يقول : عند الثامنة إلا ليلا" آتى حرفك ينقر نافذة هاتفي..
آتى يجر خلفه هضاب رسائلنا المتوسدة تربه الاظرف الموصدة بقفل الشمع الأبيض..
آتى ليخرج ثمان وعشرون إلا حرفاً من صومعة ورقي ومن فوهة بنادقي الحبرية..
كيف لحرفك إن يحدث كل هذا الإنقلاب في مرافقي الكتابية وكل هذا الطنين في تطاير القصاصات من على سفح دفتر..
كيف لحرفك إن يأتي بعد طول مغيب أن يقود تمردا" في صفوف نصوصي الشعرية..
إن يحيل ولاء محبرتي العتيقة إلى جليد وعصيان أقلامي الليلية تجبر مدادي على الخروج من حالة الحداد الكتابية..
قالت :مضجرة أنا بحبري لا أقوى على زرع مشتل حرف على شباك ورقي..
كان حرفاً ضبابيا" ذاك الذي نقر هاتفك..كان يباغت صبري ويتمدد على سطري..
ممسكة أنا بخربشاتي المبعثرة على باحات المنضدة المجاورة لسطرك..
لا أقوى على الوصول إلى أريكة الوقت دون أن أتكئ على كبريائي..
كان حرفي مخدوش مسجى على سرير سطر بارد حين وصل إليك كان يحتضر..
هو كأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة في ورقك ليخرجك من صمتك وتهدم حدادك المحتدم بكبريائك..
كان ذاك الذي وصل عتبة هاتفك حرفاً هارب من زنزانة قصائدي النثرية..
لربما كان يتخبط في طرقات الأرقام حين وصلك كان شبه حرف وبنصف نبض..
يقول :وأنا كأنتي مقتولا" بشضايا رصاص قلمي ومن حينها وأنا في ثكناتي الورقية..
أرتدي ثوب حدادي منذ أخر ذبذبات صوتية بيننا على مائدة الكلمات منذ عشائنا الأخير..
أناملي ثقلت عند موانئ سطري ونسج الصمت خيوطه في حجراتي المكتبية..
لم يحدث أن صدمني حرفاً كحرفك حتى وأنا مقيد بشتاتي وخوائي..
لم يكن ضبابيا" سيدتي حين قصد شرايين دمي لا ورقي..
سقط كنيزك عند بابي لتصيبني شضاياه في لحمي..
أكان قدرا" حين هرب منك وتسلل إلي وكأن هاتفك خريطة صماء لا أرقام وكأنه ذاكرة منسية..
تقول : عد إلى حدادك وعد إلي ملامح حرفي..
كان هاتفك قد دخل في غيبوبة الرنين منذ كنا على مائدة الكلمات كان الصمت عالمه الخرافي كأنت..
عد إلى شتاتك وأعد إلي شتوية الأيام التي كانت مكتملة بكل الأشياء دونك..
لم يكن إلا حرفاً سقط سهوا" في صحرائك وأحدث ثقبا" في ورقك لا قلبك..
يقول :كان حرفاً إستثنائيا" هو ذاك إستطاع إن يخرجني من حدادي ويخرجك من صمتك..
لم يحدث أن كنتي أكثر دقة كاليوم وأنت ترتدين الحياة..
سأحتفي بحرفك حتى تذوب ثلوج الشتاء وترتدي الأرض ربيعها..
سأحتفظ بتوقيت الثامنة إلا ليلا" في ذاكرة قلمي لا هاتفي..
تقول :وشوشة حرف إصطدم بتوقيتك سيثقل ذاكرتك لا قلمك..