فرنسا تؤكد دعمها للحكومة العسكرية في تشاد بقيادة نجل الرئيس المُغتال - الإيطالية نيوز

فرنسا تؤكد دعمها للحكومة العسكرية في تشاد بقيادة نجل الرئيس المُغتال

 الإيطالية نيوز، الأحد 25 أبريل 2021 - كان الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» (Emmanuel Macron) الزعيم الغربي الوحيد الذي حضر جنازة الرئيس التشادي الراحل «إدريس ديبي» (Idriss Deby)، التي أقيمت في 23 أبريل، لتأمين دعم باريس لـ "المجلس العسكري الانتقالي" بقيادة نجل «ديبي».

وبحسب تقارير صحفية فرنسية، جلس «ماكرون» خلال الحفل إلى جانب «محمد ديبي»، نجل الرئيس الراحل والرجل القوي الجديد للسلطة التنفيذية التشادية. لكن في فرنسا، اعتُبرت زيارة الرئيس الفرنسي بمثابة "دعم غير مشروط لانقلاب"، بحسب بعض الأصوات الناقدة، التي تشير بالتحديد إلى الاستيلاء على "المجلس العسكري الانتقالي"، من دون استشارة شعبية. إذ ترى أن «محمد ديبي» فرض نفسه وريثًا لوالده وعُين على رأس "المجلس العسكري الانتقالي" المؤلف من 15 جنرالًا، الذين اتفقوا على تعليق العمل وفقا  لما ينص عليه الدستور والأمر نفسه ينطبق على جلسات الجمعية الوطنية.

في هذا السياق، قرر «ماكرون» مع ذلك التوجه إلى تشاد، مساء 22 أبريل، والالتقاء على الفور بالجنرال الشاب «ديبي» لعقد اجتماع ثنائي. علاوة على ذلك، في 23 أبريل، شارك الرئيس الفرنسي في اجتماع آخر مع رؤساء دول منطقة الساحل الأربعة الآخرين، الحاضرين في الجنازة، قادة بوركينا فاسو ومالي والنيجر وموريتانيا. وقد أكد هؤلاء معًا مرة أخرى للجنرال الشاب على "إجماعهم على رأي واحد" و "دعمهم المشترك لعملية الانتقال المدني العسكري". لكن وفقًا لمصدر دبلوماسي، طلب «إيمانويل ماكرون» في خطابه من من قادة "المجلس العسكري الانتقالي" تعزيز "الاستقرار والشمول والحوار والانتقال الديمقراطي"، بما يضمن الانفتاح على جميع مكونات المجتمع "لتجنب الانهيار".

ومع ذلك، لا تزال الشكوك كثيرة حول مسار البلاد نحو الديمقراطية. ويؤكد الميثاق الانتقالي، الذي صدر في 21 أبريل، الالتزام بإجراء "انتخابات حرة" في غضون 18 شهرًا، لكنه يمنح جميع الصلاحيات تقريبًا للمجلس العسكري الانتقالي وقائده خلال هذه الفترة. وتنص الوثيقة على تشكيل "حكومة انتقالية" و"مجلس انتقالي"، وهو نوع من "الهيئة التشريعية"، ولكن جميع أعضائها سيتم تعيينهم من قبل المجلس العسكري الانتقالي ورئيسه. 

على أي حال، من الضروري أن نتذكر أن تشاد تواجه حاليًا أزمة داخلية ملحة بشكل خاص، حيث أن وفاة الرئيس نجمت على وجه التحديد عن هجوم شنته جماعة مسلحة متمردة تريد الاستيلاء على السلطة، والمعروفة باسم "الجبهة من أجل البديل والوفاق في تشاد" (FACT).

وتأتي وفاة «ديبي» الأب بعد ساعات قليلة من إعلان فوزه بنسبة %79.3 في الانتخابات الوطنية التي جرت في 11 أبريل، الأمر الذي كان سيضمن له هامشًا كبيرًا لولاية سادسة. وكان من المفترض أن يلقي رئيس تشاد خطاب النصر بعد تلقي النتائج المؤقتة في 19 أبريل، لكنه اختار بدلاً من ذلك زيارة الجنود التشاديين على خط المواجهة ضد المتمردين في شمال البلاد. وبحسب الناطق باسم الجيش الجنرال «عظيم بيمرانوا أغونا» (Azem Bemrandoua Agouna)، اشتبكت القوات المسلحة الوطنية مع رتل من المسلحين كانوا يتقدمون باتجاه العاصمة نجامينا. وبحسب النبأ، تعرض الجنود للهجوم من قبل مسلحي "الجبهة من أجل البديل والوفاق في تشاد" بينما كان الرئيس في الجبهة.