في 10 ديسمبر 2020، أعلن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. جاء هذا القرار بعد عدة أسابيع من التوتر في جنوب المنطقة المتنازع عليها وإعلان جبهة البوليساريو أن وقف إطلاق النار المعمول به منذ عام 1991 قد جرى كسره.
وقالت "لوموند" أن بالنسبة للمغرب، يعتبَر هذا انتصارًا مهمًا يعزز الطابع المغربي للمستعمرة الإسبانية السابقة. في ظل وضع اجتماعي واقتصادي صعب للمملكة، من المتوقع استثمارات ومساعدات مالية بالإضافة إلى الوصول إلى التسلّح الذي سيسمح للمغرب بالتنافس مع الجيش الجزائري الذي لا يزال يُنظر إليه على أنه تهديد. وبذلك، فإن «دونالد ترامب»، الرئيس الاستثنائي عند المغادرة، يضفي الطابع الرسمي فقط على "الموقف الضمني" للولايات المتحدة.
وتابعت الصحيفة الفرنسية قائلة بأنه في غياب اتفاق بين جبهة البوليساريو ومن دون دعم من الأمم المتحدة، فإن هذا الإعلان يبدو وكأنه "انقلاب في القوة" لا يعني عودة وشيكة للمفاوضات أو تغيير في الإطار الذي وضعته الأمم المتحدة. قبل كل شيء، من خلال ربط مسألة سيادة الصحراء بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، جازف الملك «محمد السادس» بإهانة جزء كبير من الرأي العام المغربي.
ورأت الصحيفة الباريسية أنه رغم كل الاحتياطات اللغوية، فإن هذا الانتصار قد يتحول إلى هزيمة أخلاقية إذا لم تتطور قضية الفلسطينيين بشكل إيجابي في الأسابيع المقبلة. هذا، على الأقل، هو ما يشعر به جزء من المجتمع المغربي يدعم الطابع المغربي للصحراء الغربية، بينما يتأثر بحالة الحقوق والحريات في هذه المنطقة المتنازع عليها وكذلك بإنكار الحقوق الفلسطينية.
دعوات للاحتجاج على التطبيع مع إسرائيل
بالطبع، كان المغاربة يعلمون بوجود علاقات غير رسمية بين البلدين، لكن غالبيتهم رفضوا تصديق إعادة العلاقات الرسمية مع الحكومة الإسرائيلية دون أن تكون الأخيرة قد قدّمت في البداية إشارات مهمة لصالح المقترحات الفلسطينية. على الرغم من التذكير بموقف المغرب الذي لم يتغير بشأن الحل الداعم لإقامة دولتين، ووضع القدس وحق الفلسطينيين في العودة، هناك قلق كبير بين العديد من المغاربة. حتى لو اختلفت الآراء حول مدى الحقوق الفلسطينية، وجد العالم السياسي والترابطي المغربي أن هذه القضية نقطة تجمع.
وبينما أشادت مجموعة من الجمعيات الأمازيغية بتطبيع العلاقات باسم الروابط مع الجالية اليهودية الإسرائيلية من أصل مغربي - والتي غالبًا ما تكون غارقة في الهوية البربرية - فقد أعربت أيضًا عن رغبتها في التذكير بضرورة الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، على حد قول صحيفة "لوموند الفرنسية.