الإيطالية نيوز، الخميس 4 فبراير 2021 ـ المحامي إيطالي، لكنه ذو بشرة سوداء اللون. بدا الأمر "غريبًا" بالنسبة لقاضية فخرية (امرأة) في محكمة الأحداث في نابولي، والتي عندما شاهدت في قاعة المحكمة «هيلارّي سيدو» (Hilarry Sedu)، محامي من أصل نيجيري، يبلغ من العمر 34 عامًا، ومستشار نقابة المحامين في نابولي، سألت القاضي الرجل: "هل تخرجت؟ هل تستطيع أن تريني بطاقتك؟". وقد روى المحامي «سيدو» بنفسه القصة على مواقع التواصل الاجتماعي، مع هذا التعليق: "أكثر من كونها عنصرية، أعتقد أنها مسألة حماقة".
الواقعة، مع الأسف، حقيقية، وحدثت داخل محكمة الأحداث التي تبث في قضايا القاصرين بمدينة نابولي، عاصمة جهة كامبانيا، جنوب إيطاليا. وتعامل «سيدو» مع هذا الموقع، الذي جعله يشعر بخيبة أمل (دون أن يعتبره عملا عنصريا) بسخرية، حتى ولو كانت مريرة، ولكن قبل كل شيء، عبر عن الغضب والإدانة لهذا السلوك الذي أبداه موظف عمومي، الذي قال عنه: "يجب عزله، لأنه من غير الممكن أن تحدث مثل هذه الأشياء مرة أخرى، وهو أحد أعراض فكر رجعي".
Tribunale per i minorenni di Napoli, stamattina, giunto il mio turno per la discussione di una causa, il neo magistrato...
Pubblicato da Hilarry Sedu su Mercoledì 3 febbraio 2021
كتب «سيدو» على صفحته الاجتماعية: "محكمة الأحداث في نابولي، جاء دوري هذا الصباح لمناقشة دعوى قضائية، وطلب مني القاضي الفخري الجديد إظهار بطاقة المحامي الخاصة بي ففعلت، إذا بها تتحول ملامحها فتصبح مندهشة إلى درجة الغباء، تسألني إذا كنت محاميا، ثم مرة أخرى، تسألني إذا كنت حاصل على درجة علمية. أقسم لكم أنها ليست مزحة. كم كنت مندفعا في داخلي، لكن كنت أميل إلى إهانتها، لكنني أردت أن أطرح مصلحة القضية لكي أعالج لأنه يستحق حياة موكلي وطفلها. لا، ليس عنصرية، إنها مجرد حماقة. إنه عدم كفاءة هيئة إدارية لا تعرف كيفية اختيار المكونات الخاصة لمساعدة العدالة. ومع ذلك، عزيزتي القاضي (الفخري)، أنا أيضًا مستشار في نقابة محامي نابولي ".
وصل هيلارّي سيدو» إلى إيطاليا حينما كان عمره بضعة أشهر، وأصبح أول محام من أصل أفريقي يُنتخَب عضو في مجلس نقابة المحامين في مدينة نابولي بعد أن حصل على 1205 أصوات. أنشأ مؤسسة لدعم الحقوق المدنية للمهاجرين والدفاع عن المستضعفين أطلق عليها إسم "نوفا إيطاليا".
في البداية، حاول أن يصبح لاعب كرة قدم إلا أنه أجبر على التخلي عن الفكرة بعد أن تعرض لسلسلة إصابات عندما كان يلعب مع نادي "سالرينيتانا" في الدرجة الأولى بالفئة الثالثة ثم في الدرجة الثانية.
حاز المحامي الشاب في العام الماضي على عضوية لجنة تكافؤ الفرص بنقابة نابولي، وتصدر يومها العناوين الرئيسية للصحف خاصة عندما عدد أسباب خوضه الانتخابات، حيث قال إنه قرر دخول الانتخابات بعد أن توكل عن مريض أجنبي كان قد تم العثور عليه مغطى بالنمل في مستشفى "سان جيوفاني بوسكو" المحلي، وحل «سيدو» في المركز الحادي عشر من بين 25 محاميا تم انتخابهم.
وكتب «سيدو» حينها في تعليق له على صفحته بموقع "فيس بوك"، أنه " في وقت كنا نعاني فيه من الكراهية الاجتماعية والتمييز في إيطاليا، فإن انتخابي وأنا ابن مهاجرين أفريقيين، كعضو في مجلس نقابة المحامين في نابولي، يقدم هذا البلد الرائع مرة أخرى درسا لنا جميعا بأن التكامل الاجتماعي يتطلب "ثقافة احترام" الاختلاف كعنصر أساسي في كل ديمقراطية"
وعلى الرغم من ولادته في نيجيريا إلا أنه فخور بتاريخه، ويشعر بأنه إيطالي، وقد قام بإنشاء مؤسسة "نوفا إيطاليا" بهدف دعم الحقوق المدنية للمهاجرين.
وأوضح سيدو، أنه انتقل من النضال من أجل الفوز بمباراة في كرة القدم إلى النضال من أجل العدالة الاجتماعية.
وتابع " لم أكن أستطيع تحقيق ذلك لو كنت لاعبا محترفا، فقد أجريت خمس عمليات جراحية في نفس الركبة وقمت بزراعة الغضروف، لقد تغيرت حياتي، وتخرجت من الجامعة وأصبحت ناشطا اجتماعيا من أجل الدفاع عن حقوق المستضعفين".
دعوة لتعديل نظام المواطنة
ويعتقد سيدو بأن أولئك الذين هاجروا إلى إيطاليا قبل أن يبلغوا عمر الرابعة عشر، والذين أكملوا دراستهم في البلاد ينبغي أن يصبحوا مواطنين.