الفقيد «الزبير»، الذي فارق الحياة بطريقة مأساوية، صعدت روحه إلى خالقها في سن الـ56 عاما، يقيم في بلدة "سانتا كروتشي"، منذ عدة سنوات، عثر عليه جثة مجمدة في مبنى كان يستخدم سابقا "مدبغة"، تقع في زنقة "مازيني"، إحدى الطرق للمنطقة الصناعية الأولى للدباغة، في مدينة بونتيديرا، بمحافظة "بيزا" (جهة توسكانا، وسط إيطاليا).
كان الرجل قد صنع سريرًا ومطبخًا صغيرًا بموقد لإعداد الطعام في غرفة داخل "مدبغة آريس" السابقة. هناك، في يوم بيفانا، عُثر على جثته. لم يكن متزوجًا وليس لديه أطفال، ووفقًا لما ظهر من التحقيقات، فقد كان هو من اختيارالعيش في مبنى المدبغة المهجورة.
كان للرجل أقارب وأصدقاء في بلدة "سانتا كروتشي. كان هؤلاء من أبلغوا الشرطة عن اختفائه نظرا لعدم ظهوره في المنطقة كالمعتاد. هكذا، في يوم 6 يناير (عيد إيبيفانيا) تدخلت شرطة كارابينييري وسيارة الإسعاف لتفقد المكان الذي يأخذه مأوى له، إذ بهم يعثرون عليه ممددا على سرير، تحت أغطية شتوية.
ووفقًا للفحص الخارجي الأول للجثة، يمكن أن تعود الوفاة إلى حوالي عشرة أيام، بين عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة. يكاد يكون من المؤكد أن «الزبير الغزواني» مات بسبب المرض وليس من المستبعد أن يكون السبب هو البرد القارس في هذه الليالي الأخيرة.
في السرير، حيث وجد الرجل الشمال أفريقي، لا توجد علامات على الإقتحام القسري أو مقاومة عنف، ولاتظهر على الجسد رضوض أو كدمات قد توحي بالاعتداء، ما يرجح كون الموت حدثت طبيعيا. هذا هو سبب الوفاة شبه المؤكد، ولكن من أجل عدم ترك أي مجال للشك، قرر القاضي المناوب في مكتب المدعي العام في "بيزا "إخضاع الجثة للتشريح.
وكان قد وقعت مأساة أخرى مماثلة في ميلانو، يطبعها النفاق المجمتعي واليأس وانعدام الإنسانية. إذ عثر صباح اليوم الثاني للسنة الجديدة 2021، على رجل مغربي جثة مجمدة داخل نفق ممر يقع بالقرب من محطة القطار "غاريبالدي".
وحسب ما روته وكالة الأنباء الإيطالية، "أَنْسا"، الضحية مواطن مغربي، ويعيش في ميلانو من دون إقامة ثابتة، ويبلغ عمره 48 عاما، فارق الحياة صباح اليوم باكرا على إثر قضاء الليل في العراء، في ليل تلامس درجات الحرارة فيه التجمد، وربما بظروف صحية سيئة سابقة، بعيدا عن أعين أبناء وطنه أو مقصيا من رحمة مؤسسات الإغاثة والمصالح الخيرية.