وأكدت الحكومة الإسبانية أن «إبراهيم غالي»، الأمين العام للبوليساريو، قد تم استقباله "لأسباب إنسانية بحتة" من أجل الحصول على رعاية طبية. وبحسب مصادر صحراوية، فإن زعيمها المصاب بفيروس كوفيد، تم قبوله منذ أيام وحالته "لا تبعث على القلق".
لم ترغب الوزيرة الإسبانية «أرانشا غونزاليس لايا» (Arancha González Laya) في تأكيد اسم المدينة التي سيُستقبل فيها «إبراهيم غالي»، 73 عامًا، أو تقديم أي تفاصيل حول قدومه إلى إسبانيا.
دأبت جبهة البوليساريو على مدار سنوات على الدعوة إلى إجراء استفتاء على الاستقلال في الصحراء الغربية، وهي مستعمرة إسبانية سابقة. خيار استبعدته الرباط واقترحت محله إخضاع المناطق المتنازع لـ"حكم ذاتي" تحت السيادة المغربية، بالأخص أن المغرب يضم هذه المنطقة الصحراوية. ووفقا لمصادر عسكرية، في بداية الشهر قتلت القوات المسلحة الملكية المغربية القائد العسكري للبوليساريو، «الداه البندير»، بطائرة مسيرة، يوم الأربعاء 7 أبريل 2021، وهو الخبر الذي أكده «البشير مصطفى السيد»، الذي يحمل صفة مستشار زعيم الجبهة المكلف بالشؤون السياسية، في تسجيل صوتي.
وبحسب منتدى "Far-Maroc"، وهو صفحة غير رسمية للقوات المسلحة المغربية على فيسبوك، فإن «إبراهيم غالي» كان إلى جانبه و "نجا" من العملية.
الوضع محرج بالنسبة لإسبانيا التي تحتاج المغرب حليفًا لاحتواء الهجرة غير الشرعية من سواحلها، ولأشهر تنتظر تنظيم قمة ثنائية مؤجلة رسميًا بسبب الوباء. وبهذا المعنى، شددت «أرانشا غونزاليس لايا»، أمس الجمعة، على أن دخول زعيم البوليساريو إلى مستشفى إسباني لا يمنع ولا يفسد العلاقات الممتازة التي تربط اسبانيا بالمغرب".
من جانبه، يأسف المغرب لموقف إسبانيا التي تستضيف على ترابها المدعو إبراهيم غالي، زعيم ميليشيات "البوليساريو" الانفصالية، المتهم بارتكاب جرائم حرب خطيرة وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
ووفقا لما جاء في الموقع الإلكتروني لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أعرب المغرب عن إحباطه من هذا الموقف الذي يتنافى مع روح الشراكة وحسن الجوار، والذي يهم قضية أساسية للشعب المغربي ولقواه الحية. وموقف إسبانيا يثير قدرا كبيرا من الاستغراب وتساؤلات مشروعة.
Le Maroc déplore l’attitude de l’Espagne et exprime sa déception devant un acte contraire à l’esprit de partenariat et de bon voisinage.
▶️https://t.co/uTsgprBVs5 pic.twitter.com/fSjrfxe7P7
وردا على ذلك، جرى استدعاء السفير الإسباني بالرباط إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج لإبلاغه بهذا الموقف وطلب التفسيرات اللازمة بشأن موقف حكومته.
لكن بحسب الوزيرة، فإن المغرب "شريك مميز لهذا البلد، وهو اقتصادي وسياسي ومهاجر وأعمال تجارية في محاربة تغير المناخ، وهذا لا يتغير".
الجدير بالذكر أن في نوفمبر 2020، حمل المنشقّون الصحراويون، المدعومون من الجزائر، السلاح رداً على عملية عسكرية مغربية لتحرير الطريق الدولي في منطقة الكركرات، الذي يربط جنوب المملكة بموريتانيا، بعد أن تعرض لاستفزازات من قبل جماعات ممثلة لجبهة البوليساريو.