وقال الأمير على وجه الخصوص إن المملكة العربية السعودية تنظر إلى إيران كدولة مجاورة، وبالتالي فهي تنوي إقامة علاقات جيدة. ومع ذلك، فإن السلوك السلبي لطهران يمثل مشكلة، خاصة في إشارة إلى برنامج الصواريخ النووية والباليستية والدعم المقدم للميليشيات "الخارجة عن القانون"، بما في ذلك ميليشيات الحوثي المتمردة. وفي هذا السياق، أوضح «محمد بن سلمان» أن رغبة الرياض ليست أن ترى إيران تواجه صعوبة، بل على العكس أن تشهد نموها، حتى تتمكن من قيادة المنطقة والعالم "نحو الازدهار". لهذا السبب، تنخرط الرياض مع شركاء شرق أوسطيين ودوليين آخرين لحل المشكلات مع طهران.
وبخصوص الحوثيين، سلط ولي العهد الضوء على عدم قدرة بلاده على قبول وجود مليشيات مسلحة على الحدود، لأنه يرى في ذلك تهديدا لأمن المملكة. وفي إشارة إلى دور الجماعة الشيعية في اليمن، قال «بن سلمان» إن انقلاب 21 سبتمبر 2014 يعتبر غير شرعي ودعا الحوثيين للجلوس على طاولة المفاوضات لإنهاء الصراع الدائر لمصلحة المنطقة. على أي حال، بالنسبة للرياض، من الضروري أن تدخل الجماعة الشيعية في مفاوضات سلام للحصول على المساعدة المالية التي وعدت بها المملكة.
في سياق مقابلته، وجّه ولي العهد السعودي «بن سلمان» انتباهه أيضًا إلى العلاقات مع الولايات المتحدة ومع رئيس البيت الأبيض، «جو بايدن» (Joe Biden)، الذي أعلن بعد تنصيبه أنه سيتوقف عن دعم واشنطن العسكري للسعودية، التي قادت تحالفا دوليا عربيا، استطاعت به التدخل في الصراع اليمني في 26 مارس 2015، حيث اتهمت باستهداف المدنيين وكانت سببا رئيسيا في تفاقم الوضع الإنساني في اليمن. لكن ولي العهد قال إن الجانبين لا زالا شريكين "استراتيجيين" رغم أن الرياض مترددة في أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية.
وقال «بن سلمان» في حديثة عن خلاف الرياض مع واشنطن: "القضايا التي لا نتفق عليها تمثل أقل من %10" ، محددًا أنه بالنسبة للـ %90 المتبقية تتلاقى مصالح الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وأن البلدين يعملان على تعزيز هذه المصالح.
كما وجّه ولي العهد انتباهه إلى الملفات الداخلية في بلاده، وذكر أن الأهداف المدرجة في الرؤية السعودية يمكن تحقيقها حتى قبل عام 2030، معتبراً أنها متقدمة بالفعل. والمرجع يذهب إلى استراتيجية الإصلاح الاقتصادي التي روج لها الأمير نفسه، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي، وخلق فرص عمل جديدة، ورفع جودة الحياة في البلاد، ما يجعل المملكة مستقلة بشكل متزايد عن النفط.
كافحت الرياض وطهران لعقود من أجل النفوذ الإقليمي، لكن العلاقات بينهما انقطعت في أوائل عام 2016 بعد أن أضرم محتجون إيرانيون النار في السفارة السعودية في 2 يناير من ذلك العام رداً على إعدام رجل دين شيعي مهم متهم بالتحريض على الفوضى. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، اتهمت إيران السعودية مرارًا وتكرارًا بدعم مجموعات جهادية مختلفة في محاولة لإثارة الخلاف الإقليمي والترويج لوجهة نظر محافظة للإسلام السني. وانتقدت الرياض من جهتها مرارًا سياسات طهران التوسعية ودورها في دعم مليشيات الحوثي المسؤولة أيضًا عن الهجمات الصاروخية على أهداف سعودية للطاقة.