بقلم عبد الباقي البلاع (السودان)
لعلها بمثابة بشرى لكل فارس وراكب، فقد أصبحت تقنية اللبادات التي تتكيف مع ضغط الفارس على الجواد، الهادفة لاختيار السرج المناسب، والتي كانت محصورة فقط على علماء الخيل؛ في متناول الجميع. جاء ذلك في تقرير نشر بمجلة (ذا هورس) الأمريكية التي تختص بالخيل وصحتها وتغذيتها، وكل ما يصب في مصلحتها..
فبالرغم من أن الباحثين قد استخدموا اللبادات التي تتكيف مع ضغط الفارس على جواده للعديد من السنين، لتصور أنواع الضغوط التي تحدث بين ظهر الجواد ومقعد الفارس؛ إلا أن الحصول على هذه التقنية أصبح الآن أسهل بكثير من قبل.
كانت اللبادات التي تتكيف مع ضغط الفارس على جواده من الأدوات العظيمة الحصرية لعلماء الخيل، ولكن اليوم، ونظرا لأن هذه التقنية قد أصبحت في متناول الجميع، فقد صار بإمكان فنيي السروج ومدربي الخيل ومن يمتطي الخيل الحصول عليها، كما أن الاحتمالات العديدة لما يمكن أن نفعله بهذه التقنية، وفقا لأحد الباحثين، تعتبر احتمالات مبهرة.
قالت «آنا بيستروم»، حاصلة على الدكتوراه في علوم الخيل، وباحثة في الميكانيكا الحيوية للخيل في الجامعة السوديدية لعلوم الزراعة، في مدينة "أوبسالا": ”كوني من ركاب الخيل، فإن رؤية الصور الصادرة عن اللبادات التي تتكيف مع ضغط الفارس قادتني حقا إلى فهم ما أشعر به عندما أكون على ظهر جوادي المتحرك، وأنا أركز أكثر وأكثر على حركاته“.
وعلى الرغم من أن اللبادات التي تتكيف مع ضغط الفارس على جواده تستخدم لأكثر من عقد من الزمان لمساعدة العلماء على تصور أنواع الضغوط على الجواد التي تحدث بين ظهر الجواد ومقعد الفارس، إلا أن لها استخدامات أخرى واسعة في عالم ركوب الخيل، كما تقول «آنا بيستروم». وقالت كذلك من ضمن ما قدمته في عرضها الذي استغرق ساعة في موضوع تقنية اللبادات التي تتكيف مع ضغط الفارس واستخداماتها خلال قمة الميكانيكا الحيوية للخيل المنعقدة في العام المنصرم.
وذكرت «آنا بيستروم» أن أحد المجالات التي يتطور فيها استخدام هذه اللبادات هو ملاءمة السروج لظهور الخيول. فمن خلال الكشف عن متوسط نقاط الضغط، والنقاط العليا للضغط التي يعرضها رسم الخرائط الملونة على الشاشة، يكون بإمكان فنيي السروج اكتشاف النقاط في اللبادات غير الملائمة لظهر الجواد. وأضافت «آنا» أنه مع ذلك، فمن المهم التحقق من الضغوط على ظهر الجواد في جميع أنواع مشيته، وليس فقط اثناء وقوف الجواد.
وهناك مجال آخر مثير للاهتمام لاستخدام هذا النوع من اللبادات - وهو مجال يستحق المزيد من الاستكشاف، على حد قول «آنا» – وهو التغذية الراجعة للفارس. إذ يمكن للرسومات والقراءات التي تظهر على الشاشة أن تسمح للمدربين والفرسان على حد سواء "رؤية" ما يحدث في المنطقة المشتركة بين الفارس والجواد.
وكما قالت، فإن القراءات - التي تكّون فيلما - توفر لمن يمتطي الخيل ولمدربيها ملاحظات عن كيفية تحرك الجواد. إذ يساعد المشهد الفريد للطريقة التي يزيح بها الجواد ظهره وكتفيه في كل مشية فارسَه على فهم الميكانيكا الحيوية للخيل بشكل أفضل. على سبيل المثال، أثناء مشية الجواد يزداد ضغط السرج الكلي تدريجيا في الوقت الذي يرتفع فيه الكفل خلال الجزء الأول من كل خطوة للقائمتين الخلفيتين، ثم يتناقص بسرعة عندما يفرغ الجواد من القائمتين الخلفيتين.
وقالت «آنا بيستروم» إن هذا قد يكون، لبعض الفرسان، أمرا مثيرا للدهشة، وأضافت قائلة: "في فيلم ضغط السرج، يبدو الأمر وكأنه موجة قادمة من الخلف. لقد انبهرت عندما أدركت أن هذا في الواقع صورة لشعوري عندما أمتطي جوادي، ويشكل لي تحديا لأعود إلى السرج وأحاول الشعور حقا بما كنت أراه في الشاشة. جرب هذا بنفسك في المرة القادمة وأنت تمتطي جوادك، وأعرف إذا ما كنت تشعر بتلك الموجة".
وفي اثناء امتطائك جواد يخبو وأنت جالس عليه يكون اقصى ضغط تحت الطرف الأمامي الذي يتحرك في الهواء، وليس الطرف على الأرض. وقد يكون هذا، كما تقول آنا، مرتبطا بنشاط عضلات الكتف في هذه المنطقة من الجسد، على الرغم من أن التفسير القوي لذلك سيتطلب المزيد من البحث. وبالنسبة للفرسان، على الرغم من ذلك، فإن وجود هذا الوعي بالميكانيكا الحيوية لخيولهم - تلك المعرفة الإضافية بكيفية تحرك خيولهم في الحقيقة - يمكن أن يساعدهم على الركوب بشكل أفضل.
وفي المستقبل، فمن المحتمل أن يكون هذا النوع من اللبادات أكثر حضورا في صناعة اللبادات، نظرا لإمكانية الحصول عليه بشكل أكبر كمنتجات تجارية والفوائد الكبيرة التي يمكن أن يوفرها، على حد قول «آنا بيستروم».
واختتمت «آنا» قائلة: "كانت اللبادات التي تتكيف مع ضغط الفارس على جواده خيارا للباحثين فقط (بسبب سعرها المرتفع جدا)، ولكنها أصبحت الآن في متناول الجميع، وأعتقد أنها ستكون حقا أداة تدريب عظيمة في المستقبل".
المصدر: مجلة The Horse