«يوسف بلا»، سفير المملكة المغربية في إيطاليا وألبانيا ومالطا وسان مارينو |
أكد سفير المملكة المغربية في إيطاليا وألبانيا ومالطا وسان مارينو، السيد «يوسف بلا» (Youssef Balla)، أن أوروبا مدعوة للانخراط في الدينامية الحالية التي أحدثها الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، من أجل طي صفحة هذا النزاع المفتعل بشكل نهائي.
وذكر السيد «بلا» أن “هذا الإعتراف مهم لأنه صادر عن قوة عظمى، بلد صديق وعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
وأكد الدبلوماسي المغربي، في حديث خص به المجلة الإيطالية “Formiche” أنه “سيكون من الأفضل لأوروبا، بالنظر لماضيها التاريخي وعلاقاتها البشرية والاقتصادية مع بلدان المنطقة، أن تنخرط في دينامية مماثلة بهدف التوصل إلى حل نهائي للنزاع المفتعل حول مغربية الصحراء”.
وفي معرض رده على سؤال حول وجود بعض القوى العظمى مثل الولايات المتحدة التي تتعزز أكثر فأكثر في إفريقيا على حساب أوروبا، أشار سفير المملكة المغربية لدى إيطاليا إلى أن أوروبا مرتبطة تاريخيا واقتصاديا بإفريقيا، لكن يجب أن تضاعف جهودها على اعتبار أن هناك فاعلين جدد يستقرون فيها اليوم ويخوضون منافسة شرسة.
وأوضح في هذا السياق، أن “العمل الأوروبي، وأساسا من خلال سياسة الجوار الأوروبية، مدعو للتطور من أجل إشراك الجنوب أكثر في القرارات التي تهمه وخلق أوجه التآزر على المستويات المحلية، الإقليمية والقارية”، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المغرب ملتزم مع الاتحاد الأوروبي بتوطيد شراكة متينة ومبتكرة وخلاقة تتناسب مع رهانات اللحظة.
وأوضح السفير من جهة أخرى، مزايا استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل لخدمة السلم.
وأوضح أن “إعادة تنشيط هذه العلاقات، التي كانت قائمة منذ سنوات نظرا لأهمية الجالية اليهودية المغربية في إسرائيل وفي العالم، سيتم تسخيرها من أجل إحلال السلام وتعزيز التقارب”، مبرزا أن “المجتمع الدولي يعترف بالدور المهم للمغرب في عملية السلام بالشرق الأوسط”، وأن “القضية الفلسطينية في قلوب كل المغاربة وعلى رأسهم صاحب الجلالة الملك «محمد السادس»”.
وردًا على السؤال الآتي: هل تعتقد أنه مع رئاسة «بايدن» يمكن أن يتغير شيء؟
قال السفير المغربي لدى روما: "للمغرب علاقة صداقة وعلاقات علمانية مع الولايات المتحدة. كنا أول دولة تعترف بدولة أمريكا الشمالية في عام 1777 وقد تعززت علاقاتنا بفضل تحالف استراتيجي قوي قائم على الحوار الدائم. من الناحية الاقتصادية، المغرب هي الدولة الأفريقية / العربية الوحيدة التي لديها اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة وتتمتع بوضع الحليف الرئيسي لواشنطن خارج الناتو. في الواقع، نتشارك في رؤية مشتركة في العديد من القطاعات، والعلاقة الأمنية والعسكرية تشهد على المستوى العالي جدًا من التعاون الذي يرى بلادنا الشريك الرئيسي في تنفيذ أكبر مناورات عسكرية مشتركة في المغرب مع جيشنا.
وإن شراكتنا هي شراكة خاصة للغاية، تقوم على الحوار والصداقة مع كل من الإدارة الجمهورية والديمقراطية. لطالما شاركت جميع الإدارات في الموقف الأمريكي بشأن قضية الصحراء المغربية، ويعتبر الاعتراف الأخير بالسيادة الكاملة للمغرب على كامل صحرائه تطورًا طبيعيًا ومنطقيًا لدعم "مبادرة الحكم الذاتي" التي قدمها المغرب في عام 2007 إلى الأمم المتحدة التي تعتبرها هذه الأخيرة اقتراح سياسي جاد و ذو مصداقية وواقعية."
وواصل: "إذا احتفل المغرب، من ناحية، بالاعتراف بالصحراء الغربية التي لطالما اعتُبرت جزءًا من أراضيه الوطنية، فمن ناحية أخرى لا يمكن التغاضي عن وجود أولئك الذين لم ينظروا بإيجابية إلى استئناف العلاقات مع إسرائيل، ملمحين إلى كونها مجرد مقايضة. باختصار، إعادة ترميم العلاقات مع إسرائيل عملية بسيطة تعادل المغرب وتاريخه في الشرق الأوسط. لماذا هذا التحليل وإعادة البناء خاطئ؟"
وفي رده عن عواقب استئناف العلاقات مع إسرائيل على فلسطين وشعبها، قال السفير المغربي «يوسف بلا»: "هذا الاعتراف الأمريكي لا يعني التخلي عن قضية الأشقاء الفلسطينيين، بل على العكس من ذلك، سيخدمها من خلال إعادة تفعيل هذه الآليات. هذه خطوة مهمة للغاية إلى الأمام ستخدم قضية فلسطين. وكرر الملك «محمد السادس» ذلك لكل من الرئيس الأمريكي والرئيس الفلسطيني. موقف يقوم على ثلاث أسس: الالتزام بحل يقوم على دولتين، واحدة فلسطينية والأخرى إسرائيلية. مبدأ التفاوض المباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين باعتباره العملية الوحيدة لتحقيق سلام دائم. وأخيراً، كرئيس للجنة القدس (القدس) التي أنشأتها منظمة التعاون الإسلامي، فإن جلالة الملك ملتزم بالحفاظ على الطابع الإسلامي للمدينة المقدسة وانفتاحها على جميع ممارسي الديانات السماوية الثلاث."
وفي رد على سؤال أخير بشأن منافع ضم الصحراء المغربية المتنازع عليها أمميا إلى حضن السيادة المغربية على أراضيه: ما الذي يتغير بشكل ملموس (الاقتصاد والسياسة والعلاقات والاستثمارات) مع هذا القرار من قبل ترامب وكيف يمكن لإيطاليا اقتطاع مساحة في هذا التغيير؟
رد السفير المغربي لدى روما: "كما قلت، بالإضافة إلى الصداقة التي تعود إلى قرون بين البلدين، فإننا نتشارك في حوار استراتيجي قوي لأننا نسترشد بالرغبة في بناء مستقبل أكثر أمانًا وازدهارًا لتطلعات مواطنينا في جميع القطاعات. لطالما كانت مناطق جنوب المغرب جزءًا لا يتجزأ من هذا التعاون الثنائي، ويمثل إعلان الرئيس الأمريكي «ترامب» عن الافتتاح الوشيك للقنصلية العامة في مدينة الداخلة المغربية خطوة مهمة في عملية تعزيز هذه العلاقات. في الواقع، تتمتع المنطقة بإمكانات اقتصادية كبيرة في مختلف القطاعات الاستراتيجية، خاصة بفضل خطة التنمية الجديدة التي أطلقتها الملك «محمد السادس» باستثمارات تزيد عن 8 مليارات دولار، بهدف تحويل المنطقة إلى منصة اقتصادية، والتي سيتم توحيدها بميناء "الداخلة الأطلسي". سيسمح هذا الميناء باستكمال ميناء طنجة المتوسط من خلال توسيع الاتصال البحري بين المغرب وبقية العالم. سيكون قطاع الطاقة، وخاصة الطاقات المتجددة، في قلب الاستثمارات المستقبلية."
وقّع المغرب، الثلاثاء 22 ديسمبر، على اتفاقية مع "المؤسسة الأمريكية لتمويل التنمية" (DFC) لحشد استثمارات عالمية بقيمة 5 مليارات دولار في المغرب والمنطقة. هذا المشروع جزء من مبادرة "بروسبر أفريكا" الأمريكية لتحويل المغرب إلى مركز اقتصادي إقليمي. البيانات تتحدث عن نفسها. إنها منطقة تشهد تطورًا اقتصاديًا قويًا، لدرجة أنها الأولى من حيث الناتج المحلي الإجمالي على المستوى الوطني (%11.5+)، والثالثة بالنسبة للاستثمارات العامة الوطنية والثالثة بالنسبة للاستثمارات في البنية التحتية.