وقال الخبير «بيير باربي»، في حديث تلفزيوني مع محطة (فرانس3)، اليوم السبت، أن رياحا ساخنة أتت من الصحراء الكبرى، خلال شهر فبراير، في مشهد غير مسبوق للفرنسيين ، ولكن ثبت الآن أنها تحمل جزيئات مشعّة، وهذه الأخيرة ستكون نتيجة التجارب النووية التي أجراها الجيش الفرنسي في الستينات للقرن الماضي.
في مناسبتين خلال شهر فبراير، تمكن الفرنسيون من ملاحظة ظاهرة مذهلة: سماء مظلمة وبرتقالية فوق البلاد بسبب رمال الصحراء التي تحملها الرياح. لكن أحضرت معها ، من بين أشياء أخرى، "السيزيوم 137" (Césium 137)، وهو مكوّنُ مشعُّ. جرى العثور على هذه المادة على الزجاج الأمامي للسيارات، من منطقة "ليون" إلى "نورماندي".
عن هذه الطبقة الرقيقة من الغبار المُصفَر التي تأتي من التجارب النووية، يشرح «بيير باربي»، من جمعية التحكم في النشاط الإشعاعي في الغرب: "أجرت فرنسا تجارب نووية في الصحراء في بداية الستينيات وتركت جزيئات سامة في الغلاف الجوي..وكان هناك تداعيات على الأرض ".
الحد الأدنى من المخاطر الصحية
كما يعتقد «بيير باربي» بأن العديد من الناس استنشقوا هذا الغبار في الريح. ومع ذلك، من الصعب قياس آثارها على الصحة: "هذا يتوافق مع التلوث البيئي أكثر من التأثير الصحي". وأضاف:"لن يكون لدينا سوى القليل من الوسائل للتعرف عليه، ووصفه". ويحدد العالم بأن "الكمية التي هبطت مؤخرًا في فرنسا ضئيلة."
الجدير بالذكر أن فرنسا نفّذت بتاريخ 13 فبراير عام 1960 تفجيرا نوويا في منطقة "رقان"، في أقصى جنوب غرب الصحراء الجزائرية، وبلغت قوة التفجير 60 كيلو طن أي ما يعادل ثلاثة أضعاف قوة القنبلة التي ألقت بها الولايات المتحدة على مدينة "هيروشيما" اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية في العام 1945.
كما نفذت فرنسا بين عامي1960 و1966 أكثر من 20 تفجيرا نوويا على الأراضي الجزائرية، وما يزيد على 40 تجربة نووية، هذا حسب تصريح العسكريين والخبراء الفرنسيين أنفسهم.