قصة مؤثرة.. بعد 8 أشهر، أم مهاجرة تحتضن إبنها "المفقود" خلال عملية العبور من تونس إلى إيطاليا - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الجمعة، 25 ديسمبر 2020

قصة مؤثرة.. بعد 8 أشهر، أم مهاجرة تحتضن إبنها "المفقود" خلال عملية العبور من تونس إلى إيطاليا

 الإيطالية نيوز، الجمعة 25 ديسمبر 2020 ـ روت بلدية "ريجيو كالابريا"، الواقعة في جهة كالابريا، جنوب إيطاليا، قصة مؤثرة عاطفيا، بطلاها أم وطفلها البالغ عمره 5 سنوات، افترقا عن بعضهما البعض خلال عبور البحر الأبيض المتوسط في اتجاه إيطاليا.


انتهت "رحلتهما الشاقة المحفوفة بالمخاطر" بعناق دافىء، بعد ثمانية أشهر من الابتعاد والمغامرات المرتبطة بعبور البحر الأبيض المتوسط ​​مع حلم بمستقبل مختلف. الأم وابنها، افترقا رغما عنهما خلال لحظات الرحلة وجرى لمّ شملهما أخيرًا في مدينة "ريدجو إميليا" بعد 8 شهور من الفراق، بفضل مثابرة فتاة وعدت الأم بالاعتناء بالصغير حتى لحظة جمعهما مع بعض.


ووفقا لرواية بلدية ريجيو إيميليا، حضرت فتاة مصطحبة طفل يبلغ من العمر خمس سنوات إلى غرفة الطوارئ في أرخبيل "سانتا ماريا"، مدّعية أنهما من ساحل العاج: ذهبا إلى المستشفى لأن الطفل لم يكن على ما يرام.


في البداية، قالت الفتاة إنها أم الطفل، ثم غيرت أقوالها لاحقا لتقول إنها "عمّته"، لكن اتضح للعاملين الصحيين أن المعلومات المقدَّمة غير كاملة، متناقضة وليست مفصَّلة للغاية. في الأخير، تستسلم الفتاة وتحكي قصة أخرى، وهي القصة الحقيقية.


الطفل ليس قريبها، ولكنه إبن امرأة التقت بها خلال الرحلة من ساحل العاج إلى تونس، حيث انطلق المركب سرا إلى إيطالياأخبرت الأم الحقيقية للطفل الفتاة المعتنية بأنها كانت تريد الوصول إلى فرنسا، حيث يعيش والد الطفل. خلال العمليات السريعة، التي تتسم بالاضطراب، لركوب قوارب ا لحظ والموت، لم تتمكن الأم من صعود المركب بسبب التكدس الهائل أمام القارب، بينما كان إبنها الصغير قد صعد إليه. في تلك اللحظات المثيرة والدرامية، لكونها لم تستطع إنزال إبنها من القارب بسرعة، أوكلت الأم  مهمة الاعتناء بطفلها الصغير إلى فتاة كانت على متن القارب نفسه، هذه الأخيرة، تعهّدت بعدم التخلي عنه حتى وصوله إلى مكان آمن.


بعد أن أكملت بنجاح عبور البحر الأبيض المتوسط، من صقلية، وصلت الفتاة إلى ريجيو إيميليا، من دون وثائق، من دون مكان ثابت لاستضافتها ومع طفل ليس إبنها. لا يزال يتوجب على الأم السفر في ذلك الوقت.


محكمة القصر تدخل على الخط

دخلت محكمة الأحداث على الخط، بعد بلاغ من إدارة المستشفى التي قدمت الرعاية الطبية للصغير المهاجر، فأمرت بإجراء تحقيقات للوصول إلى مصداقية هذه القصة: جرى تعيين وصي قانوني يتلكف بالعناية بالطفل، وفتح تحقيق للتأكد مما إذا كان قاصرا في حالة هجر أو اختطاف أو ضحية للاتجار بالبشر.


مصلحة "الخدمة الاجتماعية"

قررت مصلحة "الخدمة الاجتماعية" بعد جمع المعلومات الأولى والاعتراف بإرادة الفتاة الثابتة للبقاء مع الطفل حتى لمّ شمله مع أمّه، للوفاء بالوعد الذي قطعته ـ وضعهما في منشأة تعليمية، تستخدم عمومًا للاستقبال الأمهات والأطفال.


في غضون ذلك، تمكنت والدته من الوصول إلى إيطاليا، وفي شهر أغسطس تقريبًا  استُضيفت في مركز استقبال في "أَغْريجِنتو"، حيث تمكنت من التواصل مع صديقتها الشابة.


منذ تلك اللحظة، بدأت سلسلة مكثفة من مكالمات الفيديو بين المرأتين، والخدمة الاجتماعية (بالتعاون مع الوسطاء اللغويين، إذ لا يتحدث أي من الأطراف المعنية بالإيطالية)، والوصي، ومشغلو المجتمعات المضيفة وأحيانًا المحامون للمساعدة القانونية.


تكمن صعوبة الخدمة الاجتماعية في أن تفهم عن بعد ما إذا كانت تلك المرأة هي بالفعل أم الطفل وما إذا كانت لم تتخلى عنه عمدًا؛ من ناحية أخرى، فإن القضية بالنسبة للمرأة هي الثقة في أن الخدمة الاجتماعية تريد مساعدتها على لمّ شملها بالطفل.


وتتبدّد الشكوك عند ملاحظة العاطفة والعلاقة، التي تظهر بوضوح أيضًا في الفيديو، بين الطفل ووالدته. يتضح من سلوكه أن هذا الطفل نشأ في بيئة مليئة بالحب والعلاقات الإيجابية.


إنه طفل فضولي، عنيد، يقظ، تعلّم في غضون شهرين التحدث باللغة الإيطالية، ويكرّر للجميع باستمرار أنه ينتظر والدته. 


على الهاتف، تقوم الأم أيضًا بإشراك الأسرة الأصلية في ساحل العاج في مكالمات الفيديو مع الطفل ويمكن ملاحظة أن الاثنين منغمسون في شبكة كثيفة من العلاقات: للطفل أجداد وأعمام وأبناء عم يمزح معهم ويضحك.


لذلك تقرر الإصرار، بحيث يمكن استضافة الأم في مركز استقبال في "ريجيو إيميليا" وبمساعدة محافظة ريجيو إميليا والتعاونية الاجتماعية L'Ovile، بعد الخطوات البيروقراطية العديدة والمعقدة، يوم 22 ديسمبر 2020، وصلت الأم أخيرًا إلى "ريجيو إميليا" ورأت طفلها مرة أخرى.


الصورة التي التقطت توثق أول عناق بين الاثنين، بعد ثمانية أشهر على الأقل من الفراق.


المشهد، ولا سيما صرخة الأم عندما عانقت طفلها، خلق عاطفة لا توصف في جميع الأشخاص، والمشغلين الذين كانوا في ذلك الوقت في مقر المركز الاجتماعي.


الآن، نحن ننتظر من المحكمة أن تعبر رسميًا عن نفسها بشأن إمكانية أن يعيش كلاهما معًا في مركز الاستقبال الذي يستضيف الأم. في غضون ذلك، سيتم تفضيل اللقاءات الشخصية بين الأم والطفل بكل الطرق.


وبدلاً من ذلك، تم الترحيب بالصديقة الشابة في مركز استقبال طالبي اللجوء، حيث ستبدأ رحلتها الشخصية.


وصف البعض هذه القصة بأنها "معجزة عيد الميلاد". كل من عمل لإحضار هذه الأم إلى "ريجيو إيميليا" يعرف أن كل هذا هو نتيجة عمل العديد من الأشخاص، والاستعداد للاعتقاد بأن هذه القصة يمكن أن يكون لها نهاية سعيدة.