الأمم المتحدة تشيد بالمهندسة المصرية «مي عبد الوهاب» لإسهامها في جهود الأمم المتحدة للسلام والتنمية في جنوب السودان - الإيطالية نيوز

الأمم المتحدة تشيد بالمهندسة المصرية «مي عبد الوهاب» لإسهامها في جهود الأمم المتحدة للسلام والتنمية في جنوب السودان

«مي أحمد عبد الوهاب»، مهندسة مصرية تعمل متطوعة دولية في مجال إدارة المشروعات مع بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان منذ عام 2019
 في هذا اللقاء، تسلط الإيطالية نيوز الضوء على تجربة المهندسة المصرية «مي أحمد عبد الوهاب»، المتطوعة الدولية في مجال إدارة المشروعات مع بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان منذ عام 2019.


المهندسة المصرية الشابة «مي عبد الوهاب» تؤمن بأهمية العمل التطوعي لإحداث تغيير إيجابي في حياة الناس. بعد أن انخرطت في العمل التطوعي في مصر، أرادت أن توسع آفاقها وتسهم في جهود السلام على المستوى الدولي. برنامج متطوعي الأمم المتحدة في السلام والتنمية أتاح لها فرصة نقلتها إلى جنوب السودان منذ عامين.

كيف أصبحت متطوعة في الأمم المتحدة؟

«مي عبد الوهاب»: كنت دائما شغوفة بالعمل التطوعي. وكنت أعمل متطوعة على المستوى المحلي أثناء الدراسة في مصر، ولكن بعد التخرج شغلتني الحياة المهنية وكنت دائما أفتقد الشعور والإحساس الذي كنت أكتسبه من العمل التطوعي، وهذا ما دفعني إلى البحث عن فرصة أخرى لأعود من خلالها إلى العمل التطوعي، من خلال المنظمات الدولية. بدأت التقديم من خلال موقع الأمم المتحدة للعمل التطوعي. وعندما جاءتني الفرصة للخدمة في جنوب السودان وجدت تشجيعا من أسرتي وبالأخص والدي، رحمه الله.


لمن يرغب في التطوع مع الأمم المتحدة يمكنهم إنشاء حساب خاص على موقع الأمم المتحدة للعمل التطوعي. يحتوي الحساب الخاص على كل بيانات المتقدم. ومن خلال هذا الموقع يمكن التقديم للحصول على فرص للتطوع مع الأمم المتحدة في أماكن وبلاد مختلفة.


هناك فرص عديدة حيث يمكن للفرد التطوع عبر الإنترنت أو في بلده أو دوليا مثلما فعلت أنا مع بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان.


فترة التطوع الدولي محددة بوقت ويمكن أن تصل لأربع سنوات كحد أقصى. عندما تنتهي خدمة أحد المتطوعين تتاح الفرصة لشخص آخر للخدمة مع الأمم المتحدة.

حدثينا عن عملك التطوعي مع بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان. ماذا تفعلين بصورة يومية؟

«مي عبد الوهاب»: يتمثل دوري، بالمشاركة مع الإدارة الهندسية في بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، في توفير المشاريع والمرافق التي تمكن البعثة من تحقيق هدفها. نقدم الدعم الفني ونتابع الأعمال التنفيذية للمشروعات سريعة الأثر التي تقدمها البعثة لمواطني جنوب السودان.


كيف تشعرين وأنت تعملين متطوعة مع الأمم المتحدة في بلد خارج مصر؟

«مي عبد الوهاب»: أنا سعيدة بالحصول على فرصة التطوع مع الأمم المتحدة في جنوب السودان لأن ذلك ساعدني على نقل خبرتي العملية إلى عمل تطوعي. وجودي في جنوب السودان أتاح لي اكتساب خبرات جديدة نسبة لاختلاف طبيعة وظروف مكان العمل.


حدثينا عن انخراطك اليومي مع المواطنين المحليين في جنوب السودان. كيف ينظرون إليك باعتبارك متطوعة جئت لخدمتهم؟

«مي عبد الوهاب»: وجدت ترحيبا قويا من المواطنين من خلال عملي هنا في جنوب السودان، وخاصة من فريق العمل في المكتب الذي أعمل فيه. يتكون فريق العمل من متطوعين دوليين والعديد من المواطنين المحليين.


كانت هناك صعوبة في تقبل المعلومات والأفكار التي أقدمها باعتباري شابة صغيرة في السن، ولكن بمرور الوقت تعودوا على وجودي وبدأوا يتقبلون الأمر ويتقبلون أفكاري، وخاصة عندما علموا أنني أعاملهم بإخلاص وأن غرضي الأول والأخير من المجيء هنا هو لمساعدتهم. لقد كانوا متحمسين ومتعاونين بشأن نقل خبرتي إليهم.


الآن ومع انتشار جائحة كورونا، هل تساعدون المواطنين المحليين فيما يتعلق بإرشادات التوعية بمخاطر كورونا؟

«مي عبد الوهاب»: في واقع الأمر، دول شرق أفريقيا هي آخر الدول التي تأثرت بانتشار الفيروس، ولكن يحتم علينا عملنا، باعتبارنا متطوعين دوليين، أن ننقل للمواطنين الصورة كاملة ونزودهم بمعلومات صحيحة عن الوضع في الدول الأخرى، خلال فترة انتشار الفيروس، حتى يكونوا جاهزين لمكافحته والحد من انتشاره.


نحن نعتمد عليهم في نقل هذه المعلومات إلى أسرهم ومجتمعهم المحيط. لقد ساعد ذلك في أن يكون لديهم وعي حتى قبل أن تكون هناك أي مشاكل صحية قوية بسبب الجائحة.


ما النصيحة التي تقدمينها لمن يرغبون في التطوع مع الأمم المتحدة؟

«مي عبد الوهاب»: أنصح بالمشاركة في العمل التطوعي مع الأمم المتحدة لأنه يزيد من خبراتكم على المستويين العملي والإنساني خاصة في حالة التطوع الدولي لأنه ينقلكم إلى بيئة مختلفة، تقابلون فيها ثقافات وتكتسبون خبرات جديدة ومختلفة.


خلال فترة العامين التي قضيتيها في جنوب السودان متطوعة مع الأمم المتحدة، هل لديك أي قصص إنسانية تودين مشاركتها معنا؟

«مي عبد الوهاب»: كثيرة هي القصص ولكن دعني ألا أركز على قصة محددة. وجودي في جنوب السودان وتعاملي مع أهل البلد أتاح لي ملاحظة أنهم وبرغم نقص الإمكانيات والموارد المتاحة إلا أن لديهم قدرة على التأقلم واستغلال الموارد الموجودة بطرق إبداعية وبرغم الظروف التي يمرون بها إلا أن لديهم الأمل والرغبة في التغيير.


نقلا عن موقع "أخبار الأمم المتحدة"