في 23 ديسمبر، شبّ حريق - يُفترض أن مهاجرين من المخيم أشعلوه - فَدمّر معظم خيام المنشأة. منذ ذلك الحين، تُرك حوالي 1000 شخص يواجهون درجات حرارة منخفضة للغاية وتساقط ثلوج كثيف، من دون مياه جارية وأنظمة تدفئة. تعرض مخيم "ليبا" لانتقادات متكررة بسبب ظروفه المعيشية "اللاإنسانية". جرى افتتاحه كمأوى مؤقت لأشهر الصيف وكان لا بد من إغلاقه للتجديدات الشتوية.
بدوره، حذر الاتحاد الأوروبي، الذي دعم البوسنة بـ60 مليون يورو لإدارة الأزمة وتعهد بـ 25 مليون يورو أخرى، من خطر حدوث أزمة إنسانية وشيكة في البلاد. تقطعت السبل بنحو 10000 مهاجر من إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط في البوسنة، ويحاول الكثيرون عبور الحدود إلى كرواتيا المجاورة، وهي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.
وبحسب وزارة الخارجية الإيطالية، فإن "الوضع الإنساني للمهاجرين وطالبي اللجوء المحرومين حاليًا من السكن والحصول على الخدمات الأساسية هو مصدر قلق كبير". تحقيقا لهذه الغاية، خصصت "فارنيسينا" ما يصل إلى 500000 يورو لصالح الصليب الأحمر الذي يعمل على الأرض وطلب من المفوضية الأوروبية اتخاذ إجراءات للتخفيف من معاناة الأشخاص المعنيين.
أضافت الوزارة "تحث إيطاليا سلطات البوسنة والهرسك، المركزية والمحلية على السواء، على أن تحدد على وجه السرعة حلا من شأنه أن يسمح بتقديم المساعدة اللازمة للمهاجرين وطالبي اللجوء، ولا سيما في ضوء الظروف المناخية الحالية والصعوبات المرتبطة بوباء كوفيد-19 ".
وكانت "المنظمة الدولية للهجرة" (IOM) قد نددت في 28 ديسمبر بخطر وقوع "كارثة إنسانية" في شمال غرب البوسنة والهرسك، مشيرة إلى أن حوالي 3000 مهاجر كانوا بلا مأوى وتجولوا بحثًا عن ملجأ في درجات حرارة أقل بكثير من درجة التجمد.
وكانت وكالات الإغاثة قد حذرت بالفعل السلطات البوسنية من أن المهاجرين وطالبي اللجوء سيتعرضون لمخاطر كبيرة إذا لم يتم العثور على مأوى مناسب قبل الشتاء. وشدد البيان الذي وقعه مجموعة من الوكالات الإنسانية على أنه "لم تقترح السلطات أي حل سواء مؤقتًا أم لا حتى الآن". كانت مدينة الخيام "ليبا" تأوي ما لا يقل عن 1500 شخص. الآن، علق حوالي 500 في ما تبقى من المنشأة ويعيش 2000 أخرين على الأقل في مبان مهجورة ومخيمات مؤقتة في المنطقة.