قطعت تركيا ومصر العلاقات الثنائية بعد الإطاحة بالرئيس الإسلامي السابق «محمد مرسي» المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين، في 3 يوليو 2013، وصعود «عبد الفتاح السيسي» إلى السلطة عن طريق إنقلاب عسكري سلمي. في ذلك العام، طرد البلدان سفراء بعضهما البعض وجمدا العلاقات. لكن في الشهر الماضي، أفاد مسؤولون أتراك أن أنقرة ستعيد ترميم الاتصالات الدبلوماسية الأولى مع القاهرة كجزء من جهود أوسع لاستعادة العلاقات مع جيرانها في الشرق الأوسط أيضًا.
وقال الوزير «جاويش أوغلو»، في مقابلة اليوم الأربعاء; "بدأت حقبة جديدة"، محددًا أنه سيكون هناك لقاء قريبًا بين نواب وزيري الخارجية والمسؤولين الدبلوماسيين في البلدين. ومع ذلك، لم يتم تحديد موعد اللقاء بعد. وصرح «جاويش أوغلو» للصحفيين الأتراك بأن تعيين السفراء "سيكون على جدول الأعمال" عندما تجري المحادثات. وردا على سؤال حول إمكانية عقد لقاء بين وزيري خارجية البلدين، أجاب التركي: "لم لا. قد تكون هناك زيارات واجتماعات متبادلة ".
وبحسب صحيفة "عرب نيوز"، كشف بعض أعضاء وسائل الإعلام المصرية المعارضة، ومقرها اسطنبول، الشهر الماضي، أن مسؤولين أتراكًا طلبوا منهم "تخفيف" الانتقادات الموجهة إلى الرئيس المصري «السيسي». ويبدو أن الطلب، بحسب الصحيفة، محاولة من تركيا لتهدئة اللهجة بشأن مصر في محاولة لإصلاح العلاقات.
في الآونة الأخيرة، أعلن الصحفي المصري «معتز مطر»، المعروف بانتقاده الصريح لنظام «السيسي» على قناة "الشرق"، مقرها اسطنبول، يوم السبت 10 أبريل أنه يريد الذهاب "في إجازة إلى أجل غير مسمى". جاء هذا الإعلان خلال برنامجه اليومي الشهير "مع معتز" الذي يبث منذ عدة سنوات على قناة الشرق الليبرالية. وقال «مطر» إنه لم تجبره تركيا أو القناة على اتخاذ مثل هذا القرار، لكنه أضاف أنه لا يريد "إحراج" أحد. وأوضح: "سأعود إلى "قناة الشرق" عندما أكون قادرًا على قول الحقيقة مرة أخرى كما كنت أفكر دائمًا".
بعد الربيع العربي، أصبحت إسطنبول نقطة مرجعية لوسائل الإعلام المصرية المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين التابعة للرئيس المصري الراحل المنتخَب ديمقراطيا «محمد مرسي» ومنتقدي الحكومة الجديدة في الداخل.
وفي إطار المصالحة، أجرت، يوم السبت 10 أبريل، تركيا ومصر محادثة هاتفية نادرة بعد سنوات من العلاقات المتوترة. على وجه التحديد، تبادل وزيرا خارجية البلدين التمنيات الطيبة ببدء شهر رمضان المبارك. وكتبت وزارة الخارجية التركية في بيان "تحدث وزيرنا «جاويش أوغلو» إلى وزير الخارجية المصري «سامح شكري» بهدف الاحتفال المتبادل بشهر رمضان".