الإيطالية نيوز، الخميس 29 أبريل 2021 ـ يمثل استقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو، «إبراهيم غالي»، الهارب من العدالة والمتهم في أكثر من مناسبة بتهم الاغتصاب والقتل والتعذيب والاتجار في البشر، سابقة خطيرة للغاية لا تقوض مصداقية حكومة «بيدرو سانشير» فحسب، بل تلحق الضرر أيضًا بصورة المؤسسة القضائية الإسبانية.
في البداية، لم يعتقد أحد أن الحكومة الإسبانية وافقت على قبول المجرم «إبراهيم غالي»، الذي سُمح له فعلا، يوم 21 أبريل، بالدخول إلى الأراضي الإسبانية لتلقي العلاج بجواز سفر جزائري وهوية مزورة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
والأسوأ من ذلك، علمت السلطات الإسبانية أنه في 19 نوفمبر 2016، استدعت العدالة الهارب للرد على مزاعم خطيرة تتعلق بالإبادة الجماعية والتعذيب والاغتصاب والاختطاف والإرهاب...
وأثار حضور «غالي» إلى إسبانيا سخط الكثير من المدافعين عن حقوق الإنسان وأخرجت الضحايا للمطالبة بالاقتصاص مممن كان في وقت سابق جلادهم ومعذبهم والمنكل بهم. فالضحايا هم مواطنون إسبان وصحراويون، كسروا الصمت وعزموا على مواصلة "محاربة" انحراف الحكومة الإسبانية حتى يُلقى القبض على المجرم وتقديمه للمحاكمة.
وتوضيحا لأسباب ومكان الزيارة بالتحديد، كشفت مجلة “جون أفريك” أن زعيم البوليساريو «إبراهيم غالي» نقل، يوم الأربعاء 21 أبريل، إلى مستشفى "لوغرونيو" بالقرب من مدينة "سرقسطة"، شمال المملكة، باسم مستعار هو «محمد بن بطوش».
ويؤكد المصدر ذاته أن حالة «غالي» الصحية ساءت منذ عدة أيام. ونقل إلى المستشفى في تندوف حيث زاره قائد الجيش الجزائري الجنرال «سعيد شنقريحة»، ويضيف أنه بعد رفض ألمانيا الترحيب به، “تم اختيار إسبانيا في نهاية المطاف بعد أن حصل الرئيس «عبد المجيد تبون» على تأكيد من رئيس الوزراء «بيدرو سانشيز» بأن غالي لن يتابع من العدالة الإسبانية”.
وقالت المجلة إن “فريقا من الأطباء الجزائريين يرافقون الزعيم الصحراوي إلى سرقسطة على متن طائرة طبية استأجرتها الرئاسة الجزائرية”.
وهذه ليست المرة الأولى التي ينقل فيها زعيم البوليساريو لإسبانيا من أجل تلقي العلاج. ففي يناير 2017، خضع لعملية جراحية لاستئصال ورم سرطاني في معدته بعيادة في مدريد.
واستبقت الجزائر هذه الرحلة أيضا، بمفاوضات مع السلطات الإسبانية لتمكينه من العلاج دون استنطاقه من قبل القضاء.