إسبانيا، إقليم غاليسيا يُتوِّج المغربية «سناء أبوفارس» (16 عاما) بوسام الاستحقاق لتفوقها على 600 طالب متميز - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2020

إسبانيا، إقليم غاليسيا يُتوِّج المغربية «سناء أبوفارس» (16 عاما) بوسام الاستحقاق لتفوقها على 600 طالب متميز

الإيطالية نيوز، الثلاثاء 1 ديسمبر 2020 ـ منحت "حكومة غاليسيا" (Xunta de Galicia)، في إسبانيا،  الفتاة المغربية «سناء أبوفارس» جائزة استثنائية لحصولها على أكثر من 9 كمعدل وسيط في المدرسة الثانوية، وأفضل العلامات في امتحان جماعي شارك فيه 600 طالب متميز.

ووفقا لما روته صحيفة "إلباييس" الإسبانية، تعد «سناء أبوفارس»، البالغة من العمر 16 عاما، من بين الـ20 مراهقا المنتمين لـ"غاليسيا" الذين نالوا الجائزة نفسها.

وأوضحت «مونتسي كارابيلوس» (Montse Carabelos) أخصائية اجتماعية في مجلس مدينة "فيلابُوا" (Vilaboa)، حيث تقيم سناء: "إن البرنامج الذي نخططه ونشرف عليه يظهر فعاليته في دمج المهاجرين، بالأخص أن «سناء» من عائلة مغربية مهاجرة تصر على تعليم أبنائها أكثر من ترسيخ ثقافة العثور على عمل في سن مبكرة، وهي عائلة متواضعة ماديا وبسيطة. لكن حتى إذا لم تظهر النتائج على المدى القصير، فإنها أثبتت أن البرنامج قادر على التأثير في الأجيال القادمة وتمكينهم من تحصيل العلم الذي يرغب في تحصيله الطلاب."

"فيلابوا" هي بلدية يقل عدد سكانها عن 6000 نسمة، وتقع بين فيغو وبونتيفيدرا، والتي تتركز فيها واحدة من أكبر الجاليات المغربية في "غاليسيا"، والتي أصبحت تتألف من حوالي 300 مغربي (يعيشون تقريبا في أجواء عائلية: آباء وأمهات وأبناء، عمومة وأقارب". منذ عام 2000، في الفصول الدراسية في المدينة ، وصل حوالي ثلاثين طفلاً من المغرب مع أمهاتهم لالتحاق بالديهم، الذين كرسوا أنفسهم للبيع في الشوارع واستقروا منذ سنوات في هذه المدينة بسبب وسائل الاتصال الجيدة والمستوى الرخيص للمعيشة. تذكر مصادر من مجلس المدينة بشأن أطفال المهاجرين: "لقد جاءوا بحقيبة ظهر: صعوبات لغوية، قلة المساعدة في الواجبات المنزلية لأن والديهم لم يعرفون اللغة جيدًا، أسر كبيرة في منازل صغيرة... هذه عوائق كان علينا التغلب عليها".

في شهر رمضان، كما في عيد الأضحى، تذهب العائلات إلى المغرب ويتغيب الصغار عن الدراسة. تقول الإخصائية الاجتماعية: "لقد عملوا هناك بجد وكانت المزايا التي حصلوا عليها مرتبطة بالتعليم". وأضافت: "انتهى الأمر بالعائلات إلى إدراك أهمية تدريس أطفالهم. كيف! لقد شاهدوا أطفالهم ينهون المدرسة الثانوية ويطورون حياتهم الفكرية ويخططون لصناعة مستقبلهم بشكل أفضل، ربما بالشكل الذي كان يحلم آباءهم بتحقيقه. الآن هم يقدّرون للغاية أهمية النظام التعليمي وآفاقه. ومن الإنجازات التي تساهم في تقوية الطموح هنا بالنسبة للجالية المغربية هو عمل مواطنة مغربية في "فيلابوا" كطبيبة مختصة في جراحة القلب".

في هذا السياق، يقول «عبد المجيد أبوفارس»، والد «سناء»، وهو بائع متجول وأب فخور بـ«سناء»، من مدينة الفقيه بن صالح الواقعة وسط المغرب: ”إذا لم تكن هناك دراسات، لا يوجد شيء، فالجهل والعمي شيء واحد، والجاهل عدو نفسه قبل أن يكون عدو الأخرين، وكما تعلمون، فإن العداوة طريق إلى التطاحن، والتطاحن عاقبته الفناء“. أما والدة «سناء»، السيدة «حسناء واعليم»، وعي عاملة تنظيف، تسلط الضوء في حديثها عن مدى "العمل الجاد" لإبنتها التي ولدت في غاليسيا عام 2004: "لقد أمضت كل عطلتها في الدراسة وتحصيل العلم“. بهذا التفاني، تؤكد المدرسة العامة المتكاملة (CPI)، "ضو تورال" (do Toural)، حيث درست الفتاة المغربية حتى السنة الرابعة من المدرسة الإعدادية (ESO). 

 في هذا الصدد، تقول «كريستينا غونزاليس» (Cristina González)، مستشارة المركز، التي تسلط الضوء على التعاون "الوثيق بين المدرسة ومصلحة الخدمات الاجتماعية والدفاع عن التعددية الثقافية في الفصل: ”تمكنت هذه المراهقة "الرفيقة والسعيدة والطيبة" من كسر الحواجز الاجتماعية والاقتصادية.“

تتحدث سناء العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والجاليكية (لغة مواطني غاليسيا). إنها تدرك أن قصتها تثير أسئلة كثيرة. ردا على هذا الطرح، قالت سناء: "إن التحيزات هي مفاهيم خاطئة إذا ارتبطت بأشياء لا يدركها الناس أو يستعصي عليهم استيعابها استيعابا جيدا. ويحضرني مثال، ربما ينطبق على ذلك، أشبهه بمثابة كتاب بغلافه، أو تنجذب للكتاب أو تنفره انطلاقا من الغلاف من دون أن تحاول الاطلاع على محتواه. في يوم مضى، قال لي أحد الزملاء: "كيف يمكنك أن تكوني عربية ذكية جدا؟ رديت قائلة ببساطة: "بأن تحترم كل شيء وتعطي لكل شيء قدره، سواء كان جمادا أو متحركا. هذا يجعلني في معظم الأحيان أشعر بأنني محترمة".

هذه الطالبة اللامعة، التي تعيش مع والديها وشقيقيها وجدها، تميل نحو العلم رغم أنها لا تعرف حتى الآن المهنة التي تريد دراستها. بعد الانتهاء من المدرسة الإعدادية، تسافر كل يوم إلى "بونتيفيدرا" للذهاب إلى الفصل في معهد في هذه المدينة لأنه لا توجد مدرسة ثانوية في بلدتها. في هذا السياق، مطلوب المزيد من المساعدة لأطفال المدارس الذين يعانون من صعوبات مالية. ترغب سناء، على سبيل المثال، في تحسين لغتها الإنجليزية في رحلة مدرسية أو تبادل، لكن عائلتها لا تستطيع ذلك. وقالت «سناء»: "نحن بحاجة إلى مزيد من المساعدة حتى تكون الفرص المتكافئة حقيقية. نحن لم نختر هذا الوضع ".

وفقًا لبيانات هيئة مجتمع "Eurydice"، يتسرب %31.9 من الطلاب من أصل أجنبي من المدرسة قبل الانتهاء من المدرسة الإعدادية مقارنة بـ %15.6 من الطلاب المولودين في البلاد، مما يضع إسبانيا على رأس أوروبا في هذه الإحصائية المحزنة .

وجرى حصول «سناء أبوفارس» على الجائزة الإستثنائية التي منحتها حكومة إقليم غاليسيا مع هدية مالية قدرها 750 يورو. وتقول «سناء» إنها دخلت الامتحان الذي أجري في سبمتبر "متوترة جدا" وغادرت الفصل وهي مقتنعة بأنها لن تحقق التميز. 

أخيرا، قالت مستشارة المدرسة: "نأمل أن تكون قصتها بمثابة مرجع للأولاد الأخرين وتغلق بعض الأفواه المحبّطة والهدّامة. كان هناك أشخاص قالوا إن المستوى في هذه المدرسة قد انخفض بسبب وجود العديد من الطلاب من أصول مهاجرة".