وبحسب صحيفة "العربي الجديد"، استندت مصادر أمنية محلية إلى أن الحادث وقع في مدينة "داقوق" ليل 11 و 12 فبراير. وعلى وجه الخصوص، استُهدف موقع لقوات الشرطة الاتحادية من قبل مسلحي تنظيم داعش الذين هاجموا رجال أمن عراقيين "على حينِ غِرَّةٍ"، ما تسبب في اشتباكات أدت إلى مقتل شرطي وإصابة 3 آخرين. وبحسب أوضحته مصادر محلية، فإن تعزيزات إضافية للشرطة العراقية وصلت إلى منطقة كركوك في الأيام الماضية بهدف إبقاء الوضع تحت السيطرة ومنع تنظيم داعش من تنفيذ هجمات، في ظل التهديدات المستمرة التي يشكلها التنظيم الإرهابي.
"كركوك"، على وجه الخصوص، من المناطق المشمولة بما يسمى "مثلث الموت"، إلى جانب "ديالى" و"صلاح الدين"، حيث لا تزال خلايا تابعة لتنظيم داعش نشطة. على الرغم من إعلان حكومة بغداد الانتصار على التنظيم في 9 ديسمبر 2017، لا يمكن القول بأن العراق في مأمن من التهديد الإرهابي. وكما صرح رئيس الوزراء العراقي، «مصطفى الكاظمي»، في 26 يناير، عاد الإرهاب ليهدد البلاد، ربما بهدف تقويض المسار نحو الديمقراطية، في ظل الانتخابات المقرر إجراؤها في أكتوبر المقبل.
ووقعت واحدة من أعنف الأحداث الأخيرة في وسط العاصمة بغداد، في 21 يناير، عندما أسفر تفجير انتحاري مزدوج، تبناه تنظيم داعش، عن مقتل 32 شخصًا وإصابة 110 آخرين. اعتبر البعض ما حدث - إضافة إلى تعريفه بأنه عمل "غير عادي"، باعتباره الأول منذ عام 2017 - انتهاكًا خطيرًا لأمن العاصمة، في وقت جرى فيه تنفيذ إجراءات غير مسبوقة، نظرًا لإمكانية حدوث توترات بين واشنطن وطهران على الأراضي العراقية قبل الخروج النهائي لـ«دونالد ترامب» من بيت القيادة الأميركية. في الوقت نفسه، سلط الهجوم الضوء على الحاجة إلى تعزيز أجهزة الأمن والاستخبارات العراقية.
دفع ذلك قوات البلاد إلى شن عمليات عسكرية بهدف العثور على الخلايا الإرهابية لا تزال نشطة. ومن أحدثها، الملقبة بـ"أسود الجزيرة"، انطلقت في الأول من فبراير، وأجريت بشكل رئيسي في مناطق غرب "صلاح الدين" و"نينوى"، على تسعة محاور رئيسية. وفي هذا السياق تمكنت القوات العراقية من تصفية عدد من المسلحين. ومن بين هؤلاء أيضا ما يسمى بـ "نائب خليفة تنظيم داعش" «أبو ياسر العيساوي»، أحد المراجع الرئيسية للتنظيم الإرهابي في العراق، والذي توفي في 28 يناير، إثر عملية نفذت في محافظة "كركوك". كما شاركت في العمليات طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، والذي يواصل المشاركة في محاربة الإرهاب في العراق، ويقدم مساهمة أساسية خاصة في حال وقوع هجمات دقيقة. ثم أعلن «الكاظمي»، في 2 فبراير، مقتل زعيم آخر في تنظيم داعش، «أبو حسن الغرباوي»، المسؤول عن العمليات في جنوب العراق.
يضع مؤشر الإرهاب العالمي، في نسخته 2020، العراق في المرتبة الثانية بعد أفغانستان من بين 163 دولة الأكثر تضررا بالتهديد الإرهابي، وإن كان في البلاد في عام 2019 سجل انخفاض بنسبة 46٪ في عدد الضحايا بسبب الإرهاب. في الوقت نفسه، كما ورد في "تقارير الدول حول الإرهاب 2019" ، يمثل العراق عضوًا أساسيًا في التحالف الدولي لمحاربة داعش ويشارك في جميع مجموعات العمل المختلفة المتعلقة به، بما في ذلك المقاتلون الإرهابيون الأجانب، وتمويل مكافحة داعش. وبحسب التقرير ذاته، فإن الحملة التي يقودها تنظيم داعش تهدف إلى إعادة تأسيس ما يسمى بالخلافة، وهو هدف يجري السعي وراءه من خلال حشد دعم سكان "نينوى" و"كركوك" و"ديالى" و"صلاح الدين" و"الأنبار"، خاصة في تلك المناطق التي لا تزال متنازع عليها بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الفيدرالية، حيث لم يتضح من يجب أن يتولى أمن المنطقة، ما تسبب في مزيد من الفوضى والهشاشة.