«بايدن» يعترف بالإبادة الجماعية للأرمن ويحمل الإمبراطورية العثمانية المسؤولية - الإيطالية نيوز

«بايدن» يعترف بالإبادة الجماعية للأرمن ويحمل الإمبراطورية العثمانية المسؤولية

الإيطالية نيوز، الأحد 25 أبريل 2021 - اعترف رئيس الولايات المتحدة، «جو بايدن» (Joe Biden)، أمس السبت، رسميًا بالإبادة الجماعية للأرمن، التي ارتكبت خلال الحرب العالمية الأولى. في المقابل، كان هناك العديد من الشخصيات التركية التي أعربت عن معارضتها.


وتتطرق الإشارة على وجه التحديد إلى عمليات الترحيل والقتل التي ارتكبتها الدولة العثمانية بين عامي 1915 و1916 والتي تسببت في مقتل 1.5 مليون أرمني. وعلى الرغم من أن 29 دولة أخرى قد اتخذت خطوات مماثلة، يمثل «جو بايدن» أول رئيس أمريكي يضفي الطابع الرسمي على الإبادة الجماعية.


بالنسبة لرئيس البيت الأبيض، فإن خطوته لا تهدف إلى إلقاء اللوم على تركيا، بل تهدف إلى "تأكيد التاريخ" وضمان عدم تكرار مثل هذه الظواهر مرة أخرى. جاءت التصريحات المؤيدة لمبادرة واشنطن من أرمينيا.


على وجه الخصوص، تحدث رئيس الوزراء الأرميني «نيكول باشينيان» (Nikol Pashinyan) عن "خطوة قوية"، وشدد على أن الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن يمثل مسألة "الحقيقة والعدالة التاريخية والأمن" لجمهورية أرمينيا، خاصة بعد الأحداث التي وقعت في المنطقة خلال العام الماضي. في الوقت نفسه، بالنسبة للسفير الأرميني في الولايات المتحدة، «فاروزان نرسيسيان» (Varuzhan Nersesyan)، بعث الرئيس الأمريكي رسالة قوية دفاعًا عن حقوق الإنسان. وكان السفير نفسه الذي ذكر، قبل وقت قصير من إعلان البيت الأبيض، أن الإبادة الجماعية للأرمن ليست حدثًا سابقًا أو حدثًا مرتبطًا فقط بالشعب الأرمني، لكنها قضية تهم الجميع.


على العكس من ذلك، بالنسبة إلى وزارة الخارجية الأذربيجانية، فإن تصريح «بايدن» "غير مقبول"، لأنه يمثل تزييفًا للأحداث التي وقعت قبل مائة عام ومحاولات "إعادة كتابة التاريخ" من خلال تشويه الحقائق لممارسة الضغط على المستوى السياسي.


لم تكن خطوة البيت الأبيض موضع ترحيب في تركيا أيضًا

بالنسبة لوزارة الخارجية التركية، فإن إعلان «بايدن» ليس له "أساس قانوني"، وبالتالي، وصفت أنقرة الخطوة بأنها غير مقبولة وأدانتها "بشدة". أخيرًا وليس آخرًا، وفقًا لتركيا، تسبب اعتراف الرئيس الأمريكي بالإبادة الجماعية لشعب الأرمن وإلصاق المسؤولية بالإمبراطورية العثمانية، التي تمتد جذورها حتى جمهورية تركيا الحديثة،  في جرح في العلاقات بين أنقرة وواشنطن سيكون من الصعب علاجه.


علاوة على ذلك، أكد وزير الخارجية التركي، «مولود جاويش أوغلو» (Mevlut Cavusoglu)، أن بلاده ليس لديها "دروس يمكن تعلمها" بشأن ماضيها وأن الكلمات البسيطة لا يمكن أن "تغير أو تعيد كتابة التاريخ". وكان «جاويش أوغلو» نفسه هو الذي استدعى السفير الأمريكي في أنقرة، «ديفيد ساترفيلد» (David Satterfield)، مساء أمس، من أجل نقل "رد الفعل القوي" لتركيا على ما حدث.


من جهته، رفض الرئيس التركي «رجب طيب إردوغان» الخطوة الأمريكية، مستنكرًا "تسييس أطراف ثالثة" للجدل حول الإبادة الجماعية وتدخلها في الشؤون الداخلية. كما جاءت ادعاءات مماثلة أيضًا من نائب الرئيس التركي، «فؤاد أوقطاي» (Fuat Oktay)، الذي قال إن تصريح «بايدن»، استنادًا إلى اتهامات أرمينيا التي لا أساس لها، يوضح كيف تم تشويه القصة بالحسابات السياسية، وبالتالي، فإن لفتة «بايدن» لم تكن ذات قيمة للتاريخ أو أمة بلده. علاوة على ذلك، بالنسبة لـ«أوكتاي»، لا تدرك واشنطن المعاناة التي عانى منها الأتراك الذين قتلوا عام 1915 على أيدي العصابات الأرمينية. ومع ذلك، فإن محفوظات تركيا المتعلقة بتلك الفترة التاريخية ستكون "مفتوحة دائمًا لأولئك الذين يرغبون في معرفة الحقائق".


في موازاة ذلك، وصف زعيم الحزب القومي التركي «دولت بهجلي» إعلان «بايدن» بأنه "فاضح"، حيث قال إنه لا توجد إبادة جماعية أو مذابح في تركيا وأن تاريخ بلاده "لا تشوبه شائبة" بشأن هذه القضية. ليس من الضروري إثبات ذلك.  بالنسبة لـ«بهجلي»، تبقى حملة التشهير على أحداث عام 1915، لا أساس لها من الصحة، كما أنها خاطئة، والأسباب وراء ترحيل الأرمن مرتبطة بالظروف "المظلمة والدموية" للحرب العالمية الأولى. علاوة على ذلك، كان الزعيم نفسه هو الذي أكد أنه مع تحرك الرئيس الأمريكي، فإن العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة تخاطر باتخاذ منعطف سلبي.


في هذا السياق، أوضحت "رويترز"، في نهاية القرن التاسع عشر، بدأ ما يقرب من مليوني أرمني من الإمبراطورية العثمانية في ادعاء تطلعات قومية، ما أدى إلى قمع "العثمانيين غير النظاميين" منذ 1894-1896.


 وأيضا في هذا السياق نفسه، حسب المزاعم المتداولة، قُتل آلاف الأشخاص في القسطنطينية، إسطنبول الحالية، في أغسطس 1896، بعد أن استولى المسلحون الأرمن على المصرف العثماني. بعد ذلك، خلال الحرب العالمية الأولى، عندما حارب العثمانيون ضد القوات الروسية في شرق الأناضول، شكل العديد من الأرمن مجموعات حزبية لمساعدة الجيوش الروسية الغازية. تبع هذا الدعم اعتقالات وقتل المثقفين الأرمن من قبل الإمبراطورية العثمانية في 24 أبريل 1915، بينما في مايو من نفس العام، بدأ القادة العثمانيون الترحيل الجماعي للأرمن من شرق الأناضول إلى سوريا وبلاد ما بين النهرين.


مزاعم أرمينيا بشأن الإبادة الجماعية

 تزعم أرمينيا أن حوالي 1.5 مليون شخص لقوا حتفهم في مذابح أو من الجوع والإرهاق في الصحراء. من جانبها، نفت الجمهورية التركية، التي تأسست عام 1923 بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، على الدوام وقوع حملة ممنهجة تهدف إلى إبادة الأرمن. ووفقًا لأنقرة، فقد لقي آلاف الأتراك والأرمن مصرعهم نتيجة موجة العنف العرقي الذي ارتكبته القوات العثمانية عندما بدأت الإمبراطورية تظهر علامات التراجع ووجدت نفسها تقاتل ضد الغزو الروسي. لذلك تعارض تركيا تصوير هذه الأحداث على أنها "إبادة جماعية" وتصفها بـ"مأساة" سجل فيها الجانبان آلاف الضحايا.