وبحث الجانبان خلال اللقاء آخر مستجدات الوضع في فلسطين وعملية السلام في الشرق الأوسط، وكيفية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى ناقش كلا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. من جانبه، جدد أمير «آل ثاني» تأكيد موقف قطر الثابت من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ودعم شعب فلسطين لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا للقرارات المقررة. دوليا مثل حل الدولتين ومبادرة السلام العربية. و«عباس» من جهته أبدى تقديره للموقف الذي اتخذته الدوحة ودعمها لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.
وأشار مراسل الجزيرة إلى أن زيارة 14 ديسمبر تأتي في أعقاب التطورات الإقليمية والدولية الأخيرة، بما في ذلك ترشيح المرشح الديمقراطي الأمريكي، «جو بايدن»، لرئاسة البيت الأبيض، واتفاقيات التطبيع المختلفة الموقعة. من إسرائيل مع دول خليجية وإفريقية، بوساطة واشنطن. بالإضافة إلى ذلك، قيل إنها كانت واحدة من أولى رحلات «عباس» إلى الخارج، بعد الحصار الناجم عن وباء كوفيد-19.
وكشفت مصادر فلسطينية بعد ذلك لصحيفة "العرب"، أن زيارة رئيس السلطة الفلسطينية في 14 ديسمبر كانت تهدف إلى الحصول على ضمانات ودعم من الدوحة، في وقت شهدت فيه جهات فاعلة مختلفة من العالم العربي، التي من بينها مصر والسعودية اللتان تضغطان على عباس من أجل أن يلتزم بطريق السلام الذي حصل بفضل اتفاقيات التطبيع الأخيرة على زخم جديد. على وجه التحديد، وبحسب بعض المحللين، فإن الأمل هو أن يجلس الفلسطينيون على طاولة مفاوضات جديدة مع نظرائهم الإسرائيليين، من أجل الاستمرار في طريق حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وبحسب المصادر، فإن القاهرة كانت ستنصح رئيس السلطة الفلسطينية، «محمود عباس» بأن يكون أكثر انفتاحًا على تلك الدول التي قررت الاقتراب من إسرائيل والشروع في طريق سلام جديد. مثل هذا الافتتاح، كان من الممكن أن تشير إليه مصر، سيحظى بترحيب كبير من قبل العديد من الدول العربية، وخاصة دول الخليج، والمملكة العربية السعودية في المقام الأول. علاوة على ذلك، ووفقًا للقاهرة، فإن هذا سيسمح لدول العالم العربي بالدفاع عن القضية الفلسطينية بمجال أكبر للمناورة، حتى في مواجهة إدارة «بايدن» الجديدة، وسيؤدي إلى إبطاء عمليات التطبيع التي تشجعها إسرائيل بشكل متزايد، والتي تضعف الحق الفسلطيني وتعرض قضيته للخطر إلى درجة قد تجعل الشعب يشعر بكونه دخيلا على المنطقة. لذلك فإن ما طلبته مصر من «عباس» هو أن تظهر نفسها أكثر مرونة وأن تتخلى عن موقف التشدد القوي المعتمد حتى الآن. بالنسبة للقاهرة، يبدو أن الوقت مناسب لإنهاء الجمود بشأن القضية الفلسطينية.
وبحسب ما أوردته العرب، اتجه «عباس» إلى قطر وتركيا كرد فعل على قرار الإدارة الصادر عن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، «دونالد ترامب»، بالترويج لاتفاقات مباشرة بين إسرائيل والدول العربية، دون حل القضية الإسرائيلية الفلسطينية أولاً. ومع ذلك، أدى هذا النهج، وفقًا للعرب، إلى إخراج فلسطين من الرياض وأبو ظبي، قبل كل شيء لأن السلطة الفلسطينية بدت وكأنها انحازت إلى المحور التركي القطري. علاوة على ذلك، تسلط الزيارة غير المعلنة في 14 ديسمبر الضوء على كيف يبحث «عباس» عن دعم من الدوحة، لدفع الرئيس الأمريكي المستقبلي إلى وضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياته، معتبراً أن قطر قريبة من إدارة «بايدن» المقبلة. ومع ذلك، وفقًا للمصادر، طلب «عباس» أيضًا الذهاب إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، لتسهيل التقارب مع هاتين الدولتين، وضمان قنوات حوار أكبر مع رئيس البيت الأبيض المستقبلي.