الداخلية الفرنسية تغلق 9 مساجد في شهر واحد بتهمة ميول مديريها إلى التطرف - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الداخلية الفرنسية تغلق 9 مساجد في شهر واحد بتهمة ميول مديريها إلى التطرف

 الإيطالية نيوز، الأحد 17 يناير 2021 ـ بعد شهر من متابعة مكثفة ومراقبة دقيقة لعديدٍ من المساجد وغرف الصلاة المشتبه في كونها انفصالية على عموم التراب الفرنسي، كشفت الأدلة التي جمعتها وزارة الداخلية عن تورط 18 مسجداً، جرى إغلاق 9 منها، حسب ما كشفه وزير الداخلية الفرنسية «جيرالد دارمانين»، والذي لا ينوي الاكتفاء بهذه الحصيلة فقط.


وحسب ما روته "لوفيغارو"، فإن معظم تلك المساجد وغرف الصلاة تقع في الضاحية الباريسية؛ لعل أبرزها مسجد "بانتين"، الذي، حسب الاستخبارات الفرنسية، من داخله انبعثت رسائل كراهية استهدفت المعلم «صموئيل باتي»، قبل اغتياله نحراً على يد متطرف. كما جرى إغلاق مسجد يقع في ضاحية "سيفران" بتهمة التشدد الديني، وكان قد أغلق بالفعل سابقاً؛ لكن جرى التحايل على الإغلاق وافتتاح مكان تحت الأرض لجمع المصلين.

تؤكد الشرطة الفرنسية أنها أخذت بعين الاعتبار العديد من الأسباب التي قد تجعل من تصنيف أحد المساجد أو دور الصلاة كأماكن متطرفة؛ لعل أبرزها زيارتها من قِبل أشخاص مشتبه بهم ولديهم ملفات تتعلق بشبهات إرهابية أو نزعات متطرفة، أو أنها شهدت وجوداً مكثفاً للدعاة السلفيين، أو وجود مدرسة قرآنية سرية أو حتى تصريحات تحريضية أدلى بها بعض الأئمة.


وتناقلت وسائل الإعلام الفرنسية أيضاً إقدام السلطات على إغلاق جمعية “سماء”، في مدينة "ستراسبورغ" الواقعة شرق البلاد، والتي لم تتردد في تنظيم صلاة الجمعة في الشوارع رغم تحذيرات السلطات، كما جرى إغلاق العديد من المراكز الإسلامية التي رصدت توجهات متطرفة لبعض أعضائها.


رقابة مكثفة

وعلى الرغم من تداعيات الأزمة الصحية التي تسبب فيها وباء كورونا؛ فإن الرقابة على عشرات المساجد تكثفت، خصوصاً بعد حادثة مقتل المعلم الفرنسي صامويل باتي، وقد أسهم العديد من المراكز الإسلامية طواعية في جهود التحقيق، وتقدمت إلى وزارة الداخلية بقائمة تضم أعضاءها والمترددين عليها بشكل دائم.


وحسب المراقبين، يبدو أن الخطاب الحكومي الحازم قد بدأ يؤتي ثماره؛ حيث قرر بعض المساجد الامتناع عن بث الخطب المتطرفة، والتي كانت حتى وقت قريب تُشاهد على نطاق واسع على الشبكات الاجتماعية؛ لكن هناك أيضاً مَن يرفض هذا الخطاب، ويحاول استخدام كل السبل القانونية للحيلولة دون ذلك،  كما حصل عندما رفض مدير أحد المساجد في جنوب البلاد فتح أبواب المسجد أمام المحققين؛ مما أجبر الدولة على بدء الإجراءات القانونية، وعمدت إلى إغلاق المبنى بشكل جزئي حتى انتهاء التحقيقات.


في الوقت الحالي، لدى الدولة الفرنسية رافعتان لإغلاق مسجد ما؛ أولاهما لانتهاك القواعد المطبقة على المؤسسات العامة، أو بسبب الصلات المباشرة بالإرهاب الإسلامي، ومع تعزيز النص الداعم للمبادئ الجمهورية، ستصبح النزعة الانفصالية وخطاب الكراهية أيضاً جريمة تحتم الإغلاق أو الحل.


وفي ما يتعلق بدعاة الكراهية، غالباً ما تواجه الحكومة حقيقة أنهم في الغالب يحملون الجنسية الفرنسية أو مزدوجو الجنسية؛ وبالتالي لا يمكن ترحيلهم. لكن ولحسن الحظ عالجت وزارة الداخلية مشكلة 231 أجنبياً مقيمين بطريقة غير شرعية، ومسجلين في ملفات التطرف الإرهابي، بمَن فيهم رجال دين أو شخصيات مؤثرة داخل المساجد المتطرفة؛ حيث تم إبعاد ثلثيهم من البلاد، ووضع عدد آخر في مراكز الاعتقال الإداري، حسب معلومات وزارة الداخلية.