وفقًا لما أورده الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الإيطالية، شدد «غويريني» على حقيقة أن إيطاليا وألمانيا متحدتان من خلال انتمائهما إلى الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وينسبان إلى العلاقات عبر الأطلسي دورًا "أساسيًا" أهمية لمستقبل الأمن والازدهار للعالم الغربي بأسره ".
وبحسب «غويريني»، الذي شدد على أهمية النتائج التي جرى الحصول عليها خلال الاجتماع الأخير لوزراء دفاع الناتو بالنسبة لمستقبل الحلف. في هذا السياق، اتفق الممثلان الأوروبيان على أنه من الضروري أن يراقب الحلف بعناية الجناح الجنوبي لحلف الناتو.
يشير هذا البيان إلى دول البحر الأبيض المتوسط والمشاكل ذات الصلة بالأمن الدولي التي نشأت في هذا المجال. ومن ثم، كانت القضايا المحورية في اجتماع الوزراء هي قضية شرق البحر المتوسط، والعمليات في أفغانستان والعراق ولبنان وليبيا والساحل، والتعاون في المجال الصناعي لقطاع الدفاع الأوروبي.
فيما يتعلق بأفغانستان، كرر الممثلان أنه من الضروري اتخاذ قرار معًا، مع الحفاظ على التماسك بين الحلفاء، والتقييم باتفاق متبادل حول كيفية البقاء في البلاد، أيضًا على أساس رأي السلطات العسكرية.
علاوة على ذلك، أكد «غويريني» أن إيطاليا وألمانيا موجودان أيضًا في لبنان مع بعثة الأمم المتحدة وفي العراق، وهو بلد ذو أهمية أساسية لاستقرار الشرق الأوسط.
وفي هذا الصدد، شدد الوزير الإيطالي على زيارة البابا «فرانشيسكو»، مشيرا إلى أن ذلك "يعيد فتح الأمل في عملية سلام في أرض تعذبها الصراعات الداخلية والتأثيرات الخارجية". علاوة على ذلك، فيما يتعلق بمهمة الناتو في العراق، فقد أبدت إيطاليا استعدادها لتولي زمام المبادرة بعد الدنمارك.
أما منطقة الساحل، فقد اتفق الوزيران على اعتبار منطقة "الأولوية الإستراتيجية المطلقة" لأمن أوروبا بأكملها.
وقال «غويريني» "قررت إيطاليا تقديم دعمها للمساهمة في استقرار المنطقة بأسرها ومواجهة التهديد الإرهابي". وبهذه الكلمات، أشار الوزير الإيطالي إلى رحيل أول جنود إيطاليين من الكتيبة الوطنية التي ستعمل في فرقة عمل "تاكوبا".
هذه عملية للقوات الخاصة بقيادة فرنسا في منطقة الساحل، المنطقة الصحراوية التي تعبر، من بين دول أخرى، دول مثل مالي و"النيجر" و"بوركينا فاسو".
المهمة، التي أطلقها الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» في يناير 2020، تهدف إلى تدريب القوات المحلية والسيطرة على الإقليم لمكافحة الإرهاب والاتجار غير المشروع بالأسلحة والمخدرات.
من هذا المنظور، وبحسب «غويريني»، فإن المبادرة الألمانية لدمج فريق عمل Gazelle، من أجل تحسين القدرة على العمل وإبراز رؤية الاتحاد الأوروبي في النيجر، "إيجابية للغاية".
وفيما يتعلق بليبيا، جدد الوزير الإيطالي التأكيد على أهمية عملية الاستقرار في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، ورحب بتنصيب حكومة الوحدة الوطنية الجديدة التي أدت اليمين الدستورية في مدينة طبرق الشرقية يوم 15 مارس الجاري.
ثم صرحت «غويريني» أن إيطاليا تعتزم مواصلة تعزيز تعاونها الفني العسكري مع وزارة الدفاع الليبية التي جرى توقيع اتفاقية فنية معها في 4 ديسمبر 2020.
وقالت «غويريني» في هذا الصدد: "سنركز بشكل خاص على المجال الأساسي للتعاون العسكري والتدريب والتدريب، فضلاً عن ضمان الدعم الذي نقدمه لأنشطة إزالة الألغام للأغراض الإنسانية".
كما اعتبر الوزيران أن دور بعثة إيريني التي تقودها إيطاليا دور أساسي، وهو تعبير عملي عن التزام الاتحاد الأوروبي في البحر الأبيض المتوسط.
وفي نهاية الاجتماع، ناقش الوزيران التعاون في القطاع الصناعي بين البلدين مع التركيز على الدفاع الأوروبي.
وفي هذا الصدد، أكدت «غويريني» أن إيطاليا ستساهم في عملية تكامل الدفاع الأوروبية، والتي لا يمكن فصلها عن التعاون المتنامي والبناء بين القوات المسلحة الإيطالية والألمانية وبين الصناعات المعنية في هذا القطاع.
واختتم الوزير الإيطالي حديثه، مخاطبًا نظيرته الألمانية، بإعلانه أن العضوية المشتركة للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، والتزام البلدين بالمنظمات الدولية، وضرورة مواجهة التحديات المشتركة للدفاع والأمن، ستسهم بالتأكيد في تحديد أي وقت مضى مجالات جديدة للتعاون بين القوات المسلحة لروما وبرلين.