في هذا الصدد، أفادت قناة الأخبار التلفزيونية الإسرائيلية (i24News) ـ قناة ناطقة بالعربية وتستهدف المجتمع العربي، انطلقت بتاريخ 17 يوليو 2013، يقع مقرها في ميناء "يافا" بتل أبيب، والمقر الثاني في لوكسمبورغ ـ بأن المغرب أطلق إصلاحا للمدارس وصفه البعض بأنه "تسونامي": "سيحدث قريبا تعليم تاريخ وثقافة الجالية اليهودية للتلاميذ في هذا البلد حيث الإسلام هو دين الدولة."
وأضاف التلفزيون الإسرائيلي، نقلا عن وزارة التربية الطنية المغربية، بأن الدروس الأولى ستقدَّم باللغة العربية في الربع المقبل من العام الأخير للمدارس الإبتدائية، حيث يبلغ عمر التلاميذ حوالي 11 عاما.
وقال «سيرج بيردوغو» (Serge Berdugo)، الأمين العام لمجلس الجالية اليهودية في المملكة، الذي اتصلت به وكالة فرانس برس في الدار البيضاء: "هذه المقدمة هي الأولى من نوعها في العالم العربي، ولها تأثير "تسونامي".
وستحتوي المقررات الدراسية الابتدائية من بين ثقافات أخرى، على فضاء خاص يقوم بالتعريف بـ"الهندسة"، و"الموسيقى" و"المطبخ" اليهودي" و"الرافد اليهودي" للثقافة المغربية، مع فصل مخصص للسلطان سيدي «محمد بن عبد الله»، المعروف بإسم «محمد الثالث» (القران الـ18).
اختار هذا السلطان العلوي ميناء "موغادور" وقلعتها التي بناها المستعمرون البرتغاليون لتأسيس مدينة الصويرة، وهي مركز دبلوماسي وتجاري أصبحت تحت قيادته المدينة الوحيدة في بلد إسلامية ذات الأغلبية السكانية. يهود، مع حتى 37 معبدًا يهوديًا.
في السياق نفسه، يوضح «فؤاد الشفيقي»، مدير البرامج المدرسية في وزارة التربية المغربية، "على الرغم من أن الوجود اليهودي في المغرب يسبق القرن الثامن عشر، إلا أن الدليل التاريخي الوحيد الموثوق به يعود إلى هذه الفترة".
تواجدت الجالية اليهودية في المغرب منذ العصور القديمة، وهي الأكبر في شمال إفريقيا، وقد نمت على مر القرون، لا سيما مع وصول اليهود الذين طردهم الملوك الكاثوليك من إسبانيا منذ عام 1492.
وصل إلى المغرب نحو 250 ألف نسمة مع نهاية الأربعينيات، أو حوالي %10 من السكان. وغادر العديد من اليهود بعد قيام إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1948، وبقي حوالي 3000 منهم في المملكة.
يعد دمج التاريخ اليهودي في المناهج التعليمية المغربية جزءًا من برنامج واسع لإصلاح الكتب المدرسية التي جرى إطلاقها في عام 2014.
لم يعلق الكثير من التعليقات في المغرب، وقد أشادت جمعيتان يهوديتان مقرهما الولايات المتحدة، وهما "اتحاد السفارديم الأمريكي "(Fédération sépharade américaine) و"مؤتمر الرؤساء"(CoP).
وقالت هذه الجمعيات في بيان صحفي نشر على تويتر في منتصف نوفمبر "إن السماح للتلاميذ المغاربة بمعرفة تاريخهم الكامل من التسامح، بما في ذلك محبة السامية المغربية، هو لقاح ضد التطرف".
بعد فترة وجيزة، وقعت وزارة التربية والتعليم المغربية اتفاقية شراكة مع جمعيتين يهوديتين مغربيتين "لتعزيز قيم التسامح والتنوع والتعايش في المدارس والجامعات".
ومن الناحية الرمزية، اتفق ممثلو الجالية اليهودية مع الديوان الملكي على تأسيس "دار الذاكرة بالصويرة"، وهو متحف مخصص للتعايش بين اليهود والمسلمين. جرى التوقيع على هذه الاتفاقية بالأحرف الأولى في حضور المستشار الملكي «أندريه أزولاي» (André Azoulay)، وهو رجل شبكة للديانة اليهودية، مكرس أنشطته، إلى جانب كونه مستشارا خاصا للملك، للترويج للتسامح الديني.