وجرت مراسم الافتتاح في 4 مارس بالعيون، أكبر مدن الأقاليم الصحراوية الجنوبية، بحضور وزير الخارجية المغربي «ناصر بوريطة» ونظيره الأردني «أيمن الصفدي». وكان الأخير هو الذي أكد على أن العلاقات بين عمان والرباط هي علاقات تاريخية، وكذلك خاصة، وتتسم بالتنسيق "المستمر" بين المملكتين. ولهذا السبب، قال «الصفدي» إنه تشرّف بالتواجد في العيون لافتتاح قنصلية في بلاده، ممثلاً للعاهل الأردني الملك «عبد الله الثاني». ثم أشار الوزير إلى ضرورة بذل جهود مشتركة على المستوى العربي لمواجهة التحديات المشتركة. في ضوء ذلك، كشف «الصفدي» أنه أبرم بالفعل بعض الاتفاقيات مع المملكة المغربية، والتي يأمل أن يُوقَّع عليها في أقرب وقت ممكن.
من جهة أخرى، أكد «بوريطة»، خلال الحفل، أن المملكة المغربية والأردنية حافظتا على علاقاتهما حتى في المواقف الحساسة للغاية على المستويين العربي والإقليمي. ويمثل قرار الملك «عبد الله الثاني»، بحسب الوزير المغربي، شكلا من أشكال الدعم من عمان، بهدف حماية أمن وسلامة أراضي الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.
 |
| حوار أخوي بين ملك المغرب (يمينا) وملك الأردن (شمالا) |
وبافتتاح القنصلية الأردنية، ارتفع العدد الإجمالي للقنصليات في منطقة الصحراء المغربية إلى 19 قنصلية معظمها من الدول الأفريقية. يقع أحد عشر منها في العيون، بينما توجد ثمانية أخرى في الداخلة. المملكة الهاشمية هي ثالث دولة عربية تفتح تمثيلها الخاص في المنطقة. وسبقتها دولة الإمارات العربية المتحدة في 4 نوفمبر 2020 والبحرين في 14 ديسمبر من العام نفسه. وكانت عمان قد أعلنت بالفعل في نوفمبر الماضي عزمها فتح قنصليتها في العيون، خلال محادثة هاتفية بين العاهل الأردني ونظيره المغربي «محمد السادس»، أعرب خلالها الملك «عبد الله الثاني» عن دعمه للمغرب، في ظل التوترات مع جبهة البوليساريو عند معبر الكركرات.
كما أوضح بعض المحللين، فإن افتتاح الأردن لقنصلية في الصحراء المغربية يعزز في هذا الوقت بالذات يضرب عرض الحائط الاستفزازات التي ألمانيا في حق المغرب و يعزز موقف الرباط التي تسعى إلى الحصول على إجماع دولي أوسع بشأن سيادتها في المنطقة المذكورة أعلاه.
أخيرًا وليس آخرًا، تعزز الموقف المغربي بشكل أكبر عندما اعترفت الولايات المتحدة بسيادة الرباط على الصحراء الغربية، بعد أن وافق المغرب على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، والتي أصبحت رسمية في 22 ديسمبر 2020.
