الإيطالية نيوز، الأربعاء 13 يناير 2021 ـ تعد الأزمة السياسية التي تواجهها الحكومة الإيطالية الآن "أسوأ رد يمكن تقديمه للمواطنين الإيطاليين في خضم حالة الطوارىء الصحية الخانقة، التي تضاف لها أزمة اقتصادية معقدة وعميقة قتلت عدة مشاريع وأغلقت آلاف أماكن كسب الرزق.
الأزمة الحكومية نشأت على إثر قيام حزب "ڤيفا إيطاليا" (Viva Italia)، الذي يترأسه «ماتيو رينسي»، بسحب وزيرتين من الحكومة الإيطالية، وهما «تيريزا بيلانوڤا» (Teresa Bellanova) وزيرة السياسات الزراعية والغدائية والغابوية، و«إلينا بونيتّي» (Elena Bonetti) وزيرة تكافؤالفرص والعائلة، بالإضافة إلى وكيل الدولة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، «إيڤان اسْكالفاروتّو» (Ivan Scalfarotto).
وانتقد هذه الخطوة الرينسية كل من رئيسا حزب "أحرار ومتساوون" في مجلس النواب والشيوخ، «لوريدانا دي بيتريس» و «فيديريكو فورنارو»: "من اليوم أصبح الأمر أكثر وضوحًا للإيطاليين من يعمل لمصلحة البلاد ومن يهتم بشكل أساسي لمصلحة حزبه".
وكتب «فيتو كريمي» (Vito Crimi)، أحد زعماء حزب "حركة خمس نجوم" (M5s) معلقا على خطوة رينسي بسحب ممثليه في الحكومة: "نما تواجه البلاد أخطر أزمة صحية واجتماعية واقتصادية في التاريخ الحديث بالجهد والالتزام والتضحية، اختار «رينسي» سحب وفده من الوزراء. أعتقد أنه لم يفهم شخص ما أسباب هذا الاختيار."
وأضاف: "إنه وقت المسؤولية الجماعية وليس وقت كسب المنافع الشخصية. آمل أن يتمكن مجلس الوزراء من مواصلة العمل على مرسوم مكافحة كوفيدـ19 وتقليص فجوة الميزانية إعداد مساعدات مالية مخصصة لإنقاذ الشركات والعاملين على الفور".
وختم: "سيستمر حزب خمس نجوم في ضمان الاستقرار الذي تحتاجه إيطاليا الآن لمواجهة الأزمة التي نمر بها والخروج منها في أسرع وقت ممكن ".
من جانبه، كتب «ألفونسو بونافيدي» (Alfonso Bonafede)، رئيس وفد حزب حركة خمس نجوم، على فيسبوك: "حزب إيطاليا ڤيڤا يسحب وزراءه من الحكومة في وقت تمر فيه البلاد بحالة طوارئ صحية واقتصادية غير مسبوقة، ولا داعي للإفلات من المسؤولية. ستواصل حركة خمس نجوم العمل من أجل المواطنين إلى جانب جوزيبي كونتي ".
كما صرح «نيكولا زينغاريتّي» (Nicola Zingaretti)، الأمين العام للحزب الديمقراطي الحاكم، في تصريح لـ(Tg1)، معلقا على خطوة حزب رينسي: "من جانب رينسي وحزب إيطاليا ڤيڤا، صدر عمل خطير للغاية ضد إيطاليا. سنحتاج إلى استثمارات جديدة، ورعاية صحية، ولسنا بحاجة إلى أزمة حكومية. إنه عمل ضد بلدنا هذا".
وقال وزير الخارجية، «لويجي دي مايو» (Luigi Di Maio)، إنه "قلق للغاية" من التطورات السياسية في الساعات القليلة الماضية. لقد استمع إلى رئيس الوزراء «كونتي» عدة مرات و "يتابع عن كثب كل خطوة"، جنبًا إلى جنب مع الزعيم السياسي لحركة خمس نجوم، ڤيتو كْريمي، والوزراء الآخرين في الحركة، من أجل "تقديم أقصى قدر من الدعم لتقديم كل مساهمة ممكنة لرئيس الوزراء".
من الناحية المعارضة، طالبت «جورجا ميلوني» (Giorgia Meloni)، زعيمة حزب "إخوة إيطاليا" (FdI)، بشدة بإستقالة رئيس مجلس الوزراء من منصبه ودعت إلى تنظيم انتخابات عاجلة. وقالت ميلوني فو تدوينة على حسابها على فايسبوك: "إن إيطاليا ساقطة على ركبتيها والحكومة في حالة انهيار. لذا، لا يمكن لإيطاليا أن تضيع المزيد من الوقت. يجب على كونتي أن يقدم استقالته وإجراء انتخابات على الفور".
بدورة، الحزب اليمين الوسط، القوة السياسية الرائدة في البلاد، رئيس مجلس الوزراء أن يستوعب معنى الأزمة التي يتخبط فيها الشعب الإيطالي ويقدم استقالته فورا أو، خلاف ذلك، يمثل غدا في البرلمان للمطالبة بالتصويت على الثقة للحكومة التي يترأسها حاليا".