قبل التوقيع الرسمي على التطبيع مع إسرائيل..المغرب يقرر تعليم "الثقافة اليهودية" في المدارس الابتدائية" - الإيطالية نيوز

قبل التوقيع الرسمي على التطبيع مع إسرائيل..المغرب يقرر تعليم "الثقافة اليهودية" في المدارس الابتدائية"

الإيطالية نيوز، الخميس 17 ديسمبر 2020 ـ في مبادرة جديدة واستثنائية تستهدف مواصلة تحديث مناهج ومقررات التربوية والتعليمية، قررت وزارة التربية والتعليم المغربية إدراج دروس تهم الثقافة اليهودية في البلاد، وذلك قبيل مراسيم التوقيع على اتفاق التطبيع مع إسرائيل ومنحه الصفة الرسمية، وهذا يعزى إلى الاهتمام الكبير لملك المغرب، «محمد السادس» بالموروث الثقافي لليهودية، الديانة التي تمثل أقلية وجزءا من الموروث الثقافي المغربي.


في هذا الصدد، أفادت قناة الأخبار التلفزيونية الإسرائيلية (i24News) ـ قناة ناطقة بالعربية وتستهدف المجتمع العربي، انطلقت بتاريخ 17 يوليو 2013، يقع مقرها في ميناء "يافا" بتل أبيب، والمقر الثاني في لوكسمبورغ ـ بأن المغرب أطلق إصلاحا للمدارس وصفه البعض بأنه "تسونامي": "سيحدث قريبا تعليم تاريخ وثقافة الجالية اليهودية للتلاميذ في هذا البلد حيث الإسلام هو دين الدولة."

وأضاف التلفزيون الإسرائيلي، نقلا عن وزارة التربية الطنية المغربية، بأن الدروس الأولى ستقدَّم باللغة العربية في الربع المقبل من العام الأخير للمدارس الإبتدائية، حيث يبلغ عمر التلاميذ حوالي 11 عاما.


وقال «سيرج بيردوغو» (Serge Berdugo)، الأمين العام لمجلس الجالية اليهودية في المملكة، الذي اتصلت به وكالة فرانس برس في الدار البيضاء: "هذه المقدمة هي الأولى من نوعها في العالم العربي، ولها تأثير "تسونامي".


وستحتوي المقررات الدراسية الابتدائية من بين ثقافات أخرى، على فضاء خاص يقوم بالتعريف بـ"الهندسة"، و"الموسيقى" و"المطبخ" اليهودي" و"الرافد اليهودي" للثقافة المغربية، مع فصل مخصص للسلطان سيدي «محمد بن عبد الله»، المعروف بإسم «محمد الثالث» (القران الـ18).


اختار هذا السلطان العلوي ميناء "موغادور" وقلعتها التي بناها المستعمرون البرتغاليون لتأسيس مدينة الصويرة، وهي مركز دبلوماسي وتجاري أصبحت تحت قيادته المدينة الوحيدة في بلد إسلامية ذات الأغلبية السكانية. يهود، مع حتى 37 معبدًا يهوديًا.


في السياق نفسه، يوضح «فؤاد الشفيقي»، مدير البرامج المدرسية في وزارة التربية المغربية، "على الرغم من أن الوجود اليهودي في المغرب يسبق القرن الثامن عشر، إلا أن الدليل التاريخي الوحيد الموثوق به يعود إلى هذه الفترة".


تواجدت الجالية اليهودية في المغرب منذ العصور القديمة، وهي الأكبر في شمال إفريقيا، وقد نمت على مر القرون، لا سيما مع وصول اليهود الذين طردهم الملوك الكاثوليك من إسبانيا منذ عام 1492.


وصل إلى المغرب نحو 250 ألف نسمة مع نهاية الأربعينيات، أو حوالي %10 من السكان. وغادر العديد من اليهود بعد قيام إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1948، وبقي حوالي 3000 منهم في المملكة.


يعد دمج التاريخ اليهودي في المناهج التعليمية المغربية جزءًا من برنامج واسع لإصلاح الكتب المدرسية التي جرى إطلاقها في عام 2014.


لم يعلق الكثير من التعليقات في المغرب، وقد أشادت جمعيتان يهوديتان مقرهما الولايات المتحدة، وهما "اتحاد السفارديم الأمريكي "(Fédération sépharade américaine) و"مؤتمر الرؤساء"(CoP).


وقالت هذه الجمعيات في بيان صحفي نشر على تويتر في منتصف نوفمبر "إن السماح للتلاميذ المغاربة بمعرفة تاريخهم الكامل من التسامح، بما في ذلك محبة السامية المغربية، هو لقاح ضد التطرف".


بعد فترة وجيزة، وقعت وزارة التربية والتعليم المغربية اتفاقية شراكة مع جمعيتين يهوديتين مغربيتين "لتعزيز قيم التسامح والتنوع والتعايش في المدارس والجامعات".


ومن الناحية الرمزية، اتفق ممثلو الجالية اليهودية مع الديوان الملكي على تأسيس "دار الذاكرة بالصويرة"، وهو متحف مخصص للتعايش بين اليهود والمسلمين. جرى التوقيع على هذه الاتفاقية بالأحرف الأولى في حضور المستشار الملكي «أندريه أزولاي» (André Azoulay)، وهو رجل شبكة للديانة اليهودية، مكرس أنشطته، إلى جانب كونه مستشارا خاصا للملك، للترويج للتسامح الديني.

بوريطة: علاقات المغرب مع إسرائيل "كانت طبيعية" حتى قبل الاتفاق

أكد وزير الخارجية المغربي «ناصر بوريطة» في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرنوت" التي تعد من بين أكثر الصحف العبرية مبيعاً ان علاقات بلاده بإسرائيل كانت طبيعية حتى قبل اتفاق التطبيع مع الدولة العبرية. وقال بوريطة للصحيفة الإسرائيلية: "من وجهة نظرنا، نحن لا نتحدث عن تطبيع لأن العلاقات كانت أصلاً طبيعية، نحن نتحدث عن استئناف للعلاقات بين البلدين كما كانت سابقاً، لأن العلاقة كانت قائمة دائماً. لم تتوقف أبداً".

كما أشاد «بوريطة» بالاستقلال الديني والمجتمعي الذي يتمتع به يهود المغرب ، مشيرًا إلى أن دستور المملكة هو الوحيد الذي يعترف بجميع الديانات الإبراهيمية.

وقال "الجالية اليهودية في الدار البيضاء على سبيل المثال لديها محكمة دينية خاصة بها وكنيس يهودي وأتباعها يحصلون على حرية كاملة في ممارسة الشعائر الدينية".

وأضاف "الجالية اليهودية المغربية في إسرائيل، التي يبلغ تعدادها 700 ألف نسمة، ما زالت تتمتع بعلاقة خاصة مع المغرب. مما أفهمه، زار ما يقرب من 70 ألف إسرائيلي المملكة العام الماضي فقط.

وواصل وزير خارجية المملكة المغربية "من وجهة نظرنا، نحن لا نتحدث عن التطبيع لأن العلاقات كانت طبيعية بالفعل. نحن نتحدث عن إعادة إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات المملكة المغربية وإسرائيل، لأنه كانت هناك أصلا علاقات طوال الوقت. ولم تتوقف أبدًا. "

وأعلن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته «دونالد ترامب» الخميس 10 ديسمبر اعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة المتنازع عليها، وعن اتفاق تطبيع للعلاقات بين المغرب وإسرائيل، رحب به أيضاً رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتانياهو».

ومنذ السبت 12 ديسمبر اعتمدت الولايات المتحدة "خارطة رسمية جديدة" للمغرب تضم الصحراء الغربية التي تتنازع على سيادتها منذ عقود الرباط وانفصاليو جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.

والمغرب الذي أقام علاقات رسمية مع إسرائيل أواخر تسعينات القرن الماضي بعد اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين، هو رابع بلد عربي هذا العام يعلن عن اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد الإمارات والبحرين والسودان. وكان المغرب قد أغلق مكتب الارتباط في "تل أبيب" عام 2000 في بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية.