وقال «لودريان»: "يدرك الجميع أنّ هذا الوضع ناجم عن انسداد الأفق السياسية لقضية طال أمدها بالفعل وستستمر في تسبب العناء وأعمال العنف في غياب العزم على المضي قدمًا بثبات في سبيل إقامة دولتين تتخذان من مدينة القدس عاصمة لهما وتتعايشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن."
وأضاف: "تتعاظم حدة المواجهات منذ بضعة أيام واستعرت في الليلة المنصرمة بوجه خاص وما تزال تتزايد في الوقت الراهن وأسفرت عن خسائر فادحة بين المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقد تؤدي دورة العنف المستمرة في غزة والقدس، وفي الضفة الغربية وفي العديد من المدن في إسرائيل كذلك، إلى تصعيد واسع النطاق، إذ عانى قطاع غزة من ثلاثة نزاعات مهلكة في غضون أقل من 15 عامًا، ويجب بذل كل ما بوسعنا من جهود من أجل منع اندلاع نزاع رابع. ويحتّم الوضع إذن على جميع الجهات الفاعلة، بلا استثناء، أن تمارس أقصى درجات ضبط النفس وأن تمتنع عن القيام بأي عمل استفزازي أو تحريض على الكراهية، وذلك من أجل إنهاء أعمال العنف التي تودي بحياة السكان الفلسطينيين والإسرائيليين المدنيين قبل سواهم. وتنحصر أولوية هؤلاء السكان وسكان المنطقة بأسرها في الوقت الراهن في تخفيف حدة التوترات. وسأجري محادثات مع نظيريّ الإسرائيلي والفلسطيني في القريب العاجل من أجل نقل جميع هذه الرسائل والإسهام في وقف التصعيد. وسأجري محادثة كذلك مع نظيري المصري بعد ساعات قليلة بغية تنسيق مساعينا مع الجهود التي تبذلها مصر، التي أثني عليها، إذ تعمل مصر حاليًا على العودة إلى وقف إطلاق النار في غزة."
وفي نجومه على أصحاب الأرض المسلوبة غصبا، قال وزير خارجية فرنسا: "أود أن أعرب كذلك عن إدانة فرنسا بأشد العبارات إطلاق الصواريخ والقذائف الذي تكثّف من قطاع غزة استهدافًا للقدس ولعدة مناطق مأهولة في الأراضي الإسرائيلية التي تشمل تل أبيب، إذ ينطوي إطلاق هذه الصواريخ والقذائف على خطر إثارة دورة جديدة من المواجهات، ويمثل إطلاقها الذي تتبناه حركة حماس انتهاكًا للقانون الدولي وأمرًا غير مقبول."
وواصل قائلا: "يساورنا قلق شديد أيضًا حيال الوضع في القدس، وأشدد على ضرورة التقيّد بالحفاظ على الوضع التاريخي الذي كان قائمًا في الحرم القدسي الشريف، وهي مسألة تطرقت إليها مع نظيري الأردني نظرًا إلى الدور الخاص الذي يضطلع به الأردن في الأماكن المقدسة."
وأردف: "أذكّر كذلك بإدانتنا التامة للاستيطان الذي يتعارض مع القانون الدولي، إذ تندرج التهديدات بالإخلاء القسري للسكان الفلسطينيين في القدس الشرقية بالقرب من المدينة القديمة، ولا سيّما في حي الشيخ جراح، في إطار مشروع الاستيطان وتؤجج التوترات. ويجب أخيرًا ضمان الحق في التظاهر سلميًا."
وختم «لودريان»: "أود أن أؤكد أنني أستنفر كل طاقتي ورئيس الجمهورية، ونظرائي الأوروبيين بصورة عامة، والألماني بصفة خاصة، والمصري والأردني، من أجل الإسهام في التخفيف من حدة التوترات. ولا نصبو نحن الأربعة إلا إلى تحقيق هدف واحد فحسب، ألا وهو استئناف الحوار بين الطرفين بغية التوصل إلى حل عادل ودائم لهذا النزاع، في إطار القانون الدولي، وفي إطار القرارات الصادرة مجلس الأمن للأمم المتحدة، وفي إطار معايير متفق عليها دوليًا.