جاء النبأ في 20 أبريل، ويشير إلى اقتراح قدمه «بولنت توران» (Bülent Turan)، زعيم حزب العدالة والتنمية، الذي قال للصحافة التركية إنه سيقدم فكرته إلى مكتب رئيس البرلمان. من جهته، شدد رئيس البرلمان التركي، «مصطفى شنطوب» (Mustafa Şentop)، على أهمية تشكيل مجموعات برلمانية للصداقة مع مصر وليبيا، مؤكدا أن ذلك جزء لا يتجزأ من الدبلوماسية البرلمانية. ولهذا قدم حزب العدالة والتنمية الاقتراح إلى البرلمان، مقتنعاً أن مجموعة الصداقة البرلمانية، المتوقفة منذ حوالي ثماني سنوات، ستفيد كلا البلدين.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن أعلن وزير الخارجية التركي، «مولود جاويش أوغلو»، عن بداية "حقبة جديدة" في العلاقات التركية المصرية، وكشف، في 15 أبريل، أن وفدًا من بلاده سيتوجه إلى مصر في الأسبوع الأول من مايو المقبل لمناقشة تطبيع العلاقات والمسائل ذات الصلة بما في ذلك تعيين السفراء.
ومع ذلك، فقد كان «جاويش أوغلو» نفسه هو الذي صرح، في 20 أبريل، أن أنقرة تعارض تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كحركة إرهابية. بالنسبة لتركيا، فهي حركة سياسية تحاول الحصول على دور من خلال الانتخابات. علاوة على ذلك، حدد الوزير أن علاقات أنقرة الدولية لا تقوم على شخصيات أو أحزاب فردية، وأن الخلافات مع القاهرة نشأت فيما يتعلق بما يعتبر "انقلابًا". وكانت كلمات «جاويش أوغلو»، الذي أضاف: "كنا ضد الانقلاب في مصر لو كان الرئيس المصري، «عبد الفتاح السيسي»، في منصبه في ذلك اليوم وقام شخص أخر بالانقلاب، كنا سنظهر موقفنا المبدئي نفسه".
وبحسب تقارير وزيرة الخارجية التركية، اقترحت القاهرة عقد اجتماع مع أنقرة على مستوى نواب وزير الخارجية، على أن تعقبه مناقشات لتعيين سفراء لكلا البلدين وتحسين العلاقات على المدى الطويل. حتى الآن، تعاون الجانبان بالفعل في بعض "خرائط الطريق" واتفقا في السابق على عدم مواجهتهما في الساحة الدولية.
قطعت تركيا ومصر الاتصال في عام 2013، بسبب الإنقلاب على الشرعية والإطاحة بالرئيس المصري آنذاك، «محمد مرسي»، عضو جماعة الإخوان المسلمين، الذي حل محله «عبد الفتاح السيسي». بالنسبة لأنقرة، لا يمكن الإطاحة برئيس منتخب ديمقراطياً من خلال انقلاب عسكري، ومنذ صعود «السيسي» إلى السلطة، انتقدت الرئيس المصري وأنصاره، بما في ذلك بعض الدول الغربية وخصوم الخليج. من جانبها، حثت الحكومة المصرية مرارًا تركيا على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة الواقعة في شمال إفريقيا. كان هذا الجدل على وجه التحديد هو الذي أعاق محور أنقرة-القاهرة، على الرغم من أنه، كما أوضح «جاويش أوغلو» نفسه، لم ينه البلدان تمامًا علاقتهما. وذكر الوزير على وجه الخصوص أنه التقى "بين الحين والأخر" نظيره المصري «سامح شكري» في اجتماعات دولية مختلفة.