من دون وثائق صالحة، تمكّنت الشابة من الفرار من مخيم للاجئين المحتجزين في تندوف، بالصحراء الجزائرية، لتفادي تنفيذ قرار والدها الذي أجبرها على الزواج من رجل أكبر سنًا منها.
وأضاف المصدر، ناقلا عن وسائل إعلام إسبانية، أنه لو قاومت الفتاة الهاربة هذا القرار، لما كانت على قيد الحياة اليوم.
وتابعت وكالة الأخبار السويسرية "ناو" إن الزواج بالإكراه كان سيُحقّق الكثير من المال لوالد اللاجئة، كما ذكرت الفتاة. وحدث سابقا، تحديدا في سنة 2009، أن كشف صحفيون أستراليون عن العبودية والاتّجار بالبشر في المخيّم.
وأوضح المصدر أن الصحفيين الاستراليين لبّوا دعوة من الجزائر لتصوير فيديو دعائي لحكومة البوليساريو، إذ بهم يتفاجأون بفظاعة الأوضاع الإنسانية وبالاستغلال اللامحدود للقصر داخل المخيمات. وبدلاً من ذلك، قاموا بتصوير لقطات مخفية لحوادث العبودية في تندوف.
في هذا المعسكر، الذي يُستغل كبؤرة لتفشي الفساد الإداري بأسم الإنسانية وحقها في تقرير المصير، يعاني الأشخاص ذوي البشرة الداكنة على وجه الخصوص من تجارة الرقيق (الاسترقاق). ثم نشر الطاقم الصحفي الأسترالي الوثائق المصورة تحت عنوان "مسروق".
من بين أمور أخرى، تعرض الوثائق المصورة قصة فاطمة سَلّامي، أمضت 35 عامًا في المعتقل المفتوح، وقد حدث لمّ شملها في النهاية مع عائلتها. ردا على هذه الانتهاكات الصارخة والفضيعة، أدانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأمريكية غير الربحية الاتجار بالاشخاص، مكررة من دون قصد القولة الشهيرة لأشهر شخصية إسلامية، عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".