المغرب: الولايات المتحدة الأمريكية تفتتح رسميا قنصليتها في الداخلة - الإيطالية نيوز

المغرب: الولايات المتحدة الأمريكية تفتتح رسميا قنصليتها في الداخلة

 الإيطالية نيوز، الأحد 10 يناير 2021  ـ تملأ سفن الصيد ميناء الداخلة الصاخب في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، حيث تتلألأ حراشف الأسماك بين أذرع العمال وهم يلفون شباكهم ويصرخ المشترون بعروضهم في مستودع المزادات مترامي الأطراف. في مكان قريب، تتدفق المياه الفيروزية على نطاق واسع، وشواطئ المحيط الأطلنطي الفارغة تقريبًا ويتناول رواد المطعم الشاي على أرصفة المقاهي، تخطط الولايات المتحدة لوضع بصمتها في هذا المكان الخلاب.

شارك السفير الأمريكي لدى المغرب «ديفيد فيشر» (David T. Fischer)، اليوم الأحد، في حفل أقيم بالداخلة، في أول خطوة رسمية لفتح قنصلية تمثل الولايات المتحدة الأمريكية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، ما يمثل نقطة تحول في المنطقة المتنازع عليها والمراقبة عن كثب في شمال إفريقيا.

ووفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست"، تعترف الخطوة الأمريكية بسيادة المملكة المغربية على جميع الأقاليم الجنوبية المتنازع عليها أمميا مع جبهة البوليساريو مقابل تطبيع المغرب للعلاقات مع إسرائيل، ليكتمل رسميا التراب الوطني المغربي من طنجة إلى الغويرة.

وانضم إلى السفير «ديفيد فيشر» كبير مسؤولي وزارة الخارجية عن المنطقة «ديفيد شينكر» (David Schenkerإلى مقر القنصلية الأمريكية، حيث ارتدى الدبلوماسيان الزي الصحراوي "الدرعية"، الذي يتميز به سكان الأقاليم الجنوبية للممكة المغربية.
ونقلت السفارة الأمريكية في حساب تويتر المغربي عنه قول السفير «فيشر» عند زيارته لمدينة الداخلة: "إن زيارتنا اليوم لمدينة الداخلة  تعتبر حدثا تاريخيا إضافيا يميز الصداقة ما بين المملكة المغربية والولايات المتحدة التي تمتد على مدى مائتي سنة".
وأضاف السفارة الأمريكية في الرباط ناقلة تصريحات السفير، الذي قال أيضا: "إنه لشرف عظيم لي أن أقوم بزيارة هذه المنطقة من المغرب الباهرة الجمال والبالغة الأهمية، والشروع في عملية تأسيس تواجد دبلوماسي أمريكي هنا".

في حين أن هذا التحول في السياسة الخارجية للولايات المتحدة يحبط الصحراويين الأصليين الذين سعوا إلى استقلال الصحراء الغربية لعقود. في المقابل، يرى آخرون فرصًا جديدة للتجارة والسياحة من شأنها أن توفر دفعة ترحيب للمنطقة والمدن الساحلية المشمسة مثل الداخلة.

وفي كلمته أمام الحفل، قال السفير الأمريكي إن افتتاح قنصلية يعد ميزة إضافية للولايات المتحدة، ما يسمح لها "بالاستفادة بشكل أكبر من موقع المغرب الاستراتيجي كمركز للتجارة في إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط". وأضاف "إن مشاريع الاستثمار والتنمية ستفيد المنطقة."

في هذا الصدد، قال «الخطاط ينجا» (El Khatat Yanja)، رئيس جهة الداخلة واد الذهب، عن القنصلية المستقبلية: "نحن نقدر هذه البادرة". ستفتح صفحة جديدة تمامًا عندما يتعلق الأمر بالاستثمار في هذه المنطقة، من خلال توظيف الأشخاص وخلق المزيد من الموارد. كما أنه سيفتح المزيد من الأبواب للتجارة الدولية ".

صور مباشرة من مقر القنصلية العامة للولايات المتحدة الأميريكية بمدينة الداخلة حيث يقام حفل بمناسبة تنزيل المرسوم الرئاسي الأميريكي القاضي باعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء المغربية.

Pubblicato da ‎El Khattat Yanja - الخطاط ينجا‎ su Domenica 10 gennaio 2021
ميناء الصيد الرئيسي هو شريان الحياة للاقتصاد المحلي، حيث يعمل فيه %70 من قوة العمل في الداخلة. تجلب آلاف المراكب 500 ألف طن من الأسماك سنويًا، بقيمة 2.2 مليار درهم (249 مليون دولار) سنويًا، بحسب مدير الميناء «بنطالب الحسن».


في حين أنه من غير المتوقع أن تفتح القنصلية لمدة ستة إلى 12 شهرًا أخرى، فإن رحلة شنكر هي وسيلة للولايات المتحدة لتعزيز التزامها بالصحراء الغربية قبل مغادرة الرئيس «دونالد ترامب» منصبه.

ساعد صهر «ترامب»، «جاريد كوشنر»، في التوسط في اتفاق تطبيع بين المغرب وإسرائيل المبرم الشهر الماضي، في إطار سلسلة من الاتفاقات التاريخية التي نالت امتيازات كبيرة للدول العربية من واشنطن.

وقال «ترامب» إن الهدف من قنصلية الصحراء الغربية هو "تعزيز الفرص الاقتصادية والتجارية في المنطقة"، والتي تبلغ مساحتها مساحة كولورادو ويعتقد أنها تحتوي على رواسب نفطية وموارد معدنية كبيرة في البحر.

في المقابل، ناشد ممثل جبهة البوليساريو في الأمم المتحدة، «سيدي عمر»، يوم السبت 9 يناير، الإدارة القادمة للرئيس الأمريكي المنتخب «جو بايدن» بأن يعارض قرار «ترامب».

وكتب «عمر» على تويتر "لا تستطيع الولايات المتحدة دعم دور الأمم المتحدة في حل نزاع الصحراء الغربية وتأييد السيادة المغربية".

يدير اقتصاد الصحراء الغربية المغرب، الذي بنى معظم البنى التحتية للإقليم وشجع المغاربة على الاستقرار هناك. لكن الأمم المتحدة ومعظم حكومات العالم لا تعترف بالسيادة المغربية على الأرض، مما يحد من قدرة المغرب على تصدير موارده ويعقد الصفقات التجارية.

أثار اعتراف الولايات المتحدة بالصحراء الغربية كجزء لا يتجزأ من الأراضي المنتمية لسيادة المملكة المغربية انتقادات من الأمم المتحدة وحلفاء أمريكا. وقال مراقبون أفارقة إن ذلك قد يزعزع استقرار المنطقة الأوسع التي تكافح بالفعل ضد التمردات الإسلامية وتهريب المهاجرين.

وأثار الإجراء غضب الصحراويين بشكل خاص، الذين يريدون إجراء استفتاء على مستقبل الإقليم، والجزائر المجاورة، التي تستضيف لاجئين صحراويين وتدعم جبهة البوليساريو. كما زار «شنكر» الجزائر في الأيام الأخيرة.

ستنضم الولايات المتحدة إلى عدد صغير ولكنه متزايد من البلدان التي لديها قنصليات في الإقليم، وآخرها ممثل غامبيا.

وتشعر غامبيا بالامتنان لدعم المغرب، بما في ذلك بناء المغرب مبنى وزارة الخارجية الجديد في غامبيا. وقال القنصل العام «عثمان باجي» لوكالة "أسوشييتد برس" في مكتبه، حيث معلقة أيضًا صورة للملك المغرب، "يواصل المغرب أيضًا تقديم المنح التعليمية للطلاب الغامبيين".

نظم النشطاء الصحراويون احتجاجات في العديد من المدن الإسبانية والفرنسية على الخطوة الأمريكية، لكن واشنطن لم تعالج مخاوفهم بشكل مباشر عندما أبلغت وزارة الخارجية الكونغرس رسميًا في 24 ديسمبر بخططها لفتح قنصلية.

واكتفى وزير الخارجية «مايك بومبيو» بالقول إن الولايات المتحدة "ستواصل دعم المفاوضات السياسية لحل القضايا بين المغرب وجبهة البوليساريو في إطار خطة الحكم الذاتي المغربية".