادية الجانب، التي تمس بالوضع القانوني للقدس الشريف، وبالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في تحقيق تطلعاته في الحرية والاستقلال.
وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر «بوريطة»، في كلمة أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، الذي انعقد بتقنية التواصل المرئي، أن العاهل المغربي، بصفته رئيسا للجنة القدس، سيواصل الدفاع عن الوضع الخاص للقدس، وعلى احترام حرية ممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات السماوية الثلاث.
وأشار إلى أن الملك «محمد السادس» لن يدخر جهدا لحماية طابعها الإسلامي وصيانة حرمة المسجد الأقصى والدفاع عن الهوية التاريخية لهذه المدينة كأرض للتعايش بين الأديان السماوية.
كما استعرض «بوريطة» ما تقوم به الذراع الميدانية للجنة القدس، وكالة بيت مال القدس، بتوجيه من الملك، لدعم صمود الساكنة المقدسية، سواء عبر برامجها السنوية أو مشاريعها أو مساعداتها الإنسانية في المجال الصحي والتربوي والاجتماعي.
في هذا الصدد، قال سفير دولة فلسطين بالرباط، «جمال الشوبكي»، في تصريح لقناة الاخبار المغربية (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، يوم أمس السبت: ”أعرب عن شكري للمغرب، ملكا وحكومة وشعبا، لوقوفه مع الشعب الفلسطيني، ولموقفه السياسي الرافض للعدوان الاسرائيلي بأقصى العبارات. وأن ارسال مساعدات إنسانية وطبية عاجلة للضفة الغربية وقطاع غزة، تعزز صمود الشعب الفلسطيني، في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية“.
وأكد سفير دولة فلسطين أن مدينة القدس الشريف بحاجة لدعم الجميع، على غرار المغرب الذي يقوم عبر وكالة بيت مال القدس بدعم “أهلنا في المدينة المقدسة في مجالات الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية “.
وأضاف السفير أن الشعب الفلسطيني الذي يواجه هذا العدوان بشكل موحد، يتطلع لعمقه العربي والإسلامي، والإنساني الدولي، مشددا على أن هذا العدوان ” لن يتوقف بدون عقوبات جدية على إسرائيل“.