كما ورد في تقرير وزارة التجارة الأمريكية، فإن مزاعم واشنطن في موسكو مرتبطة بحادثين تسمم بغاز الأعصاب، قضية «سكريبال» (Skripal) وقضية المعارض الروسي «أليكسي نافالني» (Navalny). هكذا تهدد الولايات المتحدة بسنّ عقوبات جديدة ردًا على انتهاكات الكرملين وفقًا للقرارات التي أمر بها وزير الخارجية الأمريكي «أنتوني بلينكين» (Antony Blinken) في 2 مارس.
ومن المتوقع، لأسباب تتعلق بـ "الأمن القومي"، أن تخضع البضائع التي يتم تصديرها إلى روسيا لرقابة صارمة. العقوبات التي ستمنع الوصول إلى الأصول المالية في الولايات المتحدة لبعض المسؤولين المقربين جدًا من رئيس الاتحاد الروسي، «فلاديمير بوتين»، ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من اليوم الخميس 18 مارس. كما كررت واشنطن طلب الإفراج عن «أليكسي نافالني».
ستمثل الإجراءات أول إجراء ضد روسيا تنفذه إدارة «جو بايدن». وبحسب مسؤولين أميركيين، فإن هذا يشير إلى أن الرئيس الأمريكي الجديد سيتعامل مع روسيا بطريقة مختلفة عن معاملة سلفه «دونالد ترامب». وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية إن الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الحكومة الأمريكية تهدف إلى أن تكون إشارة واضحة لروسيا لأن "استخدام الأسلحة الكيماوية وانتهاك حقوق الإنسان يؤديان إلى عواقب وخيمة".
أليكسي نافالني |
سيرجي سكريبال ، 66 عامًا ، وابنته يوليا ، 33 عامًا |
الحادثة الثانية التي تعرضت روسيا بسببها للعقوبات الأمريكية الجديدة وقعت في 4 مارس 2018، عندما جرى العثور على الجاسوس الروسي السابق، «سيرج سكريبال» (Sergej Skripal)، وابنته «يوليا» شبه فاقدين للوعي على مقعد في "سالزبوري"، بريطانيا العظمى. جرى نقلهما إلى مستشفى مقاطعة "سالزبوري"، حيث تحسنت حالتهما. في وقت لاحق، زعمت منطقة مكافحة الإرهاب في "سكوتلاند يارد" أن «سكريبال» عان من تسمم بغاز الأعصاب، والذي جرى تحديده لاحقًا باسم "نوفيتشوك"، وهو سلاح كيميائي سوفيتي. صنفت السلطات البريطانية التسمم على أنه محاولة قتل وألقت باللوم على روسيا. بعد ذلك، عاش أفراد عائلة «سكريبال» لمدة عام تقريبًا في "منزل آمن" تابع لجهاز Mi5، جهاز مكافحة التجسس البريطاني، في مكان سري في المملكة المتحدة. من المهم أن نتذكر أنه في عام 2006، أدانت روسيا «سيرجي سكريبال» بالخيانة العظمى في أعقاب أنشطة التجسس لصالح أجهزة المخابرات البريطانية.
في كلتا الحالتين، اتُّهمت روسيا بمثل هذه الجرائم. لكن موسكو نفت هذه المزاعم ورفضت فتح تحقيق جنائي في الأمر.