عبد اللطيف الباز/ ميلانو
يعدّ الاحتفال بحلول عيد الفطر السعيد إحدى أهم المناسبات التي تجمع بين أبناء الجاليات العربية والمسلمة في إيطاليا، وأكبر فرصة تتيح اللقاءات والتواصل الاجتماعي بينهم.
وجرت العادة على أن تجمع الجالية العربية المسلمة في احتفالها بهذا العيد، بين أداء الشعائر الدينية، كإقامة صلاة العيد بالمساجد في ظل الوضعية الراهنة والتدابير الاحترازية التي تفرضها السلطات الإيطالية، وبين تجديد الدماء في العلاقات الأسرية في ما بينها، إلى جانب فرصة الترويح عن النفس، والحفاظ على العادات والتقاليد المرتبطة بالعيد، إلى جانب التمازج بالثقافات الإسلامية الأخرى المتعددة في إيطاليا، البلد الذي تضرب جذور الإسلام في عمق تاريخ يصل إلى ألف عام.
ومرورا على سائر التراب الوطني الايطالي، نقف في قلب بلدة "ديزيو" (Desio), الذي يعتبر بمثابة مركز جاذبية رئيسي لكافة الجاليات العربية والإسلامية المقيمة في إيطاليا، حيث يمكن أداء صلاة العيد على وجه الخصوص، كما يُعتبر المسجد مزاراً لمئات المصلين الذين يتوافدون على محافظة "مونتزا بريانتسا" طول العام.
وقد دأبت الجاليات العربية على أداء صلاة العيد بمسجد "النور" في هذه المدينة اللومباردية، بيت الله الذي يتحول عقب الصلاة إلى منصة لتلقي التهاني والتحيات والتبريكات بين مختلف أبناء الجاليات من جهة وبين أبناء كل جالية على حدة؛ إذ يتجمعون من مختلف الجنسيات من كافة أنحاء الجهة.
أجواء الفرحة والعيد
تجمّع مئات المسلمين في مسجد النور ببلدة "ديزيو" لأداء صلاة العيد، ولكن بسبب حرصهم على التباعد الإجتماعي خلال أزمة كورونا، منذ ساعات الصباح الأولى، تبدأ بسماع تكبيرات العيد، ومن ثم الإفطار على ما لذ وطاب، وتتوج بتأدية صلاة العيد وسط تطبيق حزمة من الأجراءات الأحترازية وقاية من الإصابة بعدوى فيروس كورونا.
ورصدت عدسة " الايطالية نيوز " صور أجواء صلاة العيد من مسجد "النور" في بلدة "ديزيو " إقبال المصلين على إقامة شعائر صلاة العيد والتكبيرات، وقام المشرفين على الصلاة، بتطهير سجاد الصلاة برش المطهرات عليها، مع التأكيد على تعقيم أيادى المصليين بالمطهرات قبل دخولهم إلى المسجد، وأيضا قياس درجة حرارة المقبلين قبل دخولهم إلى ساحة المسجد.
ويختلف هذا العام عن سابقه في تأدية صلاة العيد بالمساجد، إذ اقتصر الأمر سابقاً على المنازل، ولكن مع تأكيد السلطات الإيطالية على بعض الإجراءات الوقائية، والتي اتبعها المصلون بالتزام كبير.
ومن الإجراءات المتبعة هذا العام، والتي أعلنتها السلطات الإيطالية، إقامة صلاة العيد في المساجد التي تقام فيها فقط صلاة الجمعة، وأنه لا مجال لإقامة صلاة العيد في أية ساحات في ظل الظروف الراهنة حفاظًا على صحة المجتمع كله.
كما طالبت السلطات، الجالية الاسلامية بمراعاة جميع الضوابط والإجراءات الاحترازية والتباعد الإجتماعي، والتأكيد على عدم اصطحاب الأطفال في صلاة العيد.
وتعتبر صلاة العيد سنة مؤكدة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم.