ما المخطط وراء مقتل شرطية فرنسية على يد مهاجر يزعم أنه "تونسي"؟ - الإيطالية نيوز

ما المخطط وراء مقتل شرطية فرنسية على يد مهاجر يزعم أنه "تونسي"؟

الإيطالية نيوز، السبت 24 أبريل 2021 - توفيت شرطية فرنسية تبلغ من العمر 49 عامًا بعد تعرضها للطعن بالقرب من مركز شرطة يقع في شارع سكني محاط بالأشجار في "رامبوييه" (Rambouillet)، وهي بلدة من الطبقة الوسطى على بعد حوالي 50 كيلومترا جنوب غرب باريس.

وتوفي أيضا المهاجم، وهو تونسي الجنسية، بعد فترة وجيزة  بأَعْيرة نارية أطلقها رجال الأمن الآخرون الموجدون في مكان الحادث في أعقاب الهجوم.


وبحسب المعلومات الأولى التي جرى الكشف عنها بشأن هوية المهاجم، وصل القاتل إلى فرنسا عام 2009، وعاش فيها بشكل غير قانوني قبل الحصول على بطاقة إقامة، والتي كان من المقرر أن تنتهي في وقت لاحق من هذا العام. في الوقت الحالي، لا يزال الاسم والعمر مجهولين.


ووقعت الأحداث في حوالي الساعة 2:20 من بعد ظهر يوم الجمعة 23 أبريل، بحسب تقارير واردة من وسائل إعلام فرنسية.


وتوفيت المرأة التي أصيبت بطعن بآلة حادة في حلقها على الفور. كان من الممكن أن يقع الهجوم المزعوم بالقرب من مدخل مركز الشرطة. أما أسباب هذا الهجوم المميت، بحسب تصريحات رسمية، لا تزال مجهولة. ومع ذلك، نقلا عن شهادات من بعض نقابات الشرطة الفرنسية، ذكرت قناة BFM-TV أن الرجل صرخ بعبارة "الله أكبر" قبل أن يقفز على رقبة الشرطية، ‏وهو ما نفاه مصدر في الشرطة الفرنسية، إذ قال: " لم يهتف المهاجم بشعارات إسلامية خلال الهجوم"، وأكد ما ورد من قبل في وسائل إعلام عن أن المهاجم تونسي الجنسية، وأضاف أنه دخل فرنسا بطريقة قانونية وليس له سجل إجرامي، حسب رويترز.‎


في هذا الصدد، أعلن مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب (PNAT)، في الوقت الحالي، أن تقييم الحادث يجري من قبل المديرية الفرعية لمكافحة الإرهاب.


تعليقا على هذه الجريمة المزعومة، قال رئيس الدولة الفرنسية، «إيمانويل ماكرون» إن فرنسا تعرضت مرة أخرى لهجوم إرهابي.

وعرّف «ماكرون» الضحية بأنها «ستيفاني» وقال إن الأمة تقف إلى جانب عائلتها.

Elle était policière. Stéphanie a été tuée dans son commissariat de Rambouillet, sur les terres déjà meurtries des...

Pubblicato da Emmanuel Macron su Venerdì 23 aprile 2021

وغرد «ماكرون» من طائرته الرئاسية أثناء عودته من تشاد قائلاً: "لن نوقف شيئًا في معركتنا الحازمة ضد الإرهاب الإسلامي". 


كما أعرب «ماكرون» عن قلقه المتزايد من التطرف الراديكالي في كثير من الأحيان - داخل المجتمعات المسلمة، محذرًا من أن الانفصالية الإسلامية تهدد بالسيطرة على بعض المناطق. ودعا إلى "إسلام مستنير" في فرنسا، قائلا إنه يجب عدم الخلط بين الإسلام والحركة الإسلامية المتطرفة.

وكان وزير الداخلية، «جيرالد دارمانين»، قد زار لتوه مكان الحادث برفقة رئيس الوزراء «جان كاستكس».


وكتب «كاستكس» على تويتر، "لقد فقدت الجمهورية للتو إحدى بطلاتها، في عملية وحشية من الجبن اللامتناهي"، مضيفًا: "لأحبائكم أود أن أعبّر عن دعم الأمة بأكملها. أريد أن أقول لقواتنا الأمنية إنني أتقاسم معهم مشاعرهم واستيائهم". وعلّق تحالف نقابة الشرطة من جهته: "الرعب يضرب الشرطة مرة أخرى".


وردت رئيسة منطقة "إيل دو فرانس"، «فاليري بيكريس»، على النبأ بقولها إن "الشرطة أُصيبت في القلب مرة أخرى". "أتوجه بمواساتي الحارة إلى جميع ضباط الشرطة في فرنسا ومنطقة "إيل دو فرانس" الذين يدفعون ثمنا باهظا كل يوم لحماية الفرنسيين. هم رمز الجمهورية وفرنسا. لهذا السبب يتعرضون للهجوم، لأنهم يحموننا ويدافعون عنا. أفكر في أقارب هذه الشرطية وعائلتها وجميع سكان منطقة رامبوييه"، ختمت «بيكريس».


من جانبها، علقت «مارين لوبان»، رئيسة التجمع الوطني، الحزب اليميني الفرنسي والشعبوي والمناهض للهجرة، على الفور على القصة، ونسبت دوافع جريمة القتل المزعومة هذه للفكر الإسلامي المتطرف.

#Rambouillet : les mêmes horreurs se succèdent, la même infinie tristesse en pensant aux proches et aux collègues de...

Pubblicato da Marine Le Pen su Venerdì 23 aprile 2021

  وكتبت «لوبان» على تويادتر: "الأهوال نفسها تتبع بعضها البعض، الحزن نفسه اللامتناهي عندما يفكر المرء في أقارب وزملاء هذه الشرطية المقتولة، الشخصيات المذنبة نفسها بهذه الهمجية، الدوافع الإسلامية نفسها."

وختمت: "ادعموا الشرطة وطردوا المهاجرين غير الشرعيين واقتلعوا الإسلاميين."

لكن مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب أعلن أن مسار الإرهاب هو بالتأكيد قيد النظر في الوقت الحالي، ولكن لا يمكن استبعاد أي مسار آخر.


وأعلن المجلس الوطني لمكافحة الإرهاب أن "المديرية الفرعية لمكافحة الإرهاب جارية في تقييمها"، مؤكدة أنها لم تتخذ أي إجراء "في هذه المرحلة".


وشهدت فرنسا عدة هجمات شنها أشخاص يزعم أنهم متشددون إسلاميون أو أفراد ذوو أفكار إسلامية في السنوات الأخيرة أسفرت عن مقتل نحو 250 شخصا.


جاء هجوم يوم الجمعة بعد ستة أشهر من قيام مراهق شيشاني بقطع رأس مدرس في كونفلانس، وهي بلدة أخرى تابعة لباريس.


من المرجح أن تكون معالجة التطرف الديني والأمن الداخلي ومفاهيم الهوية الفرنسية قضايا مهمة في الانتخابات الرئاسية العام المقبل.