الإيطالية نيوز، السبت 27 مارس 2021 - تناقلت وسائل الإعلام الإيطالية قصة الشاب المغربي «رشيد سْعَيَّد»، البالغ من العمر 43 عاما، وجعلتها تغزو وسائل التواصل الاجتماعي في مبادرة إنسانية لدعمه ومؤازته في هذه الظروف الحرجة التي يعيش فيها في الوقت الراهن. ربما «رشيد» يشعر بالحرج من "الشهرة" المفاجئة في مدينة تورينو، أو متخوف من أن يسّبب له وضعه غير القانوني بإيطاليا بعض المشاكل.
ووفقا لما روته صحيفة "لاستامبا" الإيطالية، فإن هذا الشاب المغربي، الذي، في موقف بطولي، أنقذ أم وإبنتها بعد حادثة طرقية وقعت سنة 2013، يجد نفسه مضطرا، بعد إفلاس الشركة التي كان يعمل فيها، للعيش في سيارة، من دون سكن أو عمل قارّين، رغم العروض وشهادات التضامن من جميع أنحاء إيطاليا.
ووفقا لما ذكرته "لاستامبا"، فإن هذا المواطن المغربي لا يزال يعيش في سيارة قديمة، من نوع "سْيات إبيزا"، في موقف للسيارات بمنطقة "بورغو ڤيتوريا"، في ضواحي مدينة تورينو (البييمونتي، شمال إيطاليا).
بعد أن روت وكالة "AGI" للأنباء قصته، تقاسمتها العديد من الصحف المحلية والوطنية. على إثر ذلك، تلقى «رشيد»، في الأيام الأخيرة، بالإضافة إلى بعض العروض الأقل جدية، عرض عمل "ملموس"، في شركة للتعليب، تقع في بلدة "ڤيلاسْتيلّوني"، بالكاد خارج مدينة تورينو. لكن الوضع برمته لم يُحَل بعد.
في هذا الصدد، قال رئيس المنطقة الحضرية الخامسة التابعة لمدينة تورينو، «سيموني طوستو» (Simone Tosto)، "لقد أنعشنا الحساب البنكي المفتوح بإسم «رشيد»، والذي وصل إلى أرقام سلبية، بالتبرعات النقدية العديدة التي أرسلها إليه الناس. أما بالنسبة للإقامة، أعتقد أنه سينتقل إلى غرفة مستقلة، حتى ذهبت بعض الأمور في الاتجاه الخطأ لأنه قضى الليل مرة أخرى في السيارة التي أقرضها له أحد أصدقائه".
انتهاء صلاحية تصريح الإقامة
لا يمكن استبعاد أن ما يقيّد «رشيد» عن فعل أي خطوة من شأنها أن تحسّن ظروفه هو انتهاء صلاحية تصريح إقامتة. وكما قال هو بنفسه لوكالة (AGI)، حسب ما ذكرته هذه الأخيرة، لم تعد بطاقة الإقامة الخاصة به صالحة منذ يناير الماضي، ولم يستطع تجديدها أبدا نظرا لوضعه الاقتصادي.
في غضون ذلك، كان أولئك الذين تعهدوا بالعثور على وظيفة له قد درسوا أيضًا مع مقر الشرطة حلاً ممكنًا لتسوية وضعه. ومع ذلك، كان يحتاج «رشيد» إلى الرد على الهاتف، ولكن في اليومين الماضيين، لم يكن يكون ممكنا الاتصال به لأسباب تتعلق به. وحتى هذا اليوم، يواصل العشرات من سكان الحي إعطائه الملابس والطعام والأدوية اللازمة لتسكين آلام القرحة التي أصابته منذ سنوات.