روسيا تصبح ثاني أكبر مّصدّر للنفط للولايات المتحدة في عام 2020، لتحلّ محلّ السعودية - الإيطالية نيوز

روسيا تصبح ثاني أكبر مّصدّر للنفط للولايات المتحدة في عام 2020، لتحلّ محلّ السعودية

 الإيطالية نيوز، الجمعة 26 مارس 2021 ـ أعلنت "إدارة معلومات الطاقة الأمريكية" (EIA) يوم أمس الخميس 25 مارس أن الولايات المتحدة زادت وارداتها من النفط والمنتجات البترولية من روسيا، على الرغم من التوترات الجيوسياسية في مجال الطاقة أيضًا.


كشفت بيانات "إدارة معلومات الطاقة" أن حجم الواردات الأمريكية في عام 2020 بلغ 538 ألف برميل من النفط الخام يوميًا. ونتيجة لذلك، زادت الإمدادات من موسكو على أساس سنوي بنسبة %3.5، ما دفع روسيا إلى أن تصبح ثاني أكبر مصدر للنفط للولايات المتحدة، لتحل محل المملكة العربية السعودية.


بلغت حصة واردات الولايات المتحدة من إجمالي الواردات الروسية اليومية في قطاع النفط والمنتجات ذات الصلة قرابة %7 خلال عام 2020. هذا الرقم يمثل أيضا رقما قياسيا. ولاحظ محللون أمريكيون أن أرقامًا من هذا النوع لم تُسجل منذ عام 2011، وهو العام الذي بلغت فيه الصادرات الروسية إلى الولايات المتحدة %5.5، ثم تراجعت وزادت مرة أخرى في عام 2019، لتصل إلى %5.7.

درس العديد من الخبراء طفرة الواردات في واشنطن. وأشار مدير مجموعة الموارد والسلع في فيتش، «دميتري مارينتشينكو» (Dmitry Marinchenko)، إلى أنه على الرغم من المؤشرات القياسية، لا يمكن القول إن الولايات المتحدة في حالة "اعتماد خطير" على الإمدادات الروسية. وأوضح الخبير أن البيت الأبيض، إذا لزم الأمر، يمكنه استبدال النفط الروسي بنفط الشرق الأوسط، حتى لو كانت خصائص كل نوع من أنواع النفط لا تجعل النفط الخام دائمًا قابلاً للتبادل تمامًا. بالإضافة إلى ذلك، أوضح «مارينتشينكو» الأسباب المحتملة التي دفعت الولايات المتحدة إلى زيادة الواردات من روسيا. السبب الأول يعود إلى العقوبات الأمريكية القاسية ضد فنزويلا، المورد التاريخي للولايات المتحدة. وشدد «مارينتشينكو» على أنه في هذه الحالة تتشابه خصائص الخام الفنزويلي وخصائص خام الأورال، بالنظر إلى أن كلا النوعين من النفط "ثقيل".

أعلنت "إدارة معلومات الطاقة" الأميركية أنه في النصف الأول من عام 2020، مع استيراد يساوي 68 مليون برميل من النفط، فازت الولايات المتحدة بلقب أكبر مستورد من روسيا في الـ 16 عامًا الماضية. وضعت البيانات الولايات المتحدة بين هولندا ومالطا.

ومع ذلك، وفقًا لمقال بقلم «إي واين ميري»، نُشر في المجلة التجارية "The National Interest"، فإن الولايات المتحدة تستورد الخام الروسي، لأنها تمتلك مصافي تكرير تقع على ساحل خليج "تكساس" و"لويزيانا، مصمَّمة خصّيصا للتعامل حصريًا مع النفط الثقيل جدًا ومع النسب العالية من الكبريت. لذ، فاالنفط الخام الذي كانت تستورده واشنطن من فنزويلا هو نفسه الذي تستورده الآن من موسكو. . إضافة إلى قائمة العوامل التي دفعت المصافي إلى اختيار شراء الخام الروسي الثقيل كبديل للخام الفنزويلي، السعر والنقل.

ونتيجة لذلك، زادت الواردات الأمريكية بشكل كبير لأسباب اقتصادية، من دون مراعاة السياق الأوسع لتدهور العلاقات الروسية الأمريكية وعقوبات واشنطن المفروضة على نظام موسكو. وأشار محلل "National Interest" إلى أن الواردات من هذا العيار تتدفق مباشرة إلى خزائن الكرملين، ما يضمن له قاعدة دخل قوية ووفرة. ويوجد أيضا عامل آخر لفت انتباه «إي واين ميري» الانتباه إلى ذلك المتعلق بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على خط أنابيب الغاز الروسي الألماني "نورد ستريم 2" لمنع استكماله. وأشار المحلل إلى أنه إذا أرادت الولايات المتحدة أن تكون قدوة، وفي نفس الوقت، إيجاد حل لمسألة الزيادة الحادة في واردات الهيدروكربون الروسية، فيجب عليها أن تفرض عقوبات مالية بأثر رجعي على الشركات الأمريكية التي، من خلال الاستمرار في استيراد ملايين الأطنان من النفط الخام الروسي، لا تفعل شيئًا سوى تمويل الكرملين.