وتعليقا على هذه الحملة المتعمدة من السلطات المغربية، قال حاكم مدينة سبتة بأن المغرب يشن هجوما متعمدا على إسبانيا ويسمح مرة أخرى بدخول آلاف المواطنين المغاربة بطريقة غير قانونية إلى الأراضي الوطنية الإسبانية، مستغلا بذلك النساء والأطفال والرضّع.
من جهتها، قالت صحيفة "الباييس" مستنكرة ما يحدث: "إن المغرب يستخدم مواطنيه لاستفزاز إسبانيا في لعبة خبيثة يستخدم فيها الأطفال والنساء بمواليدهن الجدد وتعريض حياتهم إلى الخطر.
ووفقا لما علمته الإيطالية نيوز من مصادر إعلامية محلية، دخل آلاف المغاربة إلى رصيف ميناء سبتة حوالي الساعة السابعة صباحا، وكانوا يعبرون من مدينة الفينيدق بالترتيب، بعضهم على حدود فجوة "تراخال"، والبعض الأخر ألقى بنفسه في البحر.
وتعليقا على هذه الأزمة التي نشأت بعد الدخول المكثَّف للمغاربة إلى سبتة، قال رئيس الحكومة الإسبانية، «بيدرو سانشيز»(Pedro Sánchez): "أولويتي في هذا الوقت هي إعادة الحياة إلى طبيعتها في سبتة. يجب أن يعرف مواطنوها أنهم يحظون بالدعم المطلق من حكومة إسبانيا وأقصى درجات الحزم لضمان سلامتهم والدفاع عن سلامتهم كجزء من البلاد في مواجهة أي تحدٍ ".
في الواقع، نتيجة للأحداث الأخيرة في المدينة، قرر «سانشيز» إلغاء الرحلة المقررة اليوم الثلاثاء إلى باريس، والتي كان من المقرر أن يشارك فيها في قمة تمويلية على وجه التحديد في إفريقيا، وسيصدر بيانًا في المؤتمر الصحفي في نهاية مجلس الوزراء.
سيجتمع مجلس الوزراء في الساعة 09:30، من بين أمور أخرى، لتقييم الأحداث في سبتة ومليلية، حيث حدث أيضًا وصول غير منتظم للعديد من المهاجرين في الساعات الأخيرة، وسينقل معلومات إلى الرأي العام حول هذا الوضع في المؤتمر الصحفي اللاحق الذي سيقدمه اليوم الثلاثاء المتحدثة باسم الوزيرة «ماريا خيسوس مونتيرو» (María Jesús Montero) ووزير الداخلية «فرناندو غراندي مارلاسكا»(Fernando Grande-Marlaska). سيعقد المؤتمر الصحفي بمجرد انتهاء المجلس، ابتداءً من الساعة 11:30 صباحًا. وبعدها، سيدلي رئيس الوزراء ببيانه.
بدوره، تحدث وزير الداخلية «فرناندو غراندي مارلاسكا» عبر قناة TVE عن أزمة الهجرة في سبتة من دون تقديم أرقام محددة، لكن قُدّر بحوالي 6000 مغربي دخلوا المدينة منذ وقت مبكر من صباح الاثنين ويقدر أن إسبانيا قد أعادت بالفعل 1500 إلى المغرب. وقال: "نحن ماضون لمواصلة هذه العودة لمواجهة هذا الوضع في تعاون فعّال مع السلطات المغربية".
أما بالنسبة للقاصرين، فقد نقل الوزير الرقم الأخير، وهو حوالي 1500، لكنه أشار إلى وجوب إجراء اختبارات تحديد العمر على المجموعات. وأوضح أن جميع القرارات التي تتخذها حكومة إسبانيا ستكون وفقا للقانون والمعاهدات والاتفاقيات الدولية المبرمة مع المغرب.
فيما يتعلق بما إذا كان الوضع في سبتة مضبوطًا أو مطمورًا، يؤكد «غراندي مارلاسكا»أنه منذ البداية، وفي مواجهة هذا الوضع الاستثنائي مع المواطنين المغاربة، تم اتخاذ جميع الإجراءات ذات الصلة وتم تشكيل مجلس أزمة بالتنسيق مع وزارتي الخارجية والدفاع، بالإضافة إلى الإدارات المختصة الأخرى، لمواجهة الوضع وضمان الأمن على الحدود الإسبانية. لأن، حسب تصريحات وزير الداخلية الإسبانية، "سبتة هي إسبانيا مثل مدريد وبرشلونة".
وأشار «مارلاسكا» أيضا إلى أنه تم إرسال 150 ضابطا من الشرطة الوطنية و 50 حارسا مدنيا بسبب هذا الوضع الاستثنائي، بإجمالي 1100 جندي متمركزين في سبتة، في تنسيق كامل مع القوات المسلحة لضمان أمن المواطن.
انتقام لاستقبال زعيم جبهة البوليساريو؟
عندما سئل عما إذا كان الأمر كله يتعلق بالانتقام من المغرب لاستقبال زعيم جبهة البوليساريو، «إبراهيم غالي»، أجاب الوزير أنهم في الحكومة منذ 3 سنوات وأنهم واجهوا مرارا بالفعل أزمة الهجرة. وأجاب دون الخوض في السؤال الذي طرحه الصحفي "هذا وضع استثنائي، لكن في حالات أخرى ذات صلة تمكنا من التصدي للوضع بالتنسيق مع دول المنشأ والعبور".
وفيما يتعلق بعلاقة أزمة الهجرة ب«غالي»، قال الوزير إن أزمات الهجرة هذه "معقدة وتستجيب للظروف الاجتماعية والاقتصادية وفي هذه الحالة أيضًا لفيروس كورونا"، ولهذا السبب لا يريد إعطاء "إجابات بسيطة" ولكن اعطاء "حلول مهمة". وأكد الوزير بعد وصول المهاجرين صباح اليوم إلى مدينة سبتة "لا نخشى تكرار هذه الأعمال في أماكن أخرى مثل مليلية".