فلسطين: أول سفير إماراتي لدى إسرائيل يقدّم أوراق اعتماده - الإيطالية نيوز

فلسطين: أول سفير إماراتي لدى إسرائيل يقدّم أوراق اعتماده

«رؤوفين ريفلين»، رئيس إسرائيل، و«محمد آل خاجة»، سفير الإمارات في إسرائيل

 الإيطالية نيوز، الثلاثاء 2 مارس 2021 - في مشهد تاريخي وطعنة ليست الأخيرة للفلسطينيين، وصل أول سفير لدولة الإمارات العربية المتحدة الى إسرائيل لتقديم أوراق اعتماده ممثلا لدولة آل النهيان إلى الرئيس «رؤوفين ريفلين» (Reuven Rivlin)، في ما كان بمثابة انطلاق رسمي آخر لتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.


قدّم «محمد محمود آل خاجة» أوراق اعتماده إلى «رؤوفين ريفلين» كأول سفير في تاريخ الإمارات في دولة إسرائيل بعد "اتفاقيات إبراهيم" الشهيرة التي أقامت بموجبها دول عربية مختلفة، مثل الإمارات أو البحرين والمغرب، علاقات مع الدولة العبرية  تحت رعاية حكومة الولايات المتحدة السابقة برئاسة جلاد الرؤساء العرب، «دونالد ترامب».


وجرى تقديم أوراق الاعتماد في حفل استقبال رسمي؛ وعُزف النشيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في الحفل قبل تسليم أوراق الاعتماد إلى رئيس إسرائيل.


أعلن «رؤوفين ريفلين» بنفسه أن هذه "لحظة خاصة" بالنسبة له كرئيس لدولة إسرائيل. وأشار إلى الإمارات كدولة تدافع عن السلام تمكنت من تحويل الصحراء إلى واحة مزدهرة ومركز للتكنولوجيا والإبداع والعلوم المتقدمة، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام).

وقال «ريفلين» أبضا:  "نتطلع إلى تعزيز العلاقة بين البلدين ، وبفضل القيادة الشجاعة والحكيمة لدولة الإمارات، كان لنا شرف رؤية هذا اليوم الرائع، حيث يرفرف علم الإمارات إلى جانب العلم الإسرائيلي فوق المقر الرئاسي في القدس.


وتابع الرئيس "يسعد الإسرائيليون بالترحيب بكم بحرارة هنا"، مشيرًا إلى أن الاتفاقات تُعقَد بين القادة، لكن الشعوب تصوغ سلامًا حقيقيًا ومستدامًا.


وأشار «رؤوفين ريفلين» إلى سيناريو الفرص والازدهار الذي ينطلق بالتعاون الجديد بين إسرائيل والإمارات، وهما من أكثر الدول تقدمًا في الشرق الأوسط في مختلف القطاعات. وقال رئيس دولة إسرائيل "هناك أشياء كثيرة يمكننا القيام بها لتعزيز شعوبنا والشرق الأوسط من خلال تعزيز التعاون الإقليمي والاحترام المتبادل وترسيخ قيم السلام".


واختتم «ريفلين» حديثه قائلاً: "إنني أتطلع إلى رؤيتك تنجح في بناء جسر السلام بين البلدين وشعبينا. أهلا وسهلا".

«رؤوفين ريفلين»، رئيس إسرائيل، و«محمد آل خاجة»، سفير الإمارات في إسرائيل

من جانبه أعرب السفير «آل خاجة» عن شكره لحفل الاستقبال ونقل تحيات رئيس دولة الإمارات الشيخ «خليفة بن زايد آل نهيان»،  والشيخ «»محمد بن راشد آل مكتوم»، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ «محمد بن زايد آل نهيان»، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية. فضلا عن تمنيات القادة الإماراتيين وشعب دول الخليج للجميع "بالاستمرار في التقدم والازدهار".


وقال السفير الإماراتي: "اسمحوا لي أن أعبّر عن سعادتنا الغامرة بوجودنا على هذه الأرض بحضور أصحاب السعادة، السيدات والسادة."


وأضاف الدبلوماسي الإماراتي: "الإمارات العربية المتحدة ودولة إسرائيل لديهما أرضية مشتركة، ولدينا رؤية مشتركة للمستقبل، حيث هناك حاجة إلى قيم التسامح والتعاون الآن أكثر من أي وقت مضى. اتفاقية إبراهيم التاريخية للسلام، الموقَّعة في البيت الأبيض في سبتمبر 2020 سمحت بفتح صفحة جديدة في العلاقات بين بلدينا، ما سيعزز الاستقرار والأمن في منطقتنا".


وواصل السفير الإماراتي في كلمته قائلا: "نشهد اليوم رؤية جديدة من شأنها أن تخلق طريقا أفضل لمنطقة الشرق الأوسط. فاتفاقية السلام الإبراهيمي تعتبَر إنجازًا تاريخيًا لن يكون له تأثير إيجابي على كلا البلدين فحسب، بل على المنطقة بأكملها أيضًا. وأضاف السفير الجديد "إن أي خيار غير السلام يعني الدَّمار والفقر والمعاناة الانسانية".

بدوره، لم يفوت الوزير الأول الإسرائيل المناسبة ليعبر عن مدى أهميتها في سلسلة من التغريدات على حسابه الخاص على تويتر، إذ قال في واحدة منها: "كنت سعيدًا جدًا بلقاء اليوم مع أول سفير لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى إسرائيل، محمد ا'ل خاجة. نحن نغيّر الشرق الأوسط، نحن نغيّر العالم!"

وهكذا، يستمر تعميق المسار المفتوح المزعوم للتهدئة في الشرق الأوسط بعد اتفاقيات إبراهيم، التي أدّت إلى قيام دول مثل الإمارات والبحرين والسودان والمغرب بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو أمر تاريخي داخل العالم العربي منذ ذلك الحين، كان يقتصر فقط على مصر والأردن، البلدان اللذان كانت لهما علاقة سابقة مع إسرائيل. 


كل هذا التحول من العرب وارتمائهم في حضن عدو الأمس هو  تحدي ومغامرة أقدم عليها المطبّعون بمبرر الوصول إلى السلام في المنطقة وركن الأعداء المشتركين، مثل إيران وتركيا، اللتين، كما يشير العديد من المحللين العرب المناهضين، تنفذان سياسة توسعية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهو ما لا يفيد دول أخرى ويقوض استقرار المنطقة الساخنة كما كان الحال دائمًا في الشرق الأوسط.