فلسطين: واشنطن تدعو للتهدئة ووقف التوترات في القدس الشرقية - الإيطالية نيوز

فلسطين: واشنطن تدعو للتهدئة ووقف التوترات في القدس الشرقية

الإيطالية نيوز، الأحد 25 أبريل 2021 ـ أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء استمرار التوترات في القدس الشرقية، حيث واصلت مجموعات من الفلسطينيين، في الليل بين 23 و 24 أبريل، الاشتباك مع قوات الشرطة الإسرائيلية، بالتزامن مع المداهمات بين قطاع غزة وجنوب إسرائيل.


في هذا الصدد، نُذكّر بأنه منذ 22 أبريل، كانت القدس الشرقية مسرحًا لاشتباكات عنيفة، شهدت أيضًا مظاهرة لمنظمة إسرائيلية يمينية متطرفة، تُعرف باسم "ليهافا"، سار المشاركون فيها مشيدين بشعار "الموت للعرب". في الواقع، اتسمت المنطقة بمناخ التوتر منذ 12 أبريل. وما زاد من غضب السكان الفلسطينيين الحظر الذي فرضته إسرائيل على التجمعات في المناطق التي يجتمعون فيها عادة خلال شهر رمضان المبارك، مثل المسجد الأقصى. هنا، نظم آلاف الفلسطينيين، في 23 أبريل، مسيرات احتجاجية دفعت القوات الإسرائيلية إلى التدخل.


وعلى الرغم من أن الساعات الأولى من يوم 23 أبريل قد اتسمت بهدنة واضحة، بعد أن تمكنت الشرطة الإسرائيلية من احتواء مجموعات المتظاهرين، إلا أن الاعتقالات والإصابات التي حدثت أثناء الاشتباكات أشعلت غضبًا متزايدًا تجلّى حتى الساعات الأولى ليوم أمس السبت، خارج أسوار البلدة القديمة في القدس وفي مناطق أخرى مثل "بيت لحم" والمعبر بين "القدس" و"رام الله". وشوهد شبان فلسطينيون يرشقون بالحجارة رجال شرطة يرتدون ملابس مكافحة الشغب، وشوهدوا بدورهم وهم يستخدمون خراطيم المياه لتفريق الحشد.


وبحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، أصيب ما لا يقل عن 8 فلسطينيين، نُقل اثنان منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. هذا بالإضافة إلى 105 أصيبوا في الأيام السابقة.


في غضون ذلك، أعلنت كتائب الشهيد "أبو علي مصطفى"، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مسؤوليتها عن غارتين أفادت أنها تصرفت ردًا على استمرار الجرائم وبعد تحذير إسرائيل من استمرار الاعتداءات على الشعب الفلسطيني. لكن  الجيش الإسرائيلي أفاد بإطلاق ما لا يقل عن 10 صواريخ من قطاع غزة على جنوب إسرائيل في 23 أبريل. من بين هؤلاء ، تم اعتراض البعض من قبل نظام دفاع القبة الحديدية الإسرائيلي ، بينما تم إسقاط البعض الآخر.


في وقت لاحق، وفقا لشهود عيان ومصادر أمنية فلسطينية، ردت إسرائيل بقصف قطاع غزة في الساعات الأولى من يوم السبت 24 أبريل. وتحديدا، أفادت المصادر أن الدبابات الإسرائيلية المتمركزة بالقرب من الجدار الفاصل مع القطاع، استهدفت المواقع التي يستخدمها الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، كتائب القسام، لأغراض المراقبة". كما استهدفت اثنتان من الغارات مناطق زراعية قرب مطار غزة شرقي رفح، فيما سقط صاروخان آخران على منطقة جبل الريس شمال شرقي مدينة غزة.


وفي مواجهة هذا السيناريو ، أعربت الولايات المتحدة في 23 أبريل عن قلقها العميق من تصاعد العنف في القدس. وعلى وجه الخصوص، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية «نيد برايس» (Ned Price) إن "خطاب المتظاهرين الإسرائيليين المتطرفين"، الذي يتسم بالشعارات العنيفة ورسائل الكراهية، يجب كبحه "بحزم". كما دعا الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى الهدوء، فيما أدانت الأردن "استفزازات" الجماعات اليهودية المتطرفة، وحث إسرائيل على منع وقوع حوادث مماثلة ورفع القيود عن دخول مسجد الأقصى.


كما جاءت كلمات مماثلة من الرئاسة الفلسطينية، التي تحدثت عن جماعات يمينية إسرائيلية تطالب بـ"قتل العرب". تذهب الإشارة إلى "Lehava"، وهو مصطلح يعني في اللغة العبرية "لهب" ، وهي منظمة يهودية لليمين المتطرف ومقرها إسرائيل، تعمل من أجل منع ما يسمى "الاستيعاب اليهودي"، وتعارض العلاقات الشخصية بين اليهود وغير اليهود.


حتى يومنا هذا، يواصل الفلسطينيون مطالبتهم بتحرير القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967. رغبتهم في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس. من جانبها، تعترف إسرائيل بالمدينة بأكملها كعاصمة رسمية للبلاد، وهو اعتراف أكده الدعم الأمريكي خلال إدارة الرئيس السابق، «دونالد ترامب» (Donald Trump). ففي عام 1993، مع اتفاقيات أوسلو، تجرى اقتراح "حل الدولتين"، والذي يمكن بموجبه إنشاء دولتين يمكن أن تتعايشا جنبًا إلى جنب، وهما إسرائيل من جهة وفلسطين من جهة أخرى، وعاصمتها الوحيدة، القدس، المقسمة بين الاثنين.