في الصورة: علم جبهة بوليساريو الإنفصالية أمام البرلمان الأوروبي |
ردا على سؤال برلماني قدمته الحكومة يوم الثلاثاء طرحه "دي لينك"، الحزب اليساري الألماني، أشارت الوزارة أمس إلى تقارير تفيد بأن الناس يتعرضون للتمييز أو حتى المقاضاة إذا كانوا يعارضون صراحة ادعاء السيادة المغربية في المنطقة.
وحسب تقارير إعلامية مختلفة، يعود أصل هذه الخلافات، وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية، «ميغيل بيرغر»، الذي يعتبر حسب العديد من المراقبين أنه السبب في الأزمة الدبلوماسية بين ألمانيا و المغرب، بسبب مواقفه المساندة لجبهة البوليزاريو الإنفصالية.
وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية، «ميغيل بيرغر» (Miguel Berger) الذي يعتبر، حسب العديد من المراقبين أنه السبب في الأزمة الدبلوماسية بين ألمانيا و المغرب بسبب مواقفه المساندة لجبهة البوليزاريو. يبدو واضحا أن ألمانيا تغمض عين عن انتهاكات كثيرة وجرائم الإبادة الجماعية والاضطهاد ضد آلاف الأشخاص، مثل ما وقع في ميانمار والصين، وغض الطرف عن جمهورية كتالونيا التي قمع زعماؤها عندما قرر الشعب في استفتاء الإنفصال عن المملكة الإسبانية، وتفتح عين مركزة عمدا لإنكار حق المغرب في بسط السيادة الكاملة على ترابه الوطني الممتد من طنجة شمالا إلى الغويرة جنوبا.
يقول «بيرغر»: "تراقب الحكومة الفيدرالية ذلك بقلق". بعد نشر رسالة بالرباط أعلنت فيها الخارجية المغربية قطع جميع العلاقات المؤسسية مع ألمانيا والمؤسسات الألمانية، جرى استدعاء سفيرة المغرب في برلين، «زهور العلوي»، إلى اجتماع عاجل لتوضيح الحقائق مع «بيرغر»، الذي صرح بأنه "من وجهة نظرنا، لا يوجد سبب لتأثر العلاقات الدبلوماسية. لقد عملت ألمانيا والمغرب معًا بشكل وثيق لعقود عديدة، ونعتقد دائمًا أنه يفيد كلا البلدين. وأضاف وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية "بهذا المعنى، لم يتغير شيء في السياسة الألمانية اتجاه المغرب".
وقال مصدر من منظمة ثقافية ألمانية بالرباط إن تسريب الرسالة كان "متعمدا للغاية" و "تعذر تحديد المصدر بسبب حساسية الوضع السياسي الراهن". وأضاف: "الرسالة نُشرت لأول مرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن يبدو أن وسائل الإعلام المحلية تمتلكها في الوقت نفسه." ويستنتج: "لم يكن من الممكن حدوث تسريب منسق كهذا، ورسالة من هذا القبيل، دون علم الرؤساء بذلك".
وكان الدافع وراء الخطاب، بحسب مصادر في الرباط، هو الصورة التي نُشرت على فيسبوك لعلم جبهة البوليساريو في البرلمان الإقليمي لمدينة بريمن، السبت الماضي. كتبت بجانب الصورة جمعية بي إن (بريمن للتنمية السياسية): "يرفع مواطنو بريمن اليوم علم الصحراء الغربية ليتذكروا الصراع الذي كان يتطور منذ 45 عامًا (...) من المقرر أن يسمع العلم أن جمهورية الصحراء العربية الديمقراطية (DARS) قد تم انتخابها اليوم 45 عامًا قبل."
هو الأخر، بدوره، يعتبر المتحدث باسم الاتحاد الديمقراطي المسيحي ، «يورغن جاردت» (Jürgen Hardt)، أن قرار المغرب بوقف العمل مع المؤسسات الألمانية هو "سوء تفاهم صارخ".
ويشير «يورغن» إلى أن "المغرب يتلقى مساعدات مالية بقيمة 1.4 مليار يورو من ألمانيا في مجال التعاون الإنمائي". يضيف قائلا: "لدينا خطط كبيرة، بما في ذلك توسيع تطوير الهيدروجين الأخضر، لذا يجب على المغرب الآن أن يوضح بنفسه الطريق الذي يريد أن يسلكه وأن يضع الأسس لاستمرار التعاون في أقرب وقت ممكن، وبالطبع من المهم أن تعمل المؤسسات الموجودة في المغرب دون عوائق مع المجتمع المدني المغربي».
كما أن المتحدث باسم الخارجية والخضر ، «أوميد نوريبور» (Omid Nouripour)، لديه انطباع بأن "ألمانيا لم تساهم في المشكلة" ويأمل في "حل الخلاف قريبًا".