أصدرت الشرطة الألبانية بيانًا أعلنت فيه أن قواتها، مع شرطة المالية الإيطالية، مساء يوم 8 يناير، حددت زورقًا مطاطيًا يحمل 55 لاجئًا في دلتا نهر "فويوسا"، يقع على بعد حوالي 100 كلم جنوب العاصمة "تيرانا". ظل القارب ثابتًا في هذه المياه لمدة ثلاث ساعات تقريبًا بسبب الأمواج الشديدة في البحر الأدرياتيكي، وجرى التعرف على المجموعة المكونة أيضًا من نساء وأطفال بعد أن اتصل أحدهم بالشرطة طلبًا للمساعدة بعد أن تعطل محرك الزورق الذي استخدموه لعبور الأدرياتيك، بالإضافة إلى سوء الأحوال الجوية. وذكرت الشرطة الألبانية بعد ذلك أن عمليات الإنقاذ حدثت في ظروف قاسية بسبب عاصفة وأمواج عالية في البحر. في الوقت الحالي، يوجد 16 لاجئًا سوريًا في المستشفى بينما نقل الآخرون إلى مركز للمهاجرين.
لم تحدّد الشرطة الألبانية هوية المُتجِرين الذين نظّموا الرحلة، لكنها أعلنت، وفقًا للاجئين أنفسهم، أن الرحلة من ألبانيا إلى إيطاليا كلّفت حوالي 2000 يورو لكل شخص على متن الزورق. أما الطريق الذي اختاره اللاجئون في الثامن من يناير، كان يستخدم قبل عشرين عامًا بشكل شبه منتظم من قبل المهرِّبين المحليين الذين نَظّموا نقل المهاجرين من ألبانيا إلى إيطاليا.
ألبانيا عضو في الناتو منذ عام 2009 وتحاول بدء مفاوضات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. في الوقت الحالي، تتعاون تيرانا مع وكالة الحدود الأوروبية فرونتكس للسيطرة على حدودها الجنوبية مع اليونان، وهي نقطة وصول معظم تدفقات الهجرة. على الرغم من أن البلاد ليست واحدة من طرق العبور الرئيسية للهجرة إلى أوروبا، فقد حاولت مجموعات متكررة بشكل متزايد من آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط استغلالها للوصول إلى أوروبا الغربية. على الرغم من وباء الفيروس التاجي، فإن عدد الأشخاص الذين تم اعتراضهم أثناء عبورهم ألبانيا في عام 2020 قد تضاعف ثلاث مرات، وفقًا لتقارير من السلطات الألبانية.
فيما يتعلق بالقارة الأوروبية بشكل عام، وفقًا للبيانات الصادرة عن "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" (UNHCR)، في عام 2020، كان من الممكن أن يصل ما مجموعه 94000 مهاجر، منهم 5626 في شهر ديسمبر وحده. من بين الدول الأوروبية، كانت إسبانيا الدولة التي استقبلت أكبر عدد من الأشخاص، حيث سجلت 41000 وافد، تليها إيطاليا بأكثر من 31100 شخص، واليونان بـ 15500 ، ومالطا بـ 3000 وافد، وقبرص بحوالي 1000 وافد. في عام 2020 أيضًا، بلغ عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في البحر 1،152، وفقًا لبيانات من "المنظمة الدولية للهجرة" (IOM)، والتي كشفت أيضًا عن تسجيل أعلى معدل وفيات في وسط البحر الأبيض المتوسط.
أظهرت البيانات المسجلة في عام 2020 انخفاضًا في كل من عدد الوافدين و نسبة الوفيات مقارنة بعام 2019، حيث بلغ إجمالي عدد المهاجرين الوافدين إلى أوروبا 126663 شخصًا وعدد الوفيات في البحر الأبيض المتوسط 1885. ووفقًا للبيانات الأولية من فرونتكس، في عام 2020، كان من الممكن أن يكون هناك انخفاض بنسبة %23 عمليات العبور غير القانونية لحدود الاتحاد الأوروبي، ويرجع ذلك أساسًا إلى تأثير الفيروس التاجي والتدابير التقييدية التي تبنتها الحكومات الأوروبية.