حين انشغل سواد الناس بجمع المال وبناء الدور ببلدان المنشأ، نشأت أجيال ممزقة بين هويات مختلفة وبين افتراس فرنكفوني بغيض، يمنحك الجنسية ولايقر فرنسيتك، واختبر المسلمون في معركة الحجاب فخذلتهم دولهم وخذلهم ضعفهم وانقسامهم وقد دُعِيَت جماعة إسلامية لتشارك بمظاهرة منددة بقانون الحجاب فرفضت بدعوى عدم اشتغالها بالسياسة!؟، وقد تقوى اليهود بالمقابل وحموا مصالحهم وحُقَّ لهم ذلك فهم مختلفون ظاهرا متفقون في قضاياهم المصيرية.
إن إعلان المبادئ وثيقة منمقة تضم بعض البنود التي تنزع قوة القرار وتجعل المسلمين دون هوية واضحة، وتعيد ثوب «بونابرت» وطغيان القرون السالفة حيث لم تكن فرنسا يوما دولة حرية كما يروح عملاؤها الأحياء والأموات، فتاريخها الدموي والفتن التي تركتها بأفريقيا والشام وكندا شاهدة على النفاق الإفرنجي، وكذلك حين يصف المثقفون الفرنسيون سلوكات حكومتهم أنها شبيهة بسلوك الطغاة الذين دعمتهم فرنسا، فعظم الله أجر مسلمي فرنسا، فقد كنا نأمل في مظاهرات حاشدة ووحدة قياداتها، لكنهم خالفوا موعدهم مع التاريخ ولعل الله يخرج من أصلابهم من يعيد بوصلة الحق صوب مسارها. وهذه رسالة لبقية مسلمي أوروبا أن يوحدوا صفوفهم ويذروا مابقي من الخلاف المذموم ويقدموا مصلحة المسلمين على ماسواها من الضيقة بما يتوافق مع واقع دولهم.