وبحث الجانبان، خلال الاجتماع، الأول من نوعه منذ عام 2017، العلاقات الثنائية التي تربط قطر والسعودية، وكيفية تعزيزها، فيما بحثا مستجدات بعض الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بالأخص فيما يهدد استقرار منطقة الشرق الأوسط (إيران)، وكذلك إستقرار العالم.
وفي هذا الصدد، اتفق «آل سعود» و«آل ثاني» ليس فقط على تطوير علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ولكن أيضًا على تعزيز العمل المشترك على المستوى العربي والخليجي.
وأعربت الدوحة، بالتزامن مع الزيارة، عن إدانتها للهجوم الذي شنته مليشيات الحوثي الشيعية في 7 مارس على منشآت النفط التابعة لشركة "أرامكو" السعودية بالقرب من ميناء "رأس تنورة". ما حدث، بحسب قطر، يمثل عملاً تخريبيًا ينتهك جميع أعراف القانون الدولي. وفي هذا الصدد، أعلنت وزارة الخارجية اليمنية، في اليوم نفسه الموافق لـ7 مارس، أنها أعادت العلاقات مع دولة قطر، عقب اجتماع بين وزيري البلدين عقد في الدوحة. في تلك المناسبة، شددت قطر، العضو سابقًا في التحالف الذي تقوده السعودية والناشط في الصراع في اليمن، على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للحرب الأهلية اليمنية.
بدلاً من ذلك، الأخبار التي أعلنت الرياض، في 4 يناير، عن رغبتها في إعادة فتح مجالها الجوي وحدودها البرية والبحرية في قطر. جاء ذلك بعد يوم من توقيع "إعلان العلا" الذي أنهى ما يسمى بأزمة الخليج، التي نشأت في 5 يونيو 2017، عندما فرضت مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين حظراً دبلوماسياً واقتصادياً ولوجستياً على قطر. جاء القرار في أعقاب الاتهامات الموجهة إلى الدوحة بشأن دعمها وتمويلها للجماعات الإرهابية، بما في ذلك "حماس" و"حزب الله"، ودعمها لإيران، الخصم الرئيسي للرياض في المنطقة. ومنذ ذلك الحين، أغلقت الدول الأربع حدودها البحرية والبرية والجوية مع قطر. ونفت الدوحة مرارًا المزاعم الموجهة ضده وكررت مرارًا وتكرارًا أنه "لا يوجد أي مبرر شرعي" لقطع العلاقات.
ثم، في 5 يناير، في مدينة "العلا" السعودية، جرى اتخاذ الخطوات الأولى نحو ذوبان الأزمة. وعلى وجه الخصوص، قررت الدول الداعمة للحصار إنهاء الأزمة رسميًا، وفي الإعلان الختامي للعلا، صرحت أنها تريد توحيد جهودها لمواجهة التهديدات المشتركة، التي تمثلها إيران في المقام الأول. في الأسابيع التالية، فتحت الدول المعنية حدودها تدريجياً أمام قطر. وفي هذا الصدد، استقبلت الرياض منذ 11 يناير أول طائرة من قطر، بينما أقلعت في اليوم نفسه طائرة تابعة للخطوط الجوية السعودية باتجاه الدوحة.