الإيطالية نيوز، الأربعاء 3 فبراير 2021 ـ بعد أيام من المداولات مع الأحزاب والقوى السياسية الإيطالية، كلف الرئيس الإيطالي «سيرجيو ماتاريلّا»، الخبير الاقتصادي «ماريو دْراغي» المعروف بـ "بعبع الألمان"، بتشكيل الحكومة الجديدة.
وكان «دْراغي» قد شغل مناصب عديدة أهمها رئيس البنك المركزي الأوروبي من 2011 وحتى 2019، وهي الفترة التي لُقب فيها بالعديد من الاسماء مثل "سوبر ماريو" و"بُعبُع الالمان" والذي أُطلق عليه لاختلافه الدائم مع السياسة النقدية الألمانية
وكانت الحكومة الإيطالية بقيادة «جوزيبّي كونتي» قد انهارت الأسبوع الماضي بعد خلافه مع حزب "ايطاليا ڤيڤا" الذي يقوده «رينسي»، ما أدى لغياب الأغلبية البرلمانية، وقد سعى لتشكيل أغلبية جديدة تمكنه من قيادة البلاد والخروج من مأزق «رينسي»، ولكنه فشل، ما دفع الرئيس الإيطالي «ماتاريلا» بتكليف رئيس البرلمان «روبرتو فيكو» من أجل إعادة إحياء الائتلاف الحاكم المكون من حركة الخمس نجوم والحزب الديمقراطي الذي كان يقوده «رينسي» قبل استقالته منه وإنشاء حزب "ايطاليا ڤيڤا" الجديد الذي يعد أيضا جزء من الائتلاف الحاكم، إلا أن مفاوضات رئيس البرلمان وصلت إلى طريق مسدود.
فجر هذه الأزمة السياسية في إيطاليا رئيس الوزراء السابق «ماتيو رينسي» وحزبه الصغير "ايطاليا ڤيڤا" بعد انتقاده لكيفية تعامل «كونتي» مع الأزمة الصحية لجائحة كورونا، وخططه للانفاق الاقتصادي، واعتقد أيضا ان وجود إدارة أمريكية جديدة بقيادة «جو بايدن» دفع «رينسي» لقلب الطاولة طمعاً في منصب جديد.
على الجانب الأخر، يطالب تحالف اليمين بزعامة «ماتيو سالفيني»، و«چورچا ميلوني» التي باتت تحظى بشعبية كبيرة بالعودة الى الانتخابات.
في ظل موقف صامت وغير واضح من شريك تحالف اليمين الثالث «سيلڤيو برلوسكوني». كذلك انتقدوا بشدة عجز الحكومة عن مواجهة تداعيات الأزمة الصحية وكذلك التأثيرات الاقتصادية للوباء.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أقر الصيف الماضي برنامج لإنعاش ايطاليا اقتصاديًا بقيمة 222,9 مليار يورو، في إطار خطة تحفيز كبيرة تبلغ قيمتها 750 مليار يورو، بعد تصنيف إيطاليا كواحدة من الدول الأكثر تضررا جراء تفشي فيروس كورونا.
وربما يفسر هذا اختيار إسم «ماريو دْراغي» (اشتراكي ليبرالي) لقيادة الحكومة الجديدة.