أصدر المشاركون في قمة بوزنيقة، التي بدأت في 22 يناير، بيانا مشتركا أعلنوا فيه أن عملية الترشح لترشيحات الشخصيات المؤسسية ذات الأهمية الأساسية لليبيا ستبدأ في 26 يناير، وتنتهي في بعد 2 فبراير. سيتم التصويت في جنيف، سويسرا، ومن بين الشخصيات المعنية رؤساء البنك المركزي، ولجنة الانتخابات، ولجنة مكافحة الفساد، والمحكمة العليا وهيئة الإشراف الإداري. وبمجرد الانتهاء من عملية ترشيح المرشحين، سيتم تقديم أسمائهم لممثلي حكومة الوفاق برئاسة «فايز السراج»، وممثلي مجلس نواب طبرق بقيادة «عقيلة صالح».
جاء اجتماع "بوزنيقة" عقب الموافقة على آلية لتعيين حكومة انتقالية ستقود البلاد حتى الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر 2021 والمقترحة في 16 يناير الماضي، وهي جزء من المبادرات الهادفة إلى تحقيق الحل السياسي للصراع والانقسامات الداخلية في ليبيا. في هذا البلد الواقع في شمال إفريقيا، اندلعت حرب أهلية بدأت في 15 فبراير 2011 ، وأعقبها في أكتوبر من نفس العام سقوط نظام معمر القذافي. منذ ذلك الحدث، لم تتمكن البلاد من تحقيق انتقال ديمقراطي.
في ليبيا، في الوقت الحالي، على المستوى السياسي، هناك إدارتان متنافستان، وهما مجلس نواب طبرق وحكومة الوفاق الوطني في طرابلس، وهما جزء من المبادرات الهادفة إلى الوصول إلى حل سياسي للصراع والانقسامات داخل ليبيا، و الجيش الوطني الليبي (LNA) التابع للجنرال «خليفة حفتر». حكومة الوفاق الوطني هي الحكومة المعترف بها رسميًا من قبل الأمم المتحدة في ليبيا، ولدت في 17 ديسمبر 2015 باتفاقيات "الصخيرات"، الموقعة في المغرب ثم انتهت صلاحيتها في 17 ديسمبر 2017، وكانت مدعومة رسميًا من إيطاليا وقطر وتركيا. من ناحية أخرى، فإن قوات الجيش الوطني الليبي مقربة من حكومة طبرق التي تسيطر على شرق ليبيا، وتدعمها دوليًا مصر والسعودية والإمارات والأردن وفرنسا وروسيا.
وفي هذا السياق، حث الأمين العام للأمم المتحدة، «أنطونيو غوتيريش» (Antonio Guterres)، في 18 يناير، القوات الأجنبية والمرتزقة المتواجدين في ليبيا على مغادرة البلاد بحلول 23 يناير، خلال مداخلة أمام مجلس الأمن الدولي. وبحسب ما أوردته صحيفة "العربي الجديد"، فإن الموعد النهائي الذي حدده «غوتيريش» لم يكن ليتم الوفاء به، مما يدل على هشاشة جهود التهدئة في ليبيا. يُزعم أن بعض صور الأقمار الصناعية التي بثتها محطة CNN الأمريكية أظهرت خنادق يبلغ طولها عشرات الكيلومترات وحفرها مرتزقة روس بالقرب من مدينة سرت، حيث توقف القتال بين الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق الوطني. في الوقت نفسه، زعم مسؤول استخباراتي أمريكي أنه لا روسيا، الداعمة لحفتر، ولا تركيا، التي تدعم حكومة الوفاق الوطني، على استعداد لمغادرة الميدان. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، يوجد في الوقت الحالي ما لا يقل عن 20 ألف جندي ومرتزقة أجنبي في ليبيا لدعم الفصيلين المتحاربين.
في هذا السياق، ومن وجهة نظر عسكرية، يسري وقف إطلاق النار في ليبيا في 23 أكتوبر الماضي، عقب اجتماع بين الوفدين الليبيين من الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق الوطني، اللذين اجتمعا في جنيف في إطار اللجنة العسكرية المشتركة 5+ 5. من الناحية السياسية، من ناحية أخرى، بعد أشهر من المفاوضات، في 17 ديسمبر الماضي، تم تشكيل لجنة قانونية ودستورية، تهدف إلى توجيه ليبيا نحو الانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر 2021، ويفترض أن تكون في 24. ثم اتفقت الأطراف في 20 يناير الماضي على تنظيم استفتاء دستوري قبل انتخابات ديسمبر.