أهم توضيحات السفيرة المغربية لدى مدريد لصحيفة إسبانية بشأن الصحراء المغربية وقضية سبتة ومليلية - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

أهم توضيحات السفيرة المغربية لدى مدريد لصحيفة إسبانية بشأن الصحراء المغربية وقضية سبتة ومليلية

السفيرة المغربية لدى مدريد، «كريمة بنيعيش»، خلال المقابلة مع "الإسبانيول"
الإيطالية نيوز، الأحد 27 ديسمبر 2020 ـ أجرت السفيرة المغربية لدى مدريد، «كريمة بنيعيش»، لقاء مع صحيفة "إسبانيول" لمناقشة أهم القضايا التي تهم العلاقة بين المملكة المغربية وجارتها الإسبانية.

وأثناء المحادثة، أعربت «بنيعيش»، التي فتحت أبواب مقر إقامتها في مدريد لتوضيح أهم الأسئلة التي تهم علاقة المملكتين، عن ارتياحها لأن الولايات المتحدة اعترفت بسيادة بلادها على الصحراء الغربية: "هذا الاعتراف شيء طبيعي ويمثل لحظة تاريخية عظيمة في علاقاتنا"، على حد قولها. كما أعلنت عن افتتاح "القنصلية الثامنة عشرة في المناطقنا الجنوبية للمملكة، تحديدا، بين الداخلة والعيون" قريبًا.

وتقول السفيرة "هذا الاعتراف من قبل الولايات المتحدة حدث من خلال مرسوم رئاسي، وهو فرصة لإنصاف المغرب، البلد الذي يعاني من صراع مصطنَع منذ 45 عاما". وحول ما إذا كان يخشى أن يؤدّي وصول بايدن إلى البيت الأبيض إلى تغيير الوضع الراهن، قالت ما يلي: "إنه مرسوم رئاسي أمريكي. والمغرب، مهما كانت الإدارة السارية في واشنطن، حافظ على علاقات استثنائية دائمًا.

من ناحية أخرى، تشير السفيرة «بنيعيش»  إلى أنه "في وقت الرئيس «كلينتون»، رحّبت الولايات المتحدة بهذه الخطة ووافقت عليها وانضمت إليها دول أخرى كثيرة في العالم، وهي في مرة أعداد متزايدة. لأن جبهة البوليساريو تفقد بالفعل الكثير من الاعتراف الدولي".
«فيليبي السادس» و«خوان كارلوس»
حول ما إذا كانت إسبانيا ستتبع خطوات الولايات المتحدة فيما يتعلق بالصحراء الغربية، فإنها تفضل التميّز. قالت في البداية: "لا أستطيع أن أنطق بكلمات من ابتكاري شخصيا". ثم تشير إلى أنه "نأمل أن تحذو دول كثيرة موقف الولايات المتحدة، وهي قوة عظمى، وهي عضو دائم في مجلس الأمن الدولي. وإذا فعلت ذلك، فذلك لأن هناك حقيقة ولن تساهم فقط في تطوير تلك المناطق من جنوب المغرب المتقدمة أيضا على تنمية المنطقة الإفريقية التي هزتها هذه التحديات".

وأضافت الصحيفة الإسبانية قائلة بأنه على الرغم من أن هذا الوضع قد يزعج مدريد بدرجة أكبر أو أقل، فإن «كريمة بنيعيش» تؤكد في جميع الأوقات أن العلاقات بين الحكومتين جيدة. يبرز الانسجام بين الملكيتين.

وتواصل السفيرة قائلة في حديثها أنه "توجد  دائمًا بين القصرين الملكيين علاقات ممتازة وعلاقات صداقة وأخوة. والعلاقات بين الملكين، جلالة الملك «محمد السادس» وجلالة الملك «فيليب السادس» ممتازة وسلسة وودودة". وتؤكد أنه "في الآونة الأخيرة، منذ اندلاع جائحة كوفيدـ19 (وحتى قبل ذلك)، لديهما اتصالات منتظمة لتبادل المعلومات حول الوضع في كلا البلدين، بما في ذلك تطورات الوباء والتحديات التي نواجهها معًا ".

علاقة الحكومتين
مع الحكومة الإسبانية، هل يوجد هذا التقارب أيضا؟ ردت السفيرة المغربية لدى مدريد "بين الحكومتين، يمكننا القول إنها علاقات استثنائية. إنها علاقة شهدت في السنوات الأخيرة نُضجًا كبيرًا، وهناك حوار كبير بين البلدين من خلال رئيسي الحكومتين ووزيري الخارجية، ووزيري الداخلية ووزيري التجارة وغيرهم. العلاقات كثيفة ومتعددة القطاعات ومهمة. نحن دولتان صديقتان ومتجاورتان لا يفصل بينهما سوى 14 كيلومترًا ".

وتوضّح أن "إسبانيا كانت الشريك التجاري الأول للمغرب منذ سبع سنوات، ما يعني أن العلاقة بين الحكومتين هي بالفعل هيكلية، مع وجود أكثر من ألف رجل أعمال إسباني في المغرب وكذلك مع المواطنين المغاربة الذين يعملون ولديهم شركات في اسبانيا".

وأكدت صحيفة "إسبانيول" أن السفيرة المغربية لم تتردد في الرد على جميع الأسئلة المطروحة، لذلك ناقشت معها أيضا موضوع الاجتماع رفيع المستوى الذي كان من المقرر عقده في شهر ديسمبر 2020 ووقع تأجيله إلى فبراير 2021. توضيحا لهذا الموضوع، قالت السفيرة "أولا وقبل كل شيء، لم يكن إلغاء، لقد قررنا تأجيل الاجتماع رفيع المستوى لأسباب واضحة: الأزمة الصحية. لا يمكن لأحد أن يتظاهر بأنه لم يتأثر بهذا الفيروس. والاجتماع رفيع المستوى هو لحظة تاريخية بالنسبة لدولتين مثل بلدنا وجارته إسبانيا. والاجتماعات رفيعة المستوى مناسبة مهمة للغاية، يمنحنا الفرصة لمواصلة تحديد المعالم التي تطبع البلدين وتجعلهما يتعايشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام وانسجام وتناغم. لذلك، في هذه اللحظة، أردنا أن نمنحها أكبر قدر من الرؤية ونقدم أفضل الظرو. ولهذا السبب جرى تأجيله وهذا التأجيل  قُرّر بالاشتراك بين البلدين".

وبشأن الضغط الذي مارسه النائب الثاني للرئيس، «بابلو إغليسياس» (Pablo Iglesias)، دفاعًا عن إجراء استفتاء حول الصحراء الغربية، أجابت دون تردد: "المغرب لم يعلق، إنها سياسة داخلية إسبانية. إنها مسألة تهم حكومة إسبانيا. السياسة يتم تنفيذه من قبل رئيس، مجلس الوزراء «بيدرو سانشيز» (Pedro Sanchez)، من خلال وزير الشؤون الخارجية. لذلك ... لا يمكنني قول أي شيء بشأن هذا الموضوع". توضيح يبين بشكل صريح أن الرباط لا تأخذ في الاعتبار سوى البيانات الرسمية للحكومة الإسبانية.

سبتة ومليلية
قضية شائكة أخرى هي الوضع في سبتة ومليلية، المدينتان الإسبانيتان اللتان تتمتعان بالحكم الذاتي ولدت دائمًا توترات في علاقات حسن الجوار هذه بين إسبانيا والمغرب. صحيفة "إسبانيول" أن السفيرة عما إذا كانت ترى أن السيادة المشتركة مع إسبانيا على كلا المنطقتين ممكنة.

"في الوقت الحالي، لم يحدث التطرق إلى قضية السيادة المشتركة لسبتة ومليلية. في بعض الأحيان يُعلَن عن أشياء لا تُترجَم إلى واقع. وما نقوم به هو العمل من أجل تنمية جميع مناطقنا".

تذكر «بنيعيش» أن "الوباء أصابنا في جميع أنحاء العالم، ولم يكن أي منا مستعدًا، لا دول جنوب البحر الأبيض المتوسط ​​ولا دول شمال البحر الأبيض المتوسط" وهذا هو السبب الذي دفعها إلى القول إنه تقرر إغلاق خطوات سبتة والمغرب "عندما رأينا ما كان يحدث". وأشار إلى أن "جلالة الملكين أجريا حديثاً مع رئيسي الحكومتين ووزيري خارجيتنا. وتقرر بشكل مشترك إغلاق الحدود لمنع انتشار الفيروس".

في السياق نفسه، لكن خارج اللقاء مع صحيفة الإسبانيول، أوضحت السفيرة «كريمة بنيعيش»، حسب ما رواه موقع "أَتالّيار" (Atalayar) الإسباني، تصريحات رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، الذي تحدث، في مقابلة مع قناة الشرق السعودية، نية المملكة المغربية المطالبة بالسيادة على سبتة ومليلية المحتلتين، وهي تصريحات أثارت جدلا سياسيا داخل المملكة الإسبانية، ودفعت الحكومة الإسبانية استدعاء السفيرة بنيعيش لتقديم توضحات أكثر في هذا الصدد.
وأكدت السفيرة «كريمة بنيعيش»، حسب ما رواه أتاليار"، لإسبانيا أنه لا يوجد أي تغيير بشأن وضع المدينتين المتمتعتين بالحكم الذاتي، بينما يحتفظ المغرب ببعض اللمطالبات التاريخية عليها، في حين أن إسبانيا تتمسك بأن المدينتين هما جزء لا يتجزأ من التراب الوطني الإسباني.


جاء إعلان «العثماني» في لحظة حاسمة بعد الاعتراف الكامل من قبل «دونالد ترامب»، رئيس الولايات المتحدة، بالسيادة المطلقة للمملكة المغربية على الصحراء الغربية المغربية، واعتُبر تدخل رئيس الوزراء المغربي على أنه محاولة لتحريك استفزاز سياسي باستخدام سبتة ومليلية ذريعة لتعكير صفاء العلاقات الودية بين المملكتين.
لكن لم يطرأ أي تغيير، كما أوضحت «بنيعيش» لوزيرة الدولة للشؤون الخارجية الإسبانية «كريستينا غايّاش» خلال محادثة بين الاثنين 21 ديسمبر، قدّمت خلالها الدبلوماسية المغربية المزيد من التوضيحة المطمئنة، قائلة "ليس لدى إسبانيا ولا المغرب مصلحة في تغيير الوضع الحالي، والذي، على الرغم من هذا الخلاف التاريخي حول ملكية سبتة ومليلية، سمح للحكومتين بالحفاظ على علاقات حسن الجوار، ما جعلهما شركاء الأولوية.
الهجرة
إن الانهيار الجليدي لظاهرة الهجرة غير النظامية الذي عانت منه السواحل الإسبانية خلال شهر نوفمبر هو أيضًا قضية أخرى مثيرة للجدل ناقشناها مع ممثل المغرب في إسبانيا. بشأن هذا الملف، قالت «كريمة بنيعيش» "إن الهجرة قضية حساسة للغاية، تؤثر على المغرب وإسبانيا بسبب موقعنا الجغرافي، وكل من إسبانيا والمغرب ضحيتان للمافيا والشبكات المنظمة التي تستخدم البشر للقيام بأعمالها. وبهذا المعنى، يمكننا أن نهنّئ أنفسنا على العلاقات بين وزارتي الداخلية واللجنة المشتركة للهجرة".

كما تذكّر «بنيعيش» أنه "من بين كل شخص يصل إلى إسبانيا، يبقى 30 شخصًا أخرين في المغرب. لأن المغرب لم يعد مجرد بلد عبور، بل بلد مضيف"، على حد قولها. موضحة أن "ذلك بات حقيقة. فمنذ عام 2013، لدينا سياسة للهجرة واللجوء وقمنا بتسوية أوضاع أكثر من 50.000 شخص. لأنها قضية إنسانية ولا ينبغي النظر إليها من منظور الأمن فقط".

وتدافع السفيرة عن أن بلادها "تعاونت على الدوام وتعمل على ضبط حدودها". ولهذا السبب تعتبر أن المشكلة الرئيسية هي "المافيا التي تتكيّف بسهولة شديدة". "يجب ألا ننسى أن لدينا 3500 كيلومتر من السواحل: 500 في البحر المتوسط ​​و 3000 في المحيط الأطلسي. ومراقبة تلك السواحل تكلفة عالية بالنسبة للمغرب، لكننا نفعل ذلك لأننا ملتزمون بالتعاون مع إسبانيا وأوروبا". ومع ذلك، فهي ترى أن هذه مشكلة يجب معالجتها على مستوى عالمي".

وختمت في حديثها عن هذا المواضوع قائلة "نظرًا لإغلاق طرق البحر الأبيض المتوسط، فإن التكلفة باهظة للغاية. طلبت المافيا من المرشحين للهجرة سريا ما بين 2500 و 5000 يورو عندما استخدمت هذه الطرق، لكنها تحولت إلى سواحل ساحلنا الجنوبي وخفّضت الأسعار. الآن تطلب ما بين 400 و 800 دولار (ما بين 350 و 700 يورو تقريبا)، من هؤلاء الشباب الفقراء من مختلف البلدان، ليس فقط من المغرب، فتعرض حياتهم للخطر من أجل مصالحها الخاصة ".