صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية: "المغرب يعيد اكتشاف جذوره اليهودية في المدرسة" - الإيطالية نيوز

صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية: "المغرب يعيد اكتشاف جذوره اليهودية في المدرسة"

 الإيطالية نيوز، السبت 19 ديسمبر 2020 ـ بعد أن تطرقت وسائل إعلام أجنبية مرئية ومكتوبة لصفقة اتفاق التطبيع بين المملكة المغربية وإسرائيل وإفرازاتها المبكرة، بالأخص فيما يتعلق بتدريس الثقافة اليهودية في المدارس الإبتدائية في المملكة، حيث يتردد عليها أطفال لا تتجاوز أعمارهم 11 سنة، أضافت بدورها صحيفة "لاريبوبليكا" لمستها في هذا الصدد بمقال للكاتبة المغربية "كريمة موال"، بعنوان "المغرب يعيد اكتشاف جذوره اليهودية في المدرسة".

وقالت "لاريبوبليكا" الإيطالية بأن تعزيز التعددية ـ من خلال الثقافة والمعرفة ـ مضاد للتطرف وكوسيلة للإثراء (المعرفي) الذي يصبح ركيزة للسلام واحترام التنوع، تأتي من آخر مبادرة لإحدى الدول الإسلامية، المغرب، والتي أعلنت مؤخرًا عن تغيير ثوري إلى حد ما في مناهج مدارس المملكة، يمكن قراءتها فقط في هذا المفتاح: المقدمة لموضوع يبدو أنه ثانوي فقط، موضوع التاريخ والثقافة اليهودية.
وقالت "لاريبوبليكا" بأن هذه المبادرة ستستعيد صفحة مهمة في تاريخ المغرب، وهذه المرة تبدأ من طاولات المدرسة، لتذكّر بالجذور اليهودية في تاريخ وثقافة البلاد. في المناهج الدراسية الجديدة، على سبيل المثال، سيُعتمَد نصّان جديدان للصف الرابع والسادس حيث ستكون حياة وإرث اليهود المغاربة في جوهر المواضيع المتطرَّق لها، بالأخص في عهد السلطان «محمد بن عبد الله الخطيب».

وواصلت الصحيفة قائلة بأن الصراعات والاحتكاكات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، والتي استمرت حتى يومنا هذا، خلّفت جروحًا عميقة جدًا في العديد من البلدان الإسلامية، ولكن هناك أيضًا من لم يرغب أبدًا في محو تاريخ مشترك وغني ومثمر من الخبرة والثقافة التي جرى تلويثها بطريقة مربحة.

بالطبع، كان رد فعل كل دولة إسلامية بطريقتها الخاصة، وقد ميّز المغرب في السنوات التي تلت الصراع نفسه بشكل إيجابي فيما يتعلق بإسرائيل من ناحية ـ وهذا معترَف به لتقدير الدور الرائد للمغرب في عملية السلام في الشرق الأوسط. كان «الحسن الثاني»، والد الملك الحالي، أحد مهندسي اتفاقيات "كامب ديفيد" ـ ومن ناحية أخرى في الحفاظ على التراث اليهودي والصلة مع الجالية اليهودية، التي هاجر جزء مهم منها إلى إسرائيل. ومع ذلك، نعلم أنه ليس كل شخص محصَّن ضد فيروس المعادي للسامية.

لذلك ليس سرا إلى أي مدى لعب الصراع العربي الإسرائيلي ومصير الفلسطينيين ولايزالا يلعبانه حتى اليوم. وصلا تأثيرهما إلى تشكيل قوة نارية في التقسيم بعنف، إلى درجة تشويه التراث اليهودي والتاريخ العلماني في العديد من البلدان الإسلامية. ولكن إذا تم إسكات هذا التشويه في بعض البلدان الإسلامية، فإن  في المغرب جرى اتباع طريق أخر.

منذ البداية، ربما بدا هذا الخطر ملموسًا للغاية وفي نفس الوقت خطيرًا لدرجة أن الملك «محمد السادس» سعى إلى إطلاق مبادرات تهدف إلى تعزيز وحماية التراث الثقافي اليهودي في البلاد، وهي مبادرات ملموسة وليست رمزية. يظل الدستور المغربي الجديد لعام 2011 هو الدستور الوحيد في العالم الذي تتجسد فيه الشخصية اليهودية كجزء من الهوية الوطنية للمغرب.

ودعت الكاتبة المغربية، في مقالها لصحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية، إلى عدم التفاجؤ إذا كان اليهود المغاربة يعتبرون المغرب هو الأرض المقدسة الثانية بعد إسرائيل، وهذا هو السبب في أنهم يقومون بالحج كل عام لتكريم "القدّيسين" الذين غالبًا ما يعظّمهم المغاربة المسلمون. باختصار، هذه المبادرة الأخيرة ليست سوى واحدة من القطع العديدة في فسيفساء الجمع تلك التي تميّز البلاد، والتي راهنت المملكة أكثر من غيرها على قوة التنوع، دون ترك عنصرها اليهودي على الإطلاق حتى عندما يكون غير مريح أو مفيد.

وختمت الكاتبة المقال بالقول أن "اليوم، أكثر من أي وقت مضى، من الضروري وجود جيش من الرجال والنساء مسلّحين بالثقافة والتاريخ والتضامن والامتنان المتبادل لتاريخ مشترك. ربما يكون هذا هو المستقبل الذي يحاول «محمد السادس»  تصميمه للأجيال الجديدة، بدءًا من الكتب المدرسية."

اتفقت إسرائيل والمغرب، الخميس 10 ديسمبر، على تطبيع العلاقات المتبادلة من خلال الدخول في اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة. وكجزء من الاتفاق، وافق الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» على الاعتراف بسيادة الرباط على الصحراء الغربية، حيث لا يزال النزاع الإقليمي قائمًا منذ عقود بين الحكومة المغربية و"جبهة البوليساريو"، وهي حركة انفصالية تدعمها الجزائر، التي تسعى إلى إقامة دولة مستقلة جنوب المغرب. وبهذا الاتفاق الجديد، يصبح المغرب رابع دولة عربية تطبّع العلاقات مع تل أبيب في الأشهر الأخيرة، بعد الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان.


وقال مسؤول أميركي كبير إن الاتفاق جرى التوصل إليه خلال اتصال هاتفي بين «ترامب» وملك المغرب «محمد السادس». وبموجب الاتفاق، سيقيم المغرب علاقات دبلوماسية كاملة ويستأنف الاتصالات الرسمية مع "تل أبيب" ومنح رحلات جوية ورحلات جوية مباشرة من وإلى إسرائيل لجميع الإسرائيليين. 


أعلن بعد ذلك الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بنفسه، كالعادة، خبر التطبيع، إذقال في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر: "إنجاز تاريخي أخر اليوم! اتفق صديقانا العظيمان إسرائيل والمملكة المغربية على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة. إنه اختراق هائل للسلام في الشرق الأوسط!"

وأضاف ترامب في تدوينة أخرى لم تخرج عن السياق نفسه، إذ قال: "اليوم، وقعت على إعلان يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. إن اقتراح المغرب الجاد والواقعي والجاد للحكم الذاتي هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لتحقيق السلام الدائم والازدهار". 

أخيرا، يستيقظ ترامب من سباته إزاء قضية الصحراء المغربية واضعا تاريخين متناقضين من حيث الزمن، قائلا بأن المغرب اعترف بالولايات المتحدة الأمريكية كدولة سنة 1777، ومكافأة لذلك تعترف الولايات المتحدة بسيادته على الصحراء الغربية، والحقيقة أن المكافأة لا صلة باعتراف المملكة بدولة العم سام، وإلا كان ليحدث رد الجميل مباشرة بعد الاعتراف، ولكن حسم ترامب قضية الصحراء لفائدة مقابل اعتراف المملكة بإسرائيل كدولة على الأراضي الفلسطينية.


وقال «جاريد كوشنر» (Jared Kushner)، كبير مستشاري البيت الأبيض، للصحفيين "سيُعيدون على الفور فتح مكاتب الاتصال الخاصة بهم في "الرباط" و"تل أبيب" مع نيّة فتح سفارات، وسيعززان التعاون الاقتصادي بين الشركات الإسرائيلية والمغربية." وأضاف «كوشنر» "في هذه المرحلة، من المحتم أن تعترف السعودية أيضا بإسرائيل". 


بدوره، كطرف رئيس في الصفقة، قال «بنيامين نتانياهو» معبّرا عن سعادته المطلقة لتحقيق هذه الضربة القوية في المنطقة بذراع المملكة المغربية، فقال: في عطلة "حانوكا" هذه، نقدم نورا رائعا من اللقاحات التي ستخرجنا من الهالّة، إنه نور السلام العظيم ـ اليوم مع المغرب. لدينا حب وسوف يغلب، ولدينا سلام وسيفوز بالفعل. "هانوكا" سعيد اليوم.

وفي تغريدة أخرى، وفي بث مباشر، ألقى «بنيامين نتياهو» بيانا خاصا بشأن إعلان الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بشأن قضية المغرب، في مراسيم إضاءة شمعة "حانوكا" عي الحائط الغربي بحضور السفير الأميركي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، «ديفيد فريدمان» (David Friedman)

في هذا السياق، أفاد الحساب الرسمي لرئيس الحكومة المغربية، «سعد الدين العثماني»، في بيان، باعتراف الولايات المتحدة بسيادة المملكة المغربية على الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو الإنفصالية من دون أن يذكر المقابل. وجاء في البيان: : "أجرى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اتصالا هاتفيا مع فخامة السيد دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. خلال هذا الاتصال، أخبر الرئيس الأمريكي جلالة الملك بأنه أصدر مرسوما رئاسيا، بما له من قوة قانونية وسياسية ثابتة، وبأثره الفوري، يقضي باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية"

أجرى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اتصالا هاتفيا مع فخامة السيد دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة...

Pubblicato da ‎رئيس الحكومة المغربية‎ su Giovedì 10 dicembre 2020

حاول البيت الأبيض إقناع "الرياض" بالتوقيع على اتفاقية تطبيع مع "تل أبيب"، معتقدًا أنه إذا اتفقت هاتان الدولتان، فإن المزيد من الدول العربية ستتخلص من الخجل والحشمة، وبالتالي تصبح قادرة على الاقتراب من إسرائيل. لكن السعودية قالت إنها ليست جاهزة بعد. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير «فيصل بن فرحان آل سعود»، الأسبوع الماضي، إن الرياض لا يمكنها التفكير في مثل هذه الخطوة إلا إذا كان اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين "ينص على قيام دولة فلسطينية بكرامة وبسيادة عملية ومقبولة من قبل جميع الفلسطينيين ".


وبموجب الاتفاق اليوم الخميس، قالت الولايات المتحدة إنها ستعترف بمطالب المغرب بالصحراء الغربية، المنطقة الإسبانية السابقة في شمال إفريقيا التي كانت مركز نزاع طويل الأمد بين الرباط وجبهة البوليساريو. وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض أن "الولايات المتحدة تعتقد أن قيام دولة صحراوية مستقلة ليس خيارًا واقعيًا لحل النزاع وأن الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد القابل للتطبيق". نحث الطرفين على الانخراط في مناقشات دون تأخير، باستخدام خطة الحكم الذاتي المغربية كإطار وحيد للتفاوض على حل مقبول للطرفين".


بدأ الخلاف حول الصحراء الغربية في عام 1975 عندما ضمت المغرب، بعد انسحاب الحكم الإسباني، جزءًا من هذه المنطقة الواقعة على الساحل الشمالي الغربي لإفريقيا. ردا على ذلك، في عام 1976، تشكلت جبهة البوليساريو كحركة في 10 مايو 1973، وأعلنت ولادة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية (SADR)، وتأسيس حكومة في المنفى في الجزائر، وشنت حرب عصابات من أجل الاستقلال استمرت حتى 6 سبتمبر 1991، وهو العام الذي جرى فيه إعلان وقف إطلاق النار، روجت له بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو). حتى الآن، تطالب حكومة الرباط بسيادتها على الصحراء الغربية، بينما تواصل جبهة البوليساريو الكفاح من أجل إجراء استفتاء لتقرير مصير أراضيها، حيث يقطن حوالي نصف مليون شخص.


وعلقت على هذا الحدث أكبر صفحة مغربية ناطقة بالإيطالية (Diario di viaggio)، التي تشهد تفاعل لا نضير له هنا، فكتبت: "المغرب يطبع العلاقات مع إسرائيل مقابل أن تعترف له الولايات المتحدة بالصحراء كجزء من المملكة المغربية. دليل إضافي على عدم وجود أخوة عربية، ولا تضامن إسلامي، ولا إنسانية ولا أي حس للعدالة. توجد فقط المصالح الشخصية. دائما وبأي طريقة. اليوم أكثر من أي يوم مضى أشعر بالعار من جذوري".

Il Marocco normalizza le relazioni con Israele In cambio gli Stati Uniti riconosceranno il Sahara come facente parte...

Pubblicato da Diario di viaggio su Giovedì 10 dicembre 2020

لطالما بدا المغرب، البلد الذي له قرون من التاريخ اليهودي، عازمًا على إقامة روابط مع تل أبيب. قبل تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948، كان المغرب موطنًا لعدد كبير من السكان اليهود الذين يحمل أغلبهم الجنسية المغربية، حيث هاجر العديد من أسلافهم إلى شمال إفريقيا من إسبانيا والبرتغال خلال محاكم التفتيش الإسبانية. اليوم، مئات الآلاف من اليهود الإسرائيليين يتتبعون أسلافهم إلى المغرب ولا تزال مجموعة صغيرة من اليهود، تقدر بعدة آلاف، تعيش في المملكة الواقعة في شمال إفريقيا.


تقيم الرباط علاقات غير رسمية مع تل أبيب منذ سنوات. أقامت إسرائيل والمغرب علاقات دبلوماسية منخفضة المستوى خلال التسعينيات في أعقاب اتفاقيات السلام المؤقتة بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكن جرى تعليق هذه العلاقات بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000. منذ ذلك الحين، استمرت العلاقات غير الرسمية، ومع ذلك، يسافر ما يقدر بنحو 50.000 إسرائيلي إلى المغرب كل عام في رحلات للتعرّف على تاريخ الجالية اليهودية في شمال إفريقيا واستعادة تاريخ عائلاتهم.


مع مغادرة «ترامب» البيت الأبيض في 20 يناير، يمكن أن تكون الصفقة مع المغرب من بين آخر الصفقات التي سيتمكن فريقه بقيادة «جاريد كوشنر» والمبعوث الأمريكي «آفي بيركوفيتش» (Avi Berkowitz) من القيام به. التفاوض قبل إفساح المجال للإدارة القادمة للرئيس المنتخب حديثًا «جو بايدن» (Joe Biden). جاء الكثير من الحوافز لإبرام الاتفاقات من الرغبة في تشكيل جبهة موحدة ضد إيران للحد من نفوذها الإقليمي.